شروق مجدي
تروي العلاقات الإنسانية غالبًا جزءا كبيرا من حكايات الأشخاص، ولكن تتلمذك على يد أحدهم يجعلك تخالطه على الجانبين، الإنساني والعملي، فتراه في لحظات انشغاله وإتقانه لما يفعل، وتلمس حقيقة الجانب الإنساني بداخله.
وفي الذكرى العاشرة لرحيل شاهين، الذي فارقنا في 27 يوليو 2008، بعد أن ترك لنا سجلا هائلا من أفضل أفلام السينما المصرية، قرر موقع إعلام دوت أورج أن يوثق عن قرب العديد من جوانب حياته من خلال أثره في المقربين منه، فأجرى حوارًا مع “الصيفي”، ضمن ملف خاص عن يوسف شاهين، وكانت تلك أبرز تصريحاتها خلال الحوار:
3- في بداية العمل لم يكن مريضًا، ولكنه كان يمر بحالات تعب ثم يعود مرة أخرى، فقد كان رجلًا لم ينوِ إطلاقًا أن يمتنع عن العمل في أي لحظة، وكان عمله هو ما يجعله يواصل الحياة بشكل أو بآخر.
6- عملت كمساعد مخرج مع عدد كبير من المخرجين العظام، ولكنه كان مختلفا بصورة كبيرة، فلم أرى مخرجا يُحَضِّر “ديكوباج” لمشاهد 80% من الفيلم قبل أن يبدأ في التصوير حتى يكون دقيق أثناء فترة التصوير ولا يضيع أي وقت، ويعلم مواعيد كل مشهد ومتى سيصوره وكيف، وكان ينفذ الديكوباج بالضبط.
7- أتذكر أن التحضير كان يستغرق ما يقرب من سنة في بعض الأحيان، فعند بداية عملي معه في فيلم “إسكندرية نيويورك” لم أكن حامل بابني الأول، وعند حضوري العرض الأول في الفيلم كنت حامل في الشهر الثامن بابنتي الثانية.
8- لم يكن يقبل أي أعذار مرضية، فبعد ولادتي ليوسف بأسبوع طلب مني النزول للتصوير في فيلم “إسكندرية نيويورك” وعندما تعذرت بابني قال لي: “عشان يوسف الصغير هتسيبي يوسف الكبير؟”، وبالفعل بدأت في العمل وكان معي يوسف وعند خروجي من البلاتوه كنت أجده هو من يحمل يوسف.
9- علمني الالتزام بالمواعيد بصورة كبيرة، فهو كان يقدس مواعيد العمل، حتى أنني أشعر بجرم عند تأخري عن المواعيد بصورة بسيطة واستمر في الإعتذار حتى لو كان تأخيري لن يتسبب في أية مشكلة.
11- أرى أن المخرج يسري نصر الله هو أكثر من تشرب من فلسفة يوسف شاهين، وكل تلاميذه تعلموا منه، ولم يقلدوه، فكان يعلمنا جميعًا أن هناك سبب لكل “تكنيك إخراجي”.
12- هناك العديد من المخرجين الجيدين لكن لم يصل أحد إلى ما وصل إليه يوسف شاهين، فلم يهتم أحد اهتمامه بالسينما، فهو لم يهتم أبدًا بأي ماديات، حتى أنه لم يعرف أجره، فكان كله اهتمامه منصبًا بالسينما.
13- عندما كان يراني حصلت على سيارة جديدة كان يسألني هل أشتريتها أنا أم والدي جلبها لي، فإن كانت إجابتي أن والدي من اشتراها كان يرى أنه بذلك “بيدلعني” لكن لو كنت أنا من اشتراها كان يرى إني “مسرفة” طالما أنني لم أصرف تلك الأموال للسينما.