ينتظر الجميع الإعلان الرسمي عن اسم المدير الفني الجديد لـ المنتخب المصري ؛ وبعيدًا عن التكهنات التي دارت في الوسط الرياضي طوال الفترة الماضية، يبقى السؤال الأهم: ماذا نريد من المدرب القادم للفراعنة؟!
مذاكرة التاريخ جيدًا
في السنوات الثلاث الأخيرة “عهد كوبر” حقق المنتخب “على المستوى النظري” النجاح المطلوب وبنسبة تتخطى 80 %، حيث حقق المنتخب الصعود للبطولة الإفريقية بالجابون 2017 على حساب نيجريا، ووصل إلى النهائي في مفاجأة لم تكن متوقعة، وخسر أمام الكاميرون في دقائق السرحان المعتمدة في عهد الأرجنتيني، ثم صعد إلى كأس العالم، وخسر المباريات الثلاث واستقر في قاع القائمة بترتيب الفرق المشاركة بالبطولة في المركز 31 وقبل الأخير.
وقبل كوبر كان شوقي غريب الذي لم يوفق ولم يترك بصمة، ومن قبله برادلي الذي نجح بامتياز في ظروف صعبة وسقط في اختبار كوماسي الرهيب بسداسية حابسة للأنفاس.
نرشح لك: وزارة الرياضة تفتح تحقيقًا مع اتحاد الكرة
وقبلهم جميعًا، كان حسن شحاتة؛ صائد الأميرة الإفريقية ثلاث مرات متتالية، بجيل ذهبي.
لمن يحتاج المنتخب إذا في هذه الحقبة؟
المنتخب تعرض لثلاث هزائم قاسية في المونديال ولم يفز بأي مباراة خلال عام 2018ـ وأصبحت الدقائق الأخيرة هاجس لدى المصريين.
والأصعب أن شيئًا فشيئًا خلال قيادة كوبر فقد المنتخب الروح والطريقة التي نعرفها، واعتمد كوبر على لاعبين كبار السن بكفاءات أقل بحجة الالتزام والطريقة وضيق الوقت.
المطلوب الآن مدرب صاحب شخصية قوية قادر على بناء جيل جديد “استنساخ جديد لبرادلي بدون مباراة غانا”، مدرب يعرف المنتخب جيدًا وتتناسب أفكاره مع شعب يعشق الكرة البرازيلية، وشجع بلجيكا وكرواتيا بحرارة نكاية في منتخبات لجأت للدفاع المستميت.
وهم كوبر
بعد كوبر وضحت كل الأشياء، وتأكدت حقيقة هامة أننا لم ولن ننجح في اللعب الدفاعي.
نحن نملك طموحًا ربما أقل، نريد فقط الاستمتاع بالكرة، نترك هذا الاستمتاع يجرفنا كيفما شاء، مثلما جرفنا يوما للفوز على إيطاليا بطل العالم، ومجابهة البرازيل بكرة أكثر برازيلية من السامبا نفسها !
أما كوبر ومن على شاكلته، فلن يجدي نفعًا مع المنتخب ولاعبيه ووضعهم في ثلاجات عرض أمام المرمى لكل من هب ودب، حتى أننا وضعنا أيدينا على قلوبنا أمام الكونغو وارتكنا للدفاع في شوط كامل وسط 80 ألف مشجع مصري يحركون الصخر!
المدرب المنشود
المنتخب يحتاج لمدير فنّي أجنبي، يمتلك أدواته ويمتلك رؤية واضحة، لا يستطيع أحد التأثير عليه من من داخل الجهاز أو خارجه.
وبغض النظر عن الأسماء سواء أكان مدير فني يتبع مدارس الكرة الأوروبية أو من مدرسة أمريكا الجنوبية؛ يبقى أن يعرف المدير الفني القادم أن الجماهير لن تتقبل خيبات أخرى هذه المرحلة، وأنه برغم من اقتراب عودة التصفيات الإفريقية في سبتمبر فلا سبيل سوى التغيير الجذري في قائمة المنتخب. ورغم الأعتراض على كلمة “مذبحة” في كرة القدم، ولكن إن احتاجت المسألة لمذبحة على مستوى الاختيارات وطريقة اللعب فلا مانع.
ولا مانع من جراحة دقيقة تعيد المنتخب لمكانته واحترامه والقضاء على كل المهاترات التي حدثت في روسيا، وكان ضحيتها ملايين المشجعين الين عاشوا أيامًا حزينة بسبب ضياع الحلم الكبير.