حسين عثمان يكتب: ملاحظات الأسبوع السبعة

لم أحصل في الشهادة التاريخية الأشهر في مصر إلا على 64%، وده كان في السنة التانية، لإني بكل بساطة سقطت في السنة الأولى، أما عن رحلتي مع كلية الحقوق، فدي شرحها يطووووووول، بعدها كان الاختيار والإرادة والاجتهاد، فكانت النتيجة ماجستير في إدارة الأعمال، وشهادات متعددة في الموارد البشرية والتدريب والتطوير والجودة والسلامة والصحة المهنية، سافرت مؤتمرات، وأخذت جوائز وتقديرات، وساهمت في تأسيس كيانات كبيرة، وإعادة هيكلة وتطوير أخرى، وده كله غير تحقيق أحد أكبر أحلامي في الكتابة، ولا زلت أجتهد والحمد لله، وحياة قلوب وأفراح وأتراح أولادنا طلاب الثانوية العامة، التعليم عندنا شيء والتفوق المهني والإنساني شيء تاني خالص.

نرشح لك : لماذا يشجع المصريون كرواتيا؟

عمر الشريف احتفظ بجنسيته المصرية طوال حياته، الممثل المصري الوحيد اللي قدر يحط نفسه وبلده على خريطة السينما العالمية، لم يتأخر يوماً عن مصر، صوت في حملة لدعم السياحة، وأخرى لدعم مؤسسة مجدي يعقوب، رئاسة شرفية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عضوية في فريق ملف مصر لتنظيم المونديال، مصري مع المصريين في التحرير في ثورة يناير، رجع بلده بعد غربة طويلة علشان يموت فيها، أوصى بدفنه في مقابر السيدة نفيسة، مات في سكون لم يكسره إلا فتاوى النفوس الخَرِبَة بحُرمة الترحم عليه تشكيكاً في إسلامه، جنازته أحاطها التجاهل وعدم التقدير، ومرت ذكرى وفاته الثالثة الأسبوع الماضي ولا حس ولاخبر.

إنجاز بعثة مصر في دورة ألعاب البحر المتوسط بإسبانيا، والحصول على المركز الخامس من بين 25 دولة، حدث لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال، خصوصاً ونحن نعاني مرارة المرارة، من الخروج المهين لمنتخب مصر من الدور الأول في كأس العالم، حاصلاً على المركز قبل الأخير بجدارة، 45 ميدالية منها 18 ذهبية و11 فضية و16 برونزية، كانت كفيلة بوضع مصر مع كبار البحر المتوسط إيطاليا وإسبانيا وتركيا وفرنسا، ولم يكن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبطال مصر، ومنحهم وأجهزتهم الفنية الأوسمة الرياضية من الطبقاتالأولى والثانية والثالثة، إلا التقدير اللائق بأبطال يقدرون بحق مسئولية تمثيل مصر في المحافل الدولية.

انطلق الأحد الماضي معسكر إعداد قادة المستقبل، والذي تنظمه جامعة القاهرة حتى منتصف أغسطس، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة، وكان قد ألقى الدكتور الخشت محاضرته الافتتاحية بعنوان “تطوير العقل المصري”، والتي تأتي في إطار مشروع متكامل يستهدف تطوير العقل المصري، وبدء عصر جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمي في سبيل بناء مجتمع جديد، وكانت محاضرة رئيس الجامعة قد اشتملت على عدة محاور، تلخصت فيما يتعلق باستراتيجية بناء العقل باعتباره السبيل الأمثل لبناء المستقبل، ودور مؤسسات الدولة في تطوير العقل المصري وإعادة صياغة الشخصية المصرية، في ظلالمتغيرات والتحديات المعاصرة، لا شيء أهم من المعرفة.

حريق مستشفى الحسين يفتح مُجدَدَاً باب الحوار حول الجهل بثقافة السلامة والصحة المهنية، وغياب اشتراطات الأمن الصناعي، صحيح أن بطولة المصريين المعتادة في مواجهة الأزمات كانت حاضرة، وصحيح أن الضمير المهني كانت له الغَلَبَة في نفوس أطقم الأطباء والتمريض والإداريين العاملين أثناء اندلاع الحريق، وفي وقت يمثل بالفعل لحظة حرجة في حياة كل إنسان، لحظة الاختيار بين حياته وحياة الآخرين، إلا أن هذا كله لا يمنع أن الكلمة العليا كانت للعناية الإلهية، خاصة وأن الاجتهاد المعتاد في إدارة الأزمة كان سيد الموقف، إدارة الأزمات والكوارث ومن قبل وقوعها، علم لم يأخذ بعد مساحته المستحقة من اهتمام المصريين فيعمومهم.

يستعد موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، لإطلاق ائتلاف سياسي معارض، يسعى من خلاله إلى ضم ثلاثين حزباً سياسياً، وأكثر من مائتي نائب برلماني على الأقل، الهدف من الائتلاف الجديد كما أوضح موسى، هو وضع آلية محددة لتقييم أداء الحكومة في تنفيذ قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومؤكداً على أن الائتلاف مؤيد لسياسات الرئيس، لكن آليات التنفيذ يجب مراجعتها، وتقديم حلول، وليس هدفه مجرد المعارضة للمعارضة، ولم ينس موسى التأكيد على أن الأحزاب الدينية ليس لها مكان في الائتلاف المنتظر تدشينه خلال الأيام القليلة القادمة، موسى مصطفى موسى صار نجماً على مسرح العمل السياسي بعدما خاض الانتخابات الرئاسية الأخيرة.  

“ويشهد الله كما سجلت في شهادتي، أنني لم أحب زعيماً كما أحببت جمال عبد الناصر، فقد كان الرجل الذي بدأت مع بدايته مشواري الصحفي، ولسنوات طويلة تخصصت في تلخيص خُطَبِه في صدر صفحات الأهرام، مؤمناً ومصفقاً لما يقول، إلى أن جاءت صدمة 67، وتكشفت حقائق كانت أمامنا ولا نراها، جعلتني أفكر في القداسات التي آمنت بها، وأن أستعيد ما عبر عنه بعبقرية بالغة كاتبنا الكبير توفيق الحكيم في الوعي المفقود”، هكذا قدم الكاتب الكبير صلاح منتصر لكتابه الصادر مؤخراً عن مؤسسة أخبار اليوم تحت عنوان “شهادتي على عصر عبد الناصر”، مواكباً ومحتفلاً بذكرى ثورة يوليو السادسة والستين على طريقته.