يوميا على dmc.. زواج الفتاة الثرية من ابن درب سماحة في "الحب وأشياء أخرى" - E3lam.Com

إسراء إبراهيم الحب وأشياء أخرى

“الحب وأشياء أخرى” رائعة الراحل أسامة أنور عكاشة؛ التي قدمها قبل 32 عامًا من الآن، معزوفة الحب الكلاسيكية، التي جسدت صراع الحب والمال، جدلية الحب والمادة التي لا تنتهي مهما مرت الأعوام.

نرشح لك : خروج جميل راتب من العناية المركزة

يُعاد عرض المسلسل بعد مرور تلك السنوات على شاشة “dmc دراما” يوميًا في السابعة مساءً، وذلك اعتبارًا من اليوم السبت، ليُعيد إلى الأذهان قصة الحب التي هزمتها ظروف الحياة.

 

تدور القصة حول موسيقي شاب موهوب يسعى لتحقيق طموحات فنية كبيرة، رباه زوج شقيقته الذى يعمل ترزيًا، و يترك شقيقة من رباه التي تحلم بزواجه منها، لكنه يقع في حب طبيبة من عائلة كبيرة وثرية، ليبدأ صراع الحب والمال، والظروف ومؤامرات الأب وابن صديقه وشريكه الراغب فى الزواج من الطبيبة لإفشال هذه الزيجة.

المسلسل من بطولة آثار الحكيم؛ التي تُجسد شخصية “هند” الطبيبة الثرية، التي يقع في غرامها ممدوح عبد العليم الموسيقي “عادل” ابن حي “درب سماحة” الشعبي.

تبدأ القصة بآمال الحبيبان في أن يجتمعا رغم الفوارق الطبقية، وظروف الرفض المحيطة بتقربهما لبعضهما البعض من قبل أسرتيهما، وبالفعل ينجح “هند وسامح” في تحقيق معادلة الحب، التي يتمنون أن تكون جوابًا وعنوانًا لهما، عن طريق زواجهم بعيدًا عن طلب المساعدة ممن حولهم.

يحاول الحبيبان تخطي الفوارق المجتمعية والطبقية معًا، لكنهما ومع الوقت يتصادمان بالواقع الذي تتبدد معه الآمال والأحلام، التي لم تستند على أرض صلبة من البداية، “سامح” شخصية ضعيفة وحساسة إلى أبعد الحدود، تجعله يشعر بإهانة مع كل تصرف تقوم به “هند”، يُطالبها بالتنازل عن طريقة الحياة التي كانت تعيشها في كنف والدها، ويطلب منه الانتظار والتحمل حتى يُحقق آماله الفنية، لكنه لا يستطيع التنازل عن جزء من كبريائه وحساسيته المفرطة ليتمكنا من التغلب على فرق الوسط الاجتماعي بينهما.

يزيد العلاقة سوءً هو تدخل الأب “رسلان” الذي يُجسده جلال الشرقاوي، الذي يسعى باستخدام المؤامرات لإنهاء الزواج، ويتعمد في كل فرصة إحراج زوج ابنته وجرحه، وإهانته بإظهار عدم التكافؤ المادي بينهما، لم تكن تدخلات الأب وحده كفيلة لإقناع “سامح” بالتخلي عن حبه بسهولة، فتطوع “عادل” ابن صديق الأب وشريكة في المستشفى الخاص بهما؛ والذي يُجسده مصطفى فهمي، ليُساعدفي القضاء على آمال الزوجين في عيش حياة سعيدة لا يشوبها فرق الطبقات.

ينتهي المسلسل برسالة تشاؤمية تُظهر مصير الحب المهزوم، ليبقى في أذهاننا أبطال خاسرون وعشاق خابت آمالهم فعادوا منهزمين على بقايا نهر الحب، إذ أن الآمال الكاذبة تحطمت على أرض الواقع، وعلى شعور الدونية والنقص الذي صاحبا “سامح” الذي لم يتقبل وضع شريكته الاجتماعي، وانتهت محاولاته بسحب “هند” إلى عالمه الخاص بالفشل الذريع.

ومع تلك النهاية الحزينة، تصل إلينا رسالة وحيدة هي “الحب وحده لا يكفي”، هناك اعتبارات أخرى تكتمل بها منظومة الزواج والحياة الأسرية، منها مبدأ التكافؤ الطبقي والاجتماعي، إلى جانب أن تكون هناك بعض التضحيات من قبل الطرفين ليستمر مركب الزواج في التجديف.

على مستوى القصة كان المسلسل أشبه برواية رومانسية حزينة، تجذبك إليها وتدفعك للحزن على الواقع المخيب للآمال دائمًا، الحوار الراقي بين الشخصيات أحد أعظم التركيبات الفنية للعمل، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية التي قدمها جمال سلامة، إذ أنها شكلت دورًا مهمًا في إطار أحداث العمل، حيث ساهمت في دخول المشاهد في جو العمل، ووصول مشاعر الفنانيين إليه بطريقة أقوى.


من عوامل القوة في العمل حالة الصراع الفكري التي شهدها  بين الأب “رسلان” جلال الشرقاوي، وبين الخال رشوان توفيق “شكري”، حيث حاول “رسلان” طوال الوقت الانتصار لفكرته المادية البحتة وسعى بكافة الطرق لتدمير الزواج، حتى انتصر في النهاية ولو على انكسار مشاعر ابنته، بينما كان “شكري” يسعى لنجاح الزواج بكل السُبل ومحاولاته المستمرة لإزالة أي خلاف بين “سامح وهند” لكن نظرته الحالمة فشلت أيضًا في ذلك، وانتصر “رسلان” المادي الذي يرى كل شيء بطريقته العملية، وخسر “شكري” الذي يرى أن الحياة ليست صراعًا وإنما فرصة للعيش بحب.

على صعيد آخر كان أداء الفنان صلاح قابيل لشخصية “فرج” الترزي زوج شقيقة “سامح”، متميزًا بشكل كبير، حيث أظهر شخصية المُعلم “فرج” وتركيبته الخاصة، بطريقة صادقة ومشاعر حقيقية، فمن خلال طريقته الخاصة وضح لنا المُعلم “فرج” ابن المنطقة الشعبية الذي يتصف بالشهامة والرجولة، حتى الوفاء في تحمل عدم رزقه بأولاد نتيجة مشكلة لدى زوجته، وفي نفس الوقت “فرج” المُثقف الذي لا يرى غضاضة في قول الحق وفعله وقتما شاء، بالإضافة إلى إظهاره معاناته في وقت ركود عمل الورشة الخاصة به، التي جعلت الهموم تتراكم عليه ليمرض.

على الرغم من فشل قصة الحب الرئيسية لأبطال العمل، إلا أن هناك قصتي حب انتصرت رغم الفوارق بين الشخصيات، أولهما قصة حب “رأفت” الذي يُجسده نبيل الحلفاوي، و”دلال” التي تُجسدها هدى رمزي، “رأفت” الشخصية الصعيدية الملتزمة بمبادئ وقواعد أخلاقية محددة، استطاع أن يكسر الحواجز التي فرضتها عليه طريقة تفكيره ويقع في حب “دولي” المرأة المتحررة من وجهة نظره، التي لها أصدقاء رجال وسابقة زواج فاشلة.

ثانيهما قصة حب “حسيني” الذي يُجسده محمود مسعود، لـ”إكرام” ابنة مُعلمه لمهنة “الترزي”، على الرغم من أن الحب كان من طرف “حسيني” فقط، إلا أنه استطاع التغلب في النهاية  على رفض “إكرام” له وينتهي الأمر بالزواج.

يُذكر أن مسلسل “الحب وأشياء أخرى” إنتاج عام 1986، تأليف وسيناريو أسامة أنور عكاشة، إخراج إنعام محمد علي، بطولة آثار الحكيم، ممدوح عبد العليم، رشوان توفيق، مصطفى فهمي، جلال الشرقاوي، مديحة حمدي، زهرة العلا، ناهد رشدي، هدى رمزي، محمود مسعود، سيد عزمي، أحمد خميس، صلاح قابيل، نبيل الحلفاوي.

الحب وأشياء أخرى