حين قرر الفيفا منذ ثمانى سنوات إسناد مونديال 2018 إلى روسيا.. كثرت الاتهامات، سواء للفيفا أو لروسيا نفسها، بالغش والتلاعب والضغوط المالية والسياسية حتى تفوز روسيا بهذا المونديال.. وطيلة السنوات الماضية كانت هناك مخاوف حقيقية.. روسية وغربية وعالمية.. من هذا المونديال الذى قد يواجه كثيرا من الأزمات والمتاعب السياسية والأمنية والاقتصادية أيضا.. ثم كانت قضية المنشطات الكبرى التى بعدها قررت اللجنة الأوليمبية الدولية حرمان لاعبى ولاعبات روسيا من المشاركة فى النشاطات الأوليمبية.. وتحول هذا المونديال إلى رهان دولى، ليس على روسيا ونجاحها فى التنظيم، وإنما رهان على ما يستطيعه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين.. فالذين كانوا يتمنون فشل هذا المونديال كانوا يقصدون فشل بوتين الذى حارب وحده كثيرا من أجل استضافة روسيا لهذا المونديال.. والذين كانوا يتمنون أى إخفاق أو أزمات كانوا يريدونها ليصبح فشلا للرئيس بوتين نفسه وليس لروسيا ولجنتها المنظمة للمونديال.
نرشح لك: ياسر أيوب يكتب: خناقة حازم إمام وحسام حسن!!
والآن.. وبعد انتهاء المونديال بنجاح على كل المستويات.. بات من حق بوتين أن يحتفل بكل هذا النجاح الذى تحقق.. وبعيدا عن مبالغة إينفانتينو، رئيس الفيفا، الذى اعتبر هذا المونديال الروسى هو الأعظم والأجمل فى التاريخ.. فقد نجح المونديال الروسى بالفعل فى كل ما كان هدفا ورهانا على تنظيمه فى روسيا.. فقد قدمت روسيا وجها جديدا تماما لها للعالم كله.. اختفت اللغة الروسية القديمة وبدأ الروس لغة جديدة لا خوف فيها ورهبة ومافيا وسلاح، وإنما حب واحترام للجميع القادمين من مختلف بلدان العالم.. وعلى الرغم من شكاوى كثيرة حول مشقة السفر والتنقل من مدينة لمدينة داخل القارة الروسية، إلا أن هذه التجربة الجديدة نجحت فى أن يطوف العالم بالمدن الروسية المختلفة وأثناء المشاوير الطويلة شاهد الجميع الطبيعة والحياة الروسية بكل معالمها الجغرافية والإنسانية.. ومن المؤكد أن هذا كان أول وأكثر ما يحرص عليه الروس وهم يعيدون تقديم بلادهم للعالم الخائف منهم دائما.. وعلى الرغم أيضا من أن الحسابات النهائية لم تظهر بعد، إلا أنه وفقا لما هو معلن حتى الآن فروسيا لم تخسر اقتصاديا بسبب استضافتها لهذا المونديال، ولم تخسر المال من أجل تحقيق كل هذه المكاسب السياسية والسياحية والإعلامية أيضا.. ولهذا كله كانت تلك الابتسامة الكبيرة لبوتين واقفا فوق منصة الشرف والتتويج وتسليم الكأس لفرنسا بطلة المونديال.