إعلام كرة القدم.. حتى لا تتكرر هذه المواجع

نقلًا عن المصري اليوم 

ياسر أيوب

يعيش الإعلام الكروى المصرى الآن واحدة من أشد أوقاته توترا واضطرابا.. شاشات جديدة تظهر وأخرى تطفئ أنوارها.. انتقالات وتحولات وأوراق كثيرة مبعثرة يتظاهر كثيرون بأنهم يعيدون ترتيبها، بينما الحاصل هو مزيد من البعثرة والغموض وفتح كل أبواب الشكوك والظنون والاتهامات.. ولست أكتب الآن للمشاركة فى هذه الحيرة أو هذه الفوضى، ولا أنوى هنا ممارسة هذا الكرم الزائد، سواء فى توزيع الاتهامات المجانية أو شهادات التقدير والانتماء أو التشكيك فى نوايا وحسابات أى أحد.. إنما أكتب من أجل قضيتين اثنتين فقط.. الأولى هى كل هؤلاء الذين فجأة فقدوا وظائفهم وباتوا هم وبيوتهم فى لحظة قاسية وموجعة دون أى دخل أو سند أو أمان.. فهؤلاء لم يضعوا سياسات أى قناة، ولم يكونوا نجوما لهم مكانتهم وشهرتهم ولم يكونوا السبب الحقيقى أو الأول فى أى خسارة أو إخفاق.. ومع ذلك هم أول من دفع الثمن فى النهاية.. وبالتأكيد هناك دوافع وأسباب اقتصادية حقيقية هى التى سمحت بقرار التوقف وإغلاق الأبواب.

نرشح لك : جمال جبران يكتب: يوميات مواطن مصري في بيروت

لكن لابد من التوقف أمام ما جرى بهدوء ومصارحة حتى لا تتكرر هذه المواجع مرة أخرى.. فكل شاشة حالية أو جديدة عليها التمهل قبل الإفراط فى التعيين، لأن ذلك ينتهى غالبا بمثل هذه المآسى التى عاشها الإعلام الكروى المصرى منذ يومين وبعد خروج الكثيرين من وظائفهم عائدين إلى بيوتهم دون أمل أو أمان.. أما القضية الثانية فهى التى تخص الإعلام الكروى نفسه، وهل ما يشهده الآن من تغيير هو مجرد تغيير فى الشكل والشخوص أم لا يزال هناك الرهان والأمل فى تغيير حقيقى يحدث فى المضمون والرسالة قبل أى شكل أو أسماء.. ولا أجلس الآن على مقعد الأستاذ الفاهم والعارف بكل شىء ويبدأ فى إعطاء الدروس والنصائح والتوجيهات.. إنما أنا مجرد واحد من كثيرين لهم مصلحة مباشرة فى أن تملك الكرة المصرية إعلاما قويا وناضجا وواعيا وعابرا لأى حدود جغرافية أو تعصب أو حسابات خاصة.. فذلك قد يكون خطوة مهمة جدا لإصلاح الكرة المصرية بكافة زواياها.. ولهذا أطالب الجميع الآن بالتوقف الهادئ بعيدا عن أى تشنجات وانفعالات صادقة أو زائفة ومراجعة كل الأحوال وتحديد ماذا كان خاطئا ومعيبا وفاضحا وماذا كان ناقصا أيضا حتى تكتمل الصورة التى قطعها يريدها الكثيرون لإعلام كرة القدم فى مصر.