نقلا عن جريدة المقال
لماذا نلوم أنفسنا كلما رحل ممثل موهوب لم يأخذ حقه من الشهرة؟
هل منطقي أن تهتم الصحف والقنوات بكل الفنانين بنفس القدر؟
كما حدث في وداع الممثل الكوميدي يوسف عيد، تكرر الأمر أول من أمس في وداع الممثل المخضرم إبراهيم يسري، وسيتكرر كلما رحل عن الدنيا ممثل قدير لم يأخذ حقه من الأضواء والشهرة، الكل ينعيه بأسي ويلوم الصحافة والقنوات التلفزيونية لأنهم لم يعطوه قدره كما ينبغي، المنطقي أكثر أن نطلب من الصحف والبرامج أن تخصص مساحات كل فترة لهؤلاء الممثلين تتكلم عن جديدهم وتكشف أسباب غيابهم، لكن أن يتم اتهام الصحافة بشكل عام بأنها تتجاهلهم عن عمد فهذا أمر ضد طبيعة العمل في مجال الإبداع وضد سنة الحياة التي تعطي للنجوم في كل مجال مكانة مختلفة عن هؤلاء الذين يقفون حولهم، نعم هناك نجوم يتصدرون الأغلفة وهم بدون موهبة، لكن ماذا نفعل إذا كان الجمهور اعتاد على أن يتابع أخبارهم، وإذا كان هؤلاء يتمتعون بذكاء جذب الإنتباه في سوق يعتمد على العناصر التجارية أكثر من أي شئ أخر، يمكن فعلا أن تلوم الصحافة على أنها تخصص مساحات لغير الموهوبين إلا في التصريحات الغريبة أو الملابس العجيبة، لكن لا يمكن أن تطلب من كل صحيفة وكل برنامج فني أن يتتبع أخبار ممثلين معظمهم بالمناسبة متصالح مع نفسه ولا يريد الأضواء، أي قبل أن تسأل لماذا غاب الاهتمام على الفنان الراحل فلان، اسأل المقربين منه أولا هل كان هو حريصا على الوجود تحت الأضواء، كما أن الربط بين عدم اهتمام الصحافة بموهبة معينة وتراجع الطلب عليه فيه ظلم بيَن للطرف الأول، لأن الصحافة دورها أن تغطي نشاط الفنان لا أن تجلب له الأدوار، كما أننا لا نعترف بسهولة أن للموهبة أيضا عمر افتراضي وأن هناك ممثلين تنفذ الأدوار المناسبة لهم بعد عدد معين من السنوات، ويظهر وجوه أحدث يمكن أن تقوم بالمهمة بنفسها، وهو ما يجعل للنجم مكانة مميزة، فممثل مثل عادل إمام ليس نجما بسبب الموهبة فقط وإنما لقدرته على البقاء والعطاء بنجاح طوال هذه السنوات، ومع ذلك يدرك الزعيم أهمية الصحافة جيدا ويسعى هو إليها عندما يحتاج لذلك، وبالنظر لرحيل إبراهيم يسري تحديدا نجد أن الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي لم تنتظر طويلا بعد خبر الوفاة وأخرجت كل صوره وأدواره المميزة، ما يدل على أنه كان قريبا في ذاكرة الناس والصحفيين، لكن عدم النشر في حياته سيظل متصلا بعدم وجود أخبار مستمرة عنه، والأهم أن يسري وغيره من المخضرمين يقدمون أدوارا مفصلية في المسلسلات والأفلام لكنها أدوار يعاني الصحفيون في وصفها والكتابة عنها ضمن الأخبار والحوارات، هؤلاء الذين يجيدون إلى درجة تجعل من غير المفيد سؤالهم كيف أجادوا لأن الإجابة ستكون في كلمة واحدة هي “الموهبة” على المقابل لا يدخل هؤلاء أزمات أو صراعات مع زملائهم تجعلهم في مرمى الأسئلة فيتراجع اهتمام الصحافة بهم وأيضا المهرجانات التي تغفل عن تكريمهم، واقع مؤسف ربما لكنه سنة الحياة .
لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا
اقرأ أيضًا:
محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني
محمد عبد الرحمن: المنطقة الإعلامية “الحرة” ليست “حرة”
محمد عبد الرحمن: زلزال بدون إعلان في مدينة الإنتاج الإعلامي
أخطاء الصحافة في تغطية قضية “حفلات ممارسة الشذوذ”
محمد عبد الرحمن : كيف تخسر شعبيتك على طريقة محمد منير؟
محمد عبد الرحمن: الإرهاب ..فقط وحصرياً على “الجزيرة”
محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر
محمد عبد الرحمن: التطبيع مع القراصنة
محمد عبد الرحمن يكتب: فستان هيفاء وهبى
محمد عبد الرحمن: احترافية طوني خليفة.. وانتماء ليليان داوود
محمد عبد الرحمن: إلى أماني الخياط.. كفاية حرام!
محمد عبد الرحمن: ما لا تعرفه عن حمزة نمرة
محمد عبد الرحمن: فوبيا «بشرة خير»
محمد عبد الرحمن: فتاة من شيكاغو
محمد عبد الرحمن: شريف عامر.. يتحدى الملل
محمد عبد الرحمن: «الإيد قصيرة» في مدينة الإنتاج الإعلامي