نرمين حلمي
كان حُب الكاتب والدكتور إيمان يحيى للأديب الراحل يوسف إدريس، أحد أهم الأسباب التي دفعته لكتابة “الزوجة المكسيكية”، إلى جانب إكتشافه لقصة “روث” ومأساتها الإنسانية، وعوامل أخرى جذبته وساعدته في إتمام الرواية التي تحدثت عن زيجة “إدريس” من الفتاة المكسيكية روث دييغو ريفيرا، ابنة دييجو ريفيرا أهم فناني الجداريات في القرن العشرين، والتي أحيت أيضًا من جديد شخوص رواية “البيضاء”، التي نشرها “إدريس” في القرن الماضي.
روى “يحيى” لـ “إعلام دوت أورج” عن كواليس تحضيره وكتابته لرواية “الزوجة المكسيكية”، والتي صدرت عن دار “الشروق” مؤخرًا، في أحداث تمزج بين الواقع والخيال، فضلاً عن سبب غموض تلك الحكاية واختياره لسردها في القالب الروائي، وغيره من التفاصيل الخاصة بأعماله الأدبية المقبلة، وذلك من خلال التصريحات التالية:
نرشح لك : كيف أنقذ الفن تحية كاريوكا من العمل كخادمة؟
1- لم يقتصر موضوع رواية “الزوجة المكسيكية” على قصة زواج “يحيى” البطل و”روث” فحسب، بل الموضوع أكبر بكثير، فهي تناولت الفترة بين عامي 1952-1954 ، بكل خلفياتها السياسية والإجتماعية والثقافية، قصة الزواج مجرد “شباك” يطل عليها؛ لذا كان اختيار الشكل الروائي مناسبًا لتناولها.
Posted by Dar El Shorouk on Thursday, June 28, 2018
2- بحثت ووثقت وفكرت وركضت وراء الحكاية والفترة في مصر والعالم 7 سنوات، وكتبت رواية “الزوجة المكسيكية” في ثلاثة أعوام، كان أمامي حقائق توصلت إليها وفجوات يجب أن يتم ملؤها بالخيال؛ ولكن خيال لا يتناقض مع سير الوقائع، كنت أفكر بعقل “روث” و”يحيى” وأتصور نفسي مكانهما وأجيب على أسئلة من نوعية: لماذا تزوجا؟ ولماذا انفصلا؟ ما هي أسباب الانفصال؟
3- رحلة بحث وتفكير امتدت من القاهرة إلى فيينا إلى المكسيك، اطلعت على كل إنتاج قدمه يوسف إدريس وما كتب عنه، كما أننى مترجم كتاب المستشرقة الروسية فاليريا كربتشنكو عن يوسف إدريس، والذي يصدر قريبًا عن المركز القومي للترجمة.
4- بحثت في كل كتب المذكرات الخاصة بتلك الفترة وأجوائها سواء في مصر أو المكسيك، مثل مذكرات بول روبسون وملفات محاكمته في الكونغرس ومذكرات ابنه، هذا غير المواد الخاصة بمصر وتدقيقها، كتب واَلاف الصفحات بمختلف اللغات، في الفترة ما بين 1952-1954، بالإضافة إلى أرشيفات صحفية ولوحات فنية ولقاءات خاصة ومراسلات عبر القارات وملفات قضايا سياسية وتحريات للمباحث العامة.
5- شاهدت أيضًا أفلام سينمائية واستمعت لأغاني ذلك الزمان؛ مثل فيلمي “فريدا” لسلمى حايك، و”الرجل الثالث”، ورواية جراهام جرين عن فيينا المقسمة بعد الحرب العالمية الثانية، فضلاً عن كل الأشرطة واللقاءات التلفزيونية الخاصة بعائلة ريفيرا، إلى جانب كل مواد حركة السلام العالمية وخاصة مؤتمر فيينا.
6- لم يعرف كثيرون عن قصة زواج يوسف إدريس بالفتاة المكسيكية؛ لأن أغلبنا لا يقرأ وإذا قرأ لا يدقق؛ قد تكون عدم معرفة اللغة الروسية سببًا في عدم الاطلاع على كتاب المستشرقة الروسية فاليريا كربتشنكو عن “إدريس”، ولكن في شهر وفاة “إدريس” حكى موضوع زواجه بـ “روث” صديقه ورفيقه الكاتب الصحفي العبقري صلاح حافظ في عدد للهلال، ولم يتوقف أحد ولم ينتبه.
7- لم أتواصل مع عائلة يوسف إدريس بعد صدور رواية “الزوجة المكسيكية”، ولا أعرف ردود فعلهم.
8- لم أصدر رواية في السنوات الأخيرة بعد رواية “الكتابة بالمشرط” في عام 2014؛ لأن منظوري لكتابة الرواية يعتمد على الإجابة على سؤال؛ هل يمكنني إضافة جديد إلى مجال الرواية المصرية؟ إذا لم أضف جديدًا، فلن أكتب.
9- روايتي الأولي “الكتابة بالمشرط” فريدة في موضوعها وتناولها؛ فهي تتناول من الداخل عالم كليات الطب والمستشفيات، في فترة خطيرة من تاريخ مصر، عقب ثورة 30 يونيو.
10- لا أحد يستطيع التنبؤ بعمله القادم، قد يبدأ الكاتب بفكرة ويكتبها ويعمل عليها ثم يتوقف، أو يبدأ في فكرة أخرى وينهيها، ولكني يستهويني تاريخ مصر والعالم، التاريخ بمعناه الأشمل الاجتماعي والسياسي والثقافي، تاريخ مصر يدور في شكل دائري تحسب معه إن التاريخ يكرر نفسه.