أحمد طارق
تحولت بعض وسائل الإعلام إلى مرآة غير سوية لما تتداوله أوساط النميمة والشائعات فيما يتعلق بالحياة الخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ ما ينعكس سلبًا على المؤسسات الإعلامية وتدنيها في مؤشر “المصداقية” لدى الجمهور الراغب في الحصول على المعلومة الحقيقية من مصادرها وليس ترديد ما يجده على فيس بوك أو تويتر.
النموذج الأخير، والأكثر شعبية حاليًا هو نبأ زواج الداعية “معز مسعود” من الممثلة “شيري عادل”؛ والذي يطرح السؤال الجدلي حول حدود وإمكانية تناول الإعلام للحياة الخاصة للشخصيات العامة.
في رأي – قد يجانبه الصواب – فإن هذه الحالة لها خصوصية بالاستدلال من آراء الشخصية العامة نفسها ووعظها وتوجهها الديني لنشر قيم ذات طبيعة أخلاقية تستهدف حث فئة مجتمعية لمسلك حياتي محدد يحده الدين ومرجعيته العقيدة، وهو المدخل الوحيد للربط بين تلك القيم وقرار الزواج من فنانة تعمل بالتمثيل.
نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: الفوز لفرنسا والمجد للمهاجرين
بمعنى آخر؛ هل تناول الداعية، بأي شكل رأيه في النساء بدون حجاب الرأس؟ هل طرح إشكالية التمثيل، وحدود الاختلاط والتواصل بالأيدي بين الممثلين في الأعمال الفنية؟ وهل أعلن صراحة رفضه لسلوكيات أو توجهات ينسب لزوجته أنها تسلكها؟
حتى بعض تلك الأسئلة القيمية قد تنتج جدلًا حولها، في بعض مجالس التحرير التي تعلي قيمة النزاهة على “الترافيك”.
أما نموذج زواج توفيق عكاشة وحياة الدرديري، فتناوله من باب النميمة، والتعليق عليه تجاوز، في الوقت الذي تظل المساحة التي تتيحها الشخصية العامة بذاتها وقود ومحرك لذلك الفعل؛ فطرح فيديو الفرح على مواقع التواصل الاجتماعي وما اتبعه من صورة للعروسين في شهر العسل ردا على شائعة بذيئة في محل سجال سمح بمزيد من التناول في غير مقامه.
العاملون في الحقل الإعلامي عليهم إعمال العقل في كل خطوة قبل اتخاذ قرار بالنشر، هكذا تعلمنا من نماذج كثيرة منها مناقشة إمكانية نشر صورة لجورب ممزق يرتديه رئيس البنك الدولي باول وولفوفيتز، ظهر به خلال زيارته لأحد مساجد تركيا في عام 2007!
بعد أن رفض مجلس تحرير هيئة الإذاعة البريطانية BBC نشر الصورة بوصفها انتهاكًا للخصوصية، لفت أحد أعضاء المجلس إلى وجوب نشر الصورة استنادًا إلى أن رئيس البنك الدولي يتقاضى ضمن راتبه بند “بدل مظهر” ليعبر عن المؤسسة النقدية والدولية المهمة؛ ما يجعل أن نشر الصورة لا يقع تحت طائلة أخلاقية.
اختتم بأن الصحفي أو الإعلامي يمكنه اتخاذ قرارات قد تؤثر على حياة الآخرين؛ ومن ثم يجب أن يفكر مليًا في قراره وتناوله وألا يكون مدفوعًا بالترافيك أو التريند.