بأقدامهم وليس أحدا غيرهم، وحدهم المهاجرين الأفارقة هم أصحاب تحقيق مجد كأس العالم في روسيا 2018 هكذا سيذكر التاريخ.
“مبابي” العربي الكاميروني أو بول بوجبا الغيني ومعهما صامويل أمتيتي الكاميروني! أو ابن توجو توليسو ونجولو كونتي المالي وغيرهم خليط من المهاجرين من أوروبا وأسيا والكاريبي! امتدت جذورهم لـ 19 دولة.
صدق أو لا تصدق لاعبان فقط ضمن التشكيلة الأساسية والإحتياطية من أصول “فرنسية” وهما بافارد وفلوريان توفان! أما باقي المنتخب فهم من أبناء المهاجرين وفي قولا أخر لأصدقائي السياسيين أبناء “المستعمرات” الفرنسية في قارات العالم.
وهنا يأتي السؤال الأهم بعد هذا المجد الذي تحقق بأقدام المهاجرين هل ستتغير النظرة العنصرية تجاههم في أرض الإليزيه ويتم دمجهم في النسيج الفرنسي أم ستظل العنصرية قائمة في إقصاءهم وهو ما دعا المغردين في وقت سابق لتذكير زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان لتغريدها فرحا بتأهل فرنسا للنهائي ووجدت تعليقات تقول لها لا تنسي ان أصحاب الفوز هم المهاجرين الذين ترفضين وجودهم!! ولكنها النفعية “البرجماتية” الفرنسية التي يعاملون بها المهمشين من المهاجرين! فهم فرنسيون إذا ما دعت الحاجة لذلك فقط.
إذا هي مشكلة كبرى كجرح غائر في نفس هؤلاء من أصحاب قصر الإليزيه. التمييز والعنصرية ضد المهاجرين الأفارقة والعرب وصلت لحد خروج مظاهرت ترفض وجودهم فوق الأرض الفرنسية في أكثر من بلدية فرنسية، هل سيعترف هؤلاء بفضل المهاجرين الآن على فرنسا ووضعها فوق قمة كأس العالم؟!
أذكر هنا وزيرة العدل السابقة “كريستيان توبيرا” والتي وقفت أمام البرلمان تفاجيء الجميع بكلمات الشاعر ليون داماس “نحن الصعاليك..نحن القليل..نحن اللاشيء..نحن الكلاب ..نحن النحاف.. نحن الزنوج .. ماذا ننتظر .. لندعي الجنون .. ونتبول نخبنا .. على الحياة .. الغبية الحمقاء .. التي أعدوها لنا” وسط صمت وذهول من في القاعة قبل أن يحيوها على شجاعتها بالمكاشفة.
وقد شبهتها صحيفة فرنسية فيما بعد “بالقردة” بسبب لونها الأسود وظلت في حالة سجال مع أصحاب اليمين المتطرف حتى تقدمت باستقالتها من الحكومة بسبب قانون إسقاط الجنسية.
يقولون عن ذلك هم يستخدمون مثل كريستيان “كورقة” إنتخابية رابحة لمداعبة المهاجرين السود لكسب أصواتهم في لعبة الإنتخابات.
الاستيعاب والإحتواء والمساواة في الحقوق هو حلم المهاجرين، هل سيتحقق بعد المشهد التاريخي لكأس العالم؟! بعد أن احتضنهم سيد الإليزيه أمام الملايين، أم إنه يجب على فرنسا كما قال ماكرون: “بذل مزيد من الجهود للتعامل مع مشكلة التمييز التي يتأثر بها من هم من أصول افريقية والمسلمون خصوصا”.
واعترف في وقت سابق بوجود حالة تهمييش وقال إننا سنوسع الإختبارات للتحقق من السلوكيات والتأكد من عدم وجود تمييز في التوظيف بكبرى الشركات.
في كل الأحوال الأيام ستثبت إلى أي مدى سيتحقق حديث ماكرون، ولكن مشهده وهو يحتفل بكأس العالم مع “المهاجرين” الذين جلبوا الفخر لفرنسا تم تسجيله في التاريخ.
نرشح لك: معز وشيرى.. “كيوبيد” جمع بين النجمة الجميلة والداعية “الاسموكن”!