– يا برمااااااااااااااا
– متأخر
– يا أخي ما تبقاش حنبلي، شجعني، دي السنة الخامسة على التوالي، وبعدين ده إحنا بنتقابل كل سنة مرة.
– هو أنت كنت جيت قبل كده ومنعتك؟!
في الميعاد السنوي لعيد ميلاد سيدنا، أقابل برما لنتحدث قليلا عن الحياة وجديدها، تجري الأيام والشهور سريعا، أتذكر يوم كتابتي لمقال العام الماضي كأنه أول أمس، صحيح، “الدنيا ريشة في هوا”.
نرشح لك: محيي الدين أحمد يكتب: برما يبحث عن هدية لعمر طاهر
أسأل برما عن أحواله، وتجربته في روسيا، وبدا لي من رد فعله أنه لا يريد الحديث عن “الشحططة” خلف المنتخب في روسيا.
_ بس سجلنا رقم عالمي باسم مصر يا برما، أكبر لاعب سنا يشارك في كأس العالم كتبت باسم عصام الحضري.
يشيح برما بوجهه ويقول بتهكم: “صح يوم لما جينا نتميز اتميزنا بواحد قعد على الكرسي فوق العشرين سنة”.
غيرت مجرى الحديث سريعا ليتحول إلى مونديال عمر طاهر.
“برما، أنا بحب عمر”
رد برما: “وإيه الجديد؟!”
الجديد يا برما هو أن الحب مثل العطر، كلما مر الوقت عليه كلما زاد جماله وأصبحت رائحته أروع، الكاتب في بلادنا مثل لاعب الكرة، يمكن أن يخذلك في أي لحظة، “كل اللي باسوا الشعار باعونا يا برما”، يعلم برما انتمائي المتعصب للزمالك فيرد باقتضاب: “لما تشوف اللي شافوه تبقى تحكم”، أعود للحديث عن عمر قائلا: “عمر غيرهم”، نتفق كثيرا ونختلف كثيرا، لكني أقف عاجزا في وقت اختلافنا، فهو دائما يعرض رأيه بصوت منخفض، يمهد الأرض لوجهة نظره بالمنطق وحلو الكلام، فتجد نفسك تكاد تنفجر من الغيظ لكنك مبتسم ببلاهة أمام كلماته.
ابتسم برما أخيرا، هو مثلي يحب عمر ويحترمه، يتحذلق برما سائلا: “وعلى كده آخر جول جابه عمر كان إمتى؟”، أجيبه بلا تفكير: “كتاب المواصلات”، دائما ما أرى أن الله رزق عمر موهبة صناعة العناوين، الكتاب بالفعل صديق جيد في المواصلات، تنتقل بين محطاته بسلاسة، رحلة عامرة بالتفاصيل الإنسانية، تذكرك بكل تلك الوجوه التي تراها من زجاج نافذة الأتوبيس، تلك الوجوه التي لا تعرف أسماءها ولا تاريخها، لكنك تنسج في خيالك سريعا قصصها، هداف تجده دائما في الصندوق وقتما تحتاجه، مستعد لهز الشباك في أي لحظة، رد برما سريعا “طبعا يا ابني كابتن مصر”.
بدا أن حديث الكرة أثار في قلب برما الشجون، فسألته: “مالك يا برما؟!”، يرد سريعا: “خايف على صلاح!”
لا تقلق يا برما، الشعب المصري يعامل صلاح معاملة “الحيلة”، يتجاوز عن هفواته، “ويبلع له الزلط”، وحتى في وقت “الغلط” سيقسو عليه قليلا، لكنه سيعامله معاملة أي أم حنونة “تدعي على ابنها وتكره اللي يقول آمين”.
يرد برما في قلق: “مش متطمن زيك كده”، أفكر قليلا ثم أجيبه: “أقرب استفتاء على ابننا هيثبتلك إني على حق”.
أما أنا فبحت لبرما بمخاوفي على النادي، كل شيء يتغير، لكل كيان هوية، سواء كان هذا الكيان شركة أو كشك سجاير، هذا الرجل يتعمد قتل هوية النادي، يدمر كل رموزه، يشوه صورة أبنائه من الجيل الحالي، هذا الرجل في عداوة دائمة مع “ابن النادي”، يريد أن يحطم منافسي المستقبل، الجيل الحالي من اللاعبين هم من سيتولون إدارة النادي في المستقبل، سيدافعون عن هوية الكيان، أحدهم سيصبح إعلامي، والآخر سيصبح عضو اتحاد الكرة، وهناك من سيسلك مسلك التدريب وينتظر دوره في خدمة النادي بشكل جديد، التعامل مع قائمة فريق الكرة وكأنه “شروة وبيعة” يعني بالتبعية غياب الرمز والقائد، يعني بالتبعية أن بعد عشر سنوات من الآن لن تجد من أفنى عمره في صفوف الفريق فيأتمنه الجمهور على مستقبل النادي.
يبدو على برما علامات الاقتناع، لكنه لا يرد، أكمل كلامي: “أنا خايف يغير شعار “الفرعوني حامل القوس والسهم”، رد برما سريعا: “أنا موافق يغيره بشرط يحط شيكا مكان الفرعوني”.
أخبر برما بضرورة رحيلي من أجل شراء طلبات للمنزل، يبدو على برما الحرج، ويطلب مني “توصيلة”، أخبر برما أني بعت سيارتي في ظروف كوميدية وأني أتيت إليه باستخدام “….”، ينزعج برما متمتما: “خسارة، كان نفسي أعمل كيكي”.