أثبتت مشيخة الأزهر الشريف أنها أصبحت قادرة على هزيمة معارضيها، وأنها لا تدخل أي معركة وإلا تخرج فيها بموقف المنتصر مهما كانت الظروف أو أطراف الصراع المعارضة لها، وهو ما حدث مع إسلام بحيري اليوم بعد قرار قناة “القاهرة والناس” وقف برنامجه “مع إسلام” بشكل نهائي.
فعلى الرغم من المناظرة التي ظهر فيها إسلام بحيري مع الشيخ أسامة الأزهري، والحبيب على الجفري الأسبوع الماضي وتأكيدهما أنهما ضد وقف برنامج بحيري رغم اختلافهما معه بالرأي والرد على تفسيراته بحجج قوية إلا أن الجهة الوحيدة التي طالبت بمنع البرنامج هي مشيخة الأزهر التي تحركت ضد البرنامج منذ فترة لوقف بثه.
لا يبدو أن حالة الصخب الإعلامي التي صاحبت أطروحات البحيري فيما يتعلق بالخطاب الديني جاءت قادرة على مواجهة الأزهر وقوته التي هزمت بحيري ومنعته من الظهور على الشاشة حتى إشعار اخر.
خاطب الأزهر بداية الشهر الجاري مجلس إدارة المنطقة الإعلامية الحرة للمطالبة بوقف البرنامج بسبب المغالطات التاريخية التي ترد فيه، بينما خاطبت إدارة المنطقة قناة “القاهرة والناس” بإنذار للمطالبة بتصحيح الأخطاء التي وردت بالبرنامج.
الأزهر اتهم البرنامج ببث مواد إعلامية من شأنها الحث على التطرف وإثارة الفتن والحد على كراهية وازدراء الأديان، بالمخالفة لميثاق الشرف الإعلامي.
ورغم توقف برنامج إسلام بحيري لفترة أكد فيه على استمرار تسجيل حلقات جديدة من البرنامج، بدأ عرضها قبل أيام قليلة على “القاهرة والناس”، إلا أن الأزهر حرر بلاغ لدى النائب العام ضد إسلام وأفكاره التي يقوم بالترويج لها ويرى الأزهر فيها تهديداً للقيم الراسخة بالدين.
تأكيدات بحيري أن قناة “القاهرة والناس” تدعم موقفه حتى قبل أيام قليلة، والطريقة التي أعلن بها وقف برنامجه بشكل مفاجئ تؤكد أن هناك غموض يحيط بالأمر وكواليسه سيتضح خلال الأيام المقبلة، خاصة في توقيت صدور القرار الذي يأتي بعد ساعات قليلة من دعوى قضائية أمامها شيخ الأزهر لوقف البرنامج أمام مجلس الدولة في تحرك عبر عن تصاعد غضب الأزهر من استمرار البرنامج.
المؤكد أن أي من المناظرات أو الأراء الرافضة لما يطرحه بحيري على الشاشة لم تطالب بمنعه من الظهور على الشاشة لكن الأزهر الجهة الوحيدة هي التي تمسكت بمنعه من الظهور.