شهدت مكتبة ألف بمصر الجديدة في تمام الساعة الثامنة من مساء اليوم الأربعاء، حفل التوقيع المشترك لكلٍ من الروائي الجزائري واسيني الأعرج عن أحدث رواياته “مي.. ليالي إيزيس كوبيا”، والصادرة عن دار “بردية”، والكاتب أدهم العبودي عن روايته”بينما نموت” الصادرة عن دار أجيال.
نرشح لك: شباب ميديا توبيا .. واقع عملي وأحلام على الطريق
رواية الأعرج هي أشبه بسيرة ذاتية بأسلوب روائي عن قصة حياة الأديبة الراحلة مي زيادة، وتفاصيل آلامها وأحزان أيامها التي قضتها في إحدى المصحات العقلية بلبنان.
بدء تقديم الحفل الكاتب السوداني حمور زيادة الذي روى عن ذكرياته عندما كان في عام ١٩٩٦ حيث قال “كنت شاباً وكنت لا أمتلك الأموال وكنت استلف الكتب من مكتبة بأم درمان في السودان أشبه بسور الأزبكية هنا في القاهرة وبالمصادفة اختار قريبي كتاباً اسمه (سيدة المقام) لكاتب اسمه صعباً قليلاً وهو واسيني الأعرج وانبهرنا به.
أضاف “ومرت السنوات وأثناء وجودي في القاهرة عام ٢٠١٥ لحضور أحد المحافل الثقافية لفت نظري شخص وهو يحمل نسخة من روايتي الحديثة يريد توقيعاً مني عليها وإذا به هو نفسه واسيني الأعرج أي بعد ١٥ عاماً التقيت بمن كنت أقرأ له وأنا صغير”.
من جانبه قال الروائي واسيني الأعرج إن الرواية عموماً لا تقدم تاريخاً بل فضولاً وإذا افتقد الكاتب لذلك إذاً فقد مشروعه. فلابد أن يكون من وراء الرواية حالة ثقافية هي التي تنتقل بالقاريء من لحظة لأخرى وأفظع شيء للكاتب هو أن يعيد كتابة التاريخ بل دوره يكمن في أن يحرر هذا التاريخ خاصة وأن الروايات التاريخية تتصف الضخامة والشعور بالملل عند قراءتها.
أشار إلى أن كتابته لرواية “مي إيزيس كوبيا” جاءت نتيجة لسلسلة من الصدف، حيث قرأ عبارة من أعمالها أقل ما توصف بأنها عبارة قلقة تقول “أتمنى أن يأتي بعد موتي من ينصفني”، مضيفا أنه شعر بنغمة الحزن والظلم الذي سلط عليها وتتمنى من يأتي لينبش فيه وأن مي زيادة توجه حديثها له، فبدأ بالفعل في تجميع المادة لكل ما يتعلق بحياة مي زيادة، وأنه لابد وأن هناك تفصيلة ما لابد أن أصل إليها ومن هنا وصل لجملة أخرى تقول أنها أصيبت في آخر حياتها بالجنون، مؤكدا أنه لم يصدق ذلك فكيف وهي الأديبة صاحبة الصالون الثقافي لأشهر الأدباء والمفكرين؟!
أردف “وكان السؤال الذي يدور في ذهني هو كيف دخلت مي زيادة العصفورية أي المصحة النفسية على حد تعبير أهل لبنان؟ الإجابة بسيطة أنها كانت مرهفة الحس وعاشقة لابن عمها جورج زيادة ولكنه حصل على منحة دراسية وسافر وتركها، وظلت روحها معلّقة به حتى نهاية حياتها. وزادت قسوة الحياة عليها بعد وفاة والدها ثم جبران خليل جبران الذي كانت تعتبره صديق مقرّب”.
أوضح “الأعرج” أن كتابته لهذه الرواية مثلت له متعة كبيرة وسياحة روحية وفكرية للغوص في حياة مي زيادة.
يذكر أن هذا الحفل ضمن سلسلة حفلات توقيع كتاب “مي..ليالي إيزيس كوبيا”بدأها الكاتب في معرض الكتاب الدولي بالجزائر عام ٢٠١٧ مروراً بمتحف محمود درويش برام الله بفلسطين ولبنان ، ومعرض القاهرة الدولي الأخير في دورته ٤٩ حيث حلت الجزائر ضيف شرف المعرض.