هل تم الاعتداء على فاتن حمامة فى اللحظة التى تم فيها هدم سينما صارت أحد معالم حى المنيل الذى أقطن به على مدى 50 عاما؟.
هكذا يتآكل عدد دور العرض فى هذا الحى الصغير، حيث سبق هدم أربع سينمات طوال تلك العقود من الزمان، وكنت شاهدا عليها، برغم أنه كثيرا ما يتردد بتواجد قرار وزارى عند هدم سينما بضرورة- عند إعادة البناء- إقامة واحدة أخرى، ولكن يجرى عادة بناء جامع فتصمت الألسنة.
لم يكن هذا هو الاعتداء الأول الذى يحاول عبثا النيل من اسم فاتن، قبل نحو عامين، بعد أن تم إطلاق اسمها على مدرسة كانت تحمل اسم مدرسة ترسا (للبنات)، وهو اسم القرية، فأعلن أهلها أنهم غاضبون وهددوا بالاعتصام ورفعوا شعارات منددة، الأمر كما أراه ليس له علاقة بمفاضلة بين اسم فنانة كبيرة واسم قرية «ترسا»، لا مفاضلة بين الأسماء على الإطلاق، بل أزيدكم من الشعر بيتا وأقول لكم من حق أهالى قرية «ترسا»، التابعة لمركز طوخ محافظة القليوبية، أن يعتزوا باسم قريتهم.
ولكن الأمر هنا ليس له علاقة بالطبع بمشاعر حب وانتماء لقرية نشأ بها إنسان، هل كان الغضب يحمل تقديرا لاسم القرية، أم به نظرة غير مريحة للفن؟، ولا أقول لفاتن حمامة، أتصور مع الأسف أنها الثانية.
بدأت الحكاية عندما قام محامٍ برفع دعوى حتى لا يُطلق محافظ القليوبية اسم فاتن على المدرسة، من الممكن أن تُصبح دوافعه هى تحقيق الشهرة، ولكن هناك إحساسا بأن الأمر وراءه ولا شك نظرة تفتقد فى مجملها الاحترام للفن.
اسم فاتن حمامة دائما هو قرين بالاحترام عندما تقول فاتن على الفور الكلمة المرادفة هى الاحترام، فكيف نصل إلى هذا المنحدر؟، هل السيدة فاتن حمامة بحاجة إلى اسم المدرسة، أم أن العكس هو الصحيح؟!!.
فاتن حمامة كرمت كثيرا فى حياتها فى بلدها وخارج الحدود، وقرر مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بعد رحيلها أن يطلق اسمها على جائزتى (التقديرية والتميز).
فاتن من الفنانات القليلات اللاتى من الممكن أن تلمح صورتهن فى البيت المصرى وكأنها أحد أفراد العائلة، بينما لا يزال بعض من أهل قرية ترسا يعتبرون أن يافطة مدرسة فاتن حمامة تهمش اسم قريتهم وهم يواصلون رفع الدعوات القضائية. بينما لدوافع أخرى فى القاهرة هناك من وجد فى تلك السينما المطلة على النهر، أو كما نطلق عليه فى المنيل البحر الصغير، فرصة لكى يبيع الأرض بثمن لم يكن يحلم به.
طبعا لا ينطبق على السينما قانون المحافظة على التراث، والذى يقضى أن الأثر هو من يمضى عليه 100 عام، أظنها أقل بثلاثين، فهى نفس السينما التى ذهب إليها أنور السادات ليلة الثورة فى 23 يوليو 1952 وكانت تحمل اسم ربما (جرين) لأن اسم فاتن أطلق عليها منتصف الثمانينيات، كان الهدف من ذهاب السادات هو الإيحاء بأنه كان متواجدا فى السينما ليلة الثورة، ولهذا افتعل خناقة داخل دار العرض وحرر محضرا.
فى كل الأحوال اسم فاتن حمامة لن يضيره شىء لو تم نزع اسمها من مدرسة ترسا أو هدم دار عرض كانت تحمل اسمها، ولكن نحن الذين سنفتقد التفاخر باسم فاتن، أما أنا سأظل أقول للجميع إن بيتى على مقربة سبع شوارع من سينما فاتن حمامة!!.