في عيد ميلاده.. أبرز المحطات في مشوار أحمد شبكة

إسلام وهبان

“إسكندراني وجايلك.. مدد يا محروسة”، بهذه الكلمات فتح الشاعر السكندري أحمد شبكة ذراعيه لهواء وزخم القاهرة معلنًا دخوله الوسط الشعري، من خلال ديوانه الأول “عصير قصب”، بعد أن شارف على الأربعين من عمره.

نرشح لك: “شبكة” لـ خيري رمضان: الشعر حالة لا يمكن السيطرة عليها

لم يكن “شبكة” مجرد شاعر عامية حاول دخول المجال في سن متأخرة من خلال قصائد تعبر عن جيله فحسب، بل استطاع أن يحتل مكانة الصديق والأخ للكثيرين في الوسط الثقافي بمختلف أعمارهم ليلقب بـ”عم شبكة”. حبه للحياة منعكس على روح كل قصائده وإيمانه بالشباب جعله قريبًا دائمًا منهم ومساندًا لأي موهبة حقيقية فلا تجد أمسية شعرية أو حفل توقيع أو حفل غنائي إلا وهو أول الحاضرين والمباركين والداعمين لهم.

 

ولد “شبكة” في مثل هذا اليوم 16 يوليو 1967، وتخرج في كلية الهندسة عام 1990 وتخصص في مجال الميكانيكا واشتغل به، وكان قراره منذ البداية الاهتمام بحياته العملية، خاصة بعد زواجه وإنجابه لأبنائه عمر وياسين، معتبرا أسرته مشروعه الأهم والأكبر.

رغم ابتعاده عن الشعر إلا أن الشعر لم يفارقه طيلة حياته، وكما نقول في المثل الشعبي “كل تأخيرة وفيها خيرة”، فقد كان تأخر دخول “عم شبكة” لعالم الكتابة خيرا له ولمحبي كتاباته وأشعاره، وكأنه ظل يدخر في ذاكرته وقلبه كل تفصيلة تدور حوله ليفيض علينا بقدر هائل من القصائد التي تملأها البهجة والأمل والحكمة.

عصير قصب” الذي صدر عن دار “مقام” عام 2014، كان أول ديوان للشاعر السكندري، وحاول من خلاله أن يعكس صورة لحياة المصريين بكل تفاصيلها، تناول فيها عاداتهم وأكلاتهم وأفراحهم، وكل ما يمكن أن يميز هذا الوطن، كما قال “تفاصيل تتجمع تتلمع تتسمى وطن”.

نرشح لك: ماذا يقرأ هؤلاء السبعة حاليا؟

لم يتوقع “شبكة” أن لديه كل هذا المخزون من المشاعر والأفكار التي يمكن أن يحولها لقصائد تباينت موضوعاتها وحالتها الشعرية، فأصدر في العام التالي ديوان “شيش دو” عن دار “المصري” للنشر والتوزيع، والذي اختلف كثيرا عن ديوانه الأول وكان أكثر عمقا ومخاطبة للنفس البشرية.

قد يكتفي البعض بمرحلة معينة من النجاح وشريحة محددة من القراء يجيد مخاطبتها، إلا أن “عم شبكة” يطمح دائما للمزيد، يحاول دائما أن يعمل على موهبته أكثر وأكثر، ولديه دأب غير عادي للمعرفة والاطلاع، وقد ظهر هذا جليا في ديوانه الثالث “كلام بالوقة”، الصادر عن دار تشكيل في عام 2016، والذي يعد نقلة كبيرة في مشوار “شبكة” الفني، ومستوى الكتابة والمعاني والمفردات.

لم يقتصر عطاء الشاعر أحمد شبكة على دواوين شعرية فحسب بل تعاون مع عدد من المطربين في كتابة كلمات بعض الأغاني مثل المطرب الشاب محمود بدرواي، وفرقة تربيعة، فضلا عن أغنيته الرومانسية الأشهر “أحمر يا شال” التي يغنيها إسلام فهمي.

قدم أيضا للتليفزيون مسلسل الأطفال “زووو” والذي عرض في رمضان 2017، وشارك فيه عدد من الفنانين مثل بشرى وعبد الرحمن أبو زهرة ولطفي لبيب وإنعام سالوسة، حيث كتب “شبكة” كلمات التتر التي غنتها الفنانة بشرى وفرقة شارموفرز، بالإضافة إلى الأغاني الداخلية بالحلقات.

كل هذا الإنتاج الفني والرغبة المستمرة في تقديم المزيد تنم عن شخصية عشقت الحياة فأصبحت نموذجا للأمل والبهجة، وكأنها تعطي رسالة لكل من يعرفها “إياك تفرط في حلمك”، أو كما قال:
“تتعتق الأحلام
زي النبيت تغلى
الرك بس إنها
ما تموتش محبوسة..”