إيمان مندور
ممكن أكون رومانسي ومتدين؟.. سؤال طرحه الداعية معز مسعود قبل أكثر من 10 سنوات على قناة “اقرأ” الفضائية، موضحًا خلاله أن أهم الأسباب التي كانت تقف عائقًا بينه وبين التدين هي اعتقاده بأنه “لما يتدين مش هيقدر يحب ويتحب”، على حد تعبيره.
بالتدقيق في مسيرة “مسعود” الدينية الفكرية التي يشير إليها دومًا منذ دخوله مجال الدعوة والوعظ الديني، نجد أنه بخلاف سمة التحولات الجذرية في حياته قبل وبعد التدين، فإن اتجاه التحولات الدرامية العاطفية في قصته أضحى العلامة الأبرز الآن، بدرجة تفوق بكثير المناقشات الفكرية التي يطرحها.
ففي العام 1996 بدأ معز مسعود رحلة الالتزام الديني، باحثًا عن الحقيقة والحب، لكي ينهي اعتقاده الخاطئ بأنهما لا يجتمعان، وبالفعل تزوج في عام 2003 ليستمر الزواج لسنوات عدة ويثمر عن أطفال أيضًا، لكن ما لبث أن أعلن عن زواجه الثاني في العام الماضي من بسنت نور الدين المرشدة السياحية، بعد أشهر قليلة من شهرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع الجدل الذي أثير حول زواجه منها، أوضح أنه منفصل عن زوجته الأولى من فترة.
وكما جاء إعلان زواجهما بشكل مفاجئ وسريع، جاء أيضًا قرار انفصالهما بنفس السرعة والمفاجأة بعد 6 أشهر فقط من الزواج، دون إبداء أي أسباب عن ذلك من الطرفين، رغم أن البعض ربط بين عدة منشورات لـ”بسنت” في تلك الفترة على “فيس بوك”، وبين تجربة زواجها التي لم يُكتب لها النجاح، حيث كانت تشير دومًا إلى الخداع بمظاهر التدين وأن الناس يعجبهم السمت المتدين وينبهرون به، لكنه في الحقيقة يكون خلاف ذلك.
بعد أن هدأ جدل زواج معز وانفصاله، عاد بالأمس لنفس نقطة الجدل حول حياته العاطفية بعد إعلانه في بيان رسمي زواجه من الفنانة شيري عادل قبل عدة أشهر، والتي شاركت في مسلسل “السهام المارقة” الذي أنتجه وعرض في شهر رمضان الماضي.
الجدل لم يكن فقط بسبب تعدد الزيجات ولكن بسبب استغراب فكرة ارتباط داعية بفنانة من قبل البعض، رغم أن معز أكد أكثر من مرة بأنه يدعم الفن ويحبه، أيضًا انتقاد زواجه من امرأة غير محجبة كان مبالغًا فيه، فرغم أنه أمر شخصي بحت، إلا أنه ليس جديدًا في حياته أن يكون من أهله غير محجبات، فقد سبق وأن نشر صورته برفقة شقيقته “علا” والتي ظهرت فيها بدون حجاب، فبالتالي لما كل هذا الاندهاش.
في الحقيقة معز مسعود ليس داعية إسلاميًا، صحيح أنه قدم نفسه في البداية على أنه كذلك، لكنه عاد بعد سنوات وأكد أنه يرفض تسميته بـ”الداعية” لأن المفهوم الأرقى والأنبل لهذا المصطلح شرف يرجوه ولا يصف به نفسه، واصفًا نفسه بـ”الباحث”.. الباحث عن الحقيقة الذي يجب أن يتجرد من كل شيء ما عدا العقل، بحسب تعبيره.
العقل الذي يحب به “معز” يبدو أنه لا يزال يبحث عن الحقيقة والقناعات التي تتغير بداخله في رحلة بحثه، والتي جعلت رده عن إمكانية ربط الحب بالتدين تتطرق للحديث عن الطلاق، بقوله:
“بقينا بنعرف بعض بالمكياج بس.. بتعجبنا البنت من مكياجها فقط فنسيبها بسرعة بعد كده.
أمي كانت تقولي كلمة زمان: الراجل لما بيحصل أي حاجة وبنت تسيبه سواء طلاق أو غيره بتبقا زي خبطة الكوع، يعني بتوجع بس بعد شوية بتختفي.
لكن أنا بحس إن الست قلبها بيتحطم وبيفضل عليه علامة تفضل معاها طول العمر بعدها مبتبقاش قادرة تثق في رجل تاني.
نسبة الطلاق بتزيد عندنا والناس لما تطلق بتفقد الإيمان بفكرة الجواز ده خالص ومبيتجوزش تاني يا إما تفضل تتنطط كده من جوازة لجوازة…”.
إجابة السؤال الذي طرحه معز مسعود قبل 10 سنوات حول التدين والرومانسية، نجد أنها معبرة بدرجة كبيرة عن تجاربه العاطفية التي مر بها حتى الآن، أو ربما تعبر عن الأطراف الأخرى، لسنا ندري، فاعتقاده عن الرومانسية والزواج والطلاق يبدو أنه تغير منذ أن بدأ في البحث عن الحقيقة.. أو إذا شئت قل البحث عن الحب!