عمر طاهر يكتب: تزوير الكتب وقبضة الهلالي!

نقلًا عن المصري اليوم

صدر قرار وزيرة الثقافة لتنظيم المهرجانات والاحتفالات، لجنة من الداخلية والسياحة وغيرهما لها كلمة على كبار المسؤولين فى المحافظات، ويحق لأعضائها دخول المهرجان والتفتيش على سجلاته فى أى وقت، ولإقامة المهرجان أو الاحتفال لابد من تصريح عقب تقديم ملف «مايخرش المية»، قالت الدولة إنه «عام الثقافة»، وبات واضحا أنها كانت تقصد أنه عام إحكام القبضة والسيطرة على الثقافة باللجان التى لا تخلو طبعا من الحس الأمنى.

نرشح لك : 31 حكاية ترويها ابنة سيد مكاوي.. أبرزها غنائه في المسجد بالخطأ

طيب، «أمن ب أمن بقى»، ومادامت الوزارة تمتلك هذه القبضة الحديدية التى ستنظم بها جهود من يقدمون الفن، فعندى طلب للسيدة الفاضلة وزيرة الثقافة أن تعيد توجيه هذه الصرامة ناحية المجرمين قبل الفنانين.

تعيش مصر منذ سنوات فى كارثة اسمها «تزوير الكتب»، مافيا كبيرة متورط فيها شخصيات معروفة للجميع لكن لا أحد يهتم، سوق الكتاب المضروب الذى يقود الصناعة إلى خسائر جعلت دور نشر تغلق أبوابها، ومكتبات كبيرة تقلص عدد فروعها، وكتاب يتسولون حقوقهم التى صارت شحيحة، وناشرون يضطرون لطرح كتبهم سرا بأسعار غالية لتعويض ما أنفقوه قبل أن يتم تزوير الكتاب. مافيا تلعب فى مليارات تفضحنا فى جميع معارض الكتب الدولية، أصبحت معارض الشارقة والرياض والمغرب وغيرها تدقق فى مطبوعات الناشرين المصريين من فرط ما غرقت أسواقهم بالكتب المزورة، بما فيها إنتاج الدول العربية، خسائر وفضائح وتدهور لصناعة هى الضلع الأهم فى أوضح ما كانت تمتلكه مصر (القوى الناعمة).

الكتب المزورة تباع تحت عين الحكومة، رأيتها بنفسى، معارض كتب مزورة فى الجامعات والنوادى ومبنى المحافظة، الحكومة تمنح المزور تصريحا رسميا ليبيع مسروقاته تحت حمايتها، وبؤر بيع الكتاب المضروب معروفة للجميع وعلى بعد أمتار من أقسام الشرطة ومديريات الأمن!!، وهى جرأة لا أعتقد أنها مجانية.

غرامة القبض على مزور جنيهات قليلة، وسوق النشر ومسؤولوها ما بين عجز وإذعان لتجنب الإفلاس، لا تشريع يسعف الصناعة ولا داخلية تأخذ الأمر على محمل الجد!!، صناعة تنهار ومواهب تتوارى إحباطا، وقريبا لن يجد المزورون كتبا ليزورونها.

اللجان الأمنية الصارمة التى ستنظم نشاطات الفنانين، والموظفين الذين لا علاقة لهم بالإبداع ويراقبون الشعراء، وكل هذه العضلات موجودة فى المكان الخطأ، والأحق بها فى هذه اللحظة هم «المزورون»، إلا لو كانت الدولة مبسوطة كده.

كلام أكثر عن الكارثة و«مافيا التزوير» المقال القادم.