أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (14).. حــلَال الــعُـقَد

21 ابريل 2015 | 02:00 مساءً

صناعة وإنتاج أي برنامج تلفزيوني في أية محطة في العالم، تحتاج فريق ضخم كما نعلم جميعا يقفون خلف أو أمام الكاميرات، وكما هو الحال في الدنيا، يكون الحال في البرامج، هناك دوماً ناس فوق وهم القيادات العليا والمتوسطة بالمحطة والبرنامج، وناس تحت وهم طاقم (الشغيلة)، ولأن لكل شئ أصول وقواعد، فلابد من أن يكون هناك رابط بين الناس اللي فوق والناس اللي تحت، لنقل التعليمات وتقريب وجهات النظر والقيام بالسيطرة على الجميع وفرض النظام … هذا الرابط هو العنصر البشري الذي لا يمكن بناء هيكل أي محطة بدونه، هو الشخص المنوط به إجابة كل الاستفسارات وتلبية كل الطلبات، هو مدير الإنتاج.

لن آتي بجديد إذا قلت أن “سُمعة” السيد مدير الانتاج في الوسط الإعلامي ليست على مايرام في الأغلب، ولهذا أسباب يطول شرحها وإن دارت معظمها حول أنه المتحكم في الفواتير والأسعار، هو الذي يعلم – في العادة- كم يبلغ سعر كل جهاز أو معدة، وكم يبلغ أجر كل كبير وصغير في المكان، لهذا يرتاب منه الجميع، لكنه شخص محوري فعلاً، فهو مسئول عن التصاريح اللازمة للتصوير، مسئول عن انضباط مواعيد العمل والعاملين، مسئول عن الورق اللي في البرينتر، عن الكاميرا اللي في الشارع، عن الكهربا اللي بتقطع، عن لبس النجم والمذيع، عن وجبات فريق العمل إن كان “الأوردر” خارجي ويتطلب أن يتم إطعام الناس، مسئول عن (…..) وضع أنت ماشئت داخل الأقواس، ولهذا فلا يمكن أن تبدأ كاميرا واحدة في العمل بدون وجوده.

ولمدير الانتاج كما لأي مهنة في العالم درجات وتدرجات، تبدأ من مساعد صغير السن حديث الخبرة، يتلقى الأوامر من مدير إنتاج الاستديو أو مسئول الانتاج بقسم الخارجي، واللذين يتلقيا الأوامر بدورهما من المشرف العام على الانتاج بالمحطة، وهو واحد من أهم ثلاثة أشخاص بأي محطة فضائية مهما كان محتواها أو توجهها.

وحتى نصل إلى المشرف العام على الانتاج، لابد أن نفهم ونعي في البداية ان هناك قسماً خاصاً بالمعهد العالي للسينما بمصر يدرس فيه الطلبة على مدار 4 سنوات العملية الانتاجية، كيف تبدأ وأين تنتهي؟ .. وهو ما يعني بداهة أن مهنة الانتاج ليست فهلوة أو جدعنة… ومهامه لا تنحصر في “البريك” أو جبة الطعام التي يأمر بها ، كما هو مفهوم كثير من العاملين بالمجال عن رجال الإنتاج .. انهم بتوع ميا وعصير!! وهو إختزال مخل وتحقير لدورهم لا داعي له إلا الاستعلاء غير المبرر على مجموعة من الزملاء مهمتهم أن يساعدوا الجميع وييسروا اعمالهم قدر المستطاع.

ولمهنة مدير الإنتاج التلفزيوني بمصر، نجومها المعروفين بالاسم، لن أذكر لك اسماءاً لكنك وإن كنت تعمل بالسوق، فإنك بكل تأكيد سمعت عن فلان الفلاني الذي يسيطر على العملية الانتاجية في عدد من القنوات في نفس الوقت، يترك رجلاً من رجاله في المحطة، ذراعاً أيمن، وعوناً .. وبالقطع عيناً ولساناً، يسجل هذا الرجل الثاني كافة ملاحظاته، ويقوم بإبلاغ السيد فلان الفلاني باستمرارعن مستجدات الأمور وبوادر المشاكل والطرق الذي يتخذها الرجل الثاني لعلاج المشاكل وتفاديها.
كما أنك بكل تأكيد سمعت عن علان العلاني، ملك القنوات الفضائية، القادم من دهاليز التلفزيون المصري بخبرة جبارة في انتاج البرامج، وعلاقات عنكبوتية بأصحاب المعدات ومؤجريها، علاقات واسعة كذلك مع معظم مفاتيح السوق وعلاماته البارزة في كل قطاع (الإخراج والتصوير والمونتاج والديكور والهندسة .. الخ).

ولهذا الرجل، كما لغيره من كبار مديري الإنتاج أذرع وعيون في كل مكان، فريق كامل متكامل من المساعدين ينهون المشاكل ويتفاوضون على الأجور ويصلحون ذات البين داخل أروقة المكان قدر المستطاع، ثم يرسلون إليه أو يبلغونه بكل صغيرة وكبيرة لكي يظل دوما عليماً، مديراً، مسيطراً بذراع حديدية على المكان.

الحديث عن رجال الإنتاج (خارج الاستديو وداخله) يطول، فمهنتهم ليست بالهينة، ولا تقتصر على إرسال التقارير اليومية واللحظية كلاً لمن يرأسه، و كل العاملين بهذا السوق الواسع يعلم أهمية الدور (الأدوار إن شئت الدقة) المنوطة بهم… ولهذا فإن كلماتنا عنهم تمتد وستنتهي في اللقاء القادم.
لكم المودة بلا حدود.

تواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا

تواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (12).. سكان الـ M.C.R .. الصنف الأول

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (11).. الإخوة المراسلون

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (10).. و ما أدراك ما الخارجي

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (9).. والمونتيرون أصناف

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (8).. جناب المونتير

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (7).. الريجيسير V.S العلاقات

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (6).. إنسان الإيربييس

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (5).. من الإيربيس للرئيس

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم.. المقال الرابع: في أهمية الـ Q

أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثالث (البديع الفظيع)