نورا مجدي
مر أسبوع على طرح ألبوم “إلى كل اللي بيحبوني” للمطربة اللبنانية إليسا، والذي بلغت عدد مرات الاستماع إلى أغنياته مجتمعة قرابة الثلاثين مليون، عبر صفحة شركة روتانا الرسمية على موقع “يوتيوب”.
نرشح لك: الشعب يريد “محلل اقتصادي شعبي”
ورغم النجاح الذي تحافظ عليه إليسا إلا أن أغنياتها دائمًا ما تمتلك طابعًا يتماشى مع صوتها وإحساسها فقط، لتنجح الأغنية بصوت إليسا على الرغم من أنها قد لا تنجح إذا قدمتها مطربة أخرى، لذلك فإن السر يكمن في إليسا ذاتها. ورغم صعوبة الوصول إلى ذلك السر إلا أن أغنياتها قد تكشف لنا شيئًا عنه، فماذا تريد أن تخبرنا أغنيات “إلى كل اللي بيحبوني”؟
1 – “مفيش أسباب” لأغنية تريند
افتقد الألبوم أحد عناصر نجاح ألبومها السابق، وهو ما يمكن تسميته “النجاح بالتريند”.. والذي سبق أن حققته إليسا في ألبومها الماضي “سهرنا يا ليل” فرغم نجاح الألبوم السابق إلا أنه كان لأغنية “عكس اللي شايفنها” تحديدًا نصيب الأسد من الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي حتى حصدت أعلى نسب المشاهدة، وأصبحت إليسا حديث المواقع وقت طرح الأغنية، وهو ما لم يتكرر في الألبوم الجديد رغم النجاح الذي حققه، فهل ستتغير الأوضاع رغم مرور أسبوع وتنتشر إحدى الأغنيات هكذا أم “مفيش أسباب”؟!
2 – جرعة نكد؟.. “من عنيا دي”
كما لُقبت الفنانة إليسا بملكة الإحساس فإن لقبها الآخر لدى الجمهور المصري -العاشق لإليسا- “ملكة النكد”، وذلك بسبب الجرعة المكثفة من الأغاني التي يملؤها الشجن والتي تطغى على كافة ألبوماتها، وبالنظر إلى الألبوم الجديد سنجد أن نظرية إليسا في تقديم وجبة كافية ووافية من الشجن ل اتزال مستمرة، فمن بين 16 أغنية جديدة تُقدم إليسا 3 أغانٍ فقط مبهجة، بالإضافة إلى أغنية “وحشتوني” لوردة التي لا يمكن تصنيفها.
والسؤال هنا هل من الممكن أن يأتي اليوم الذي تسير فيه إليسا على نهج صديقتها نانسي “التي تُعجرم الجو ببهجة صوتها؟” أم أن صوت إليسا “ما بيلبقله الفرح؟”، اعتقد أن نجاح أغنية “من عنيا دي” يكفي للإجابة على هذا السؤال.
3 – “وحشتوني”.. أول مرة.. لولا الملامة
كعادتها للمرة الثالثة تحرص إليسا على تجديد القديم بصوتها المعاصر، وقد جاء التجديد هذه المرة بأغنية أخرى للراحلة “وردة” وهي “وحشتوني”، وقد سبق أن قدمت إليسا أغنيتين بنفس الطريقة خلال ألبومين سابقين وهما “لولا الملامة” لوردة و”أول مرة” للعندليب عبد الحليم حافظ، لكن الآراء قد انقسمت حول ما تقدمه إليسا بهذه الطريقة فالبعض يرى أنها تعيد توزيع الأغاني القديمة وتقدمها للجمهور بشكل يحيي الأغنية والبعض الآخر يرى أنها تُسيئ للأغاني القديمة باللعب في التوزيع والإيقاع.. ويبقى السؤال.. هل ستخشى إليسا من “الملامة” وتصبح آخر مرة؟ أم ننتظر تجديد أغنية قديمة في ألبومها 2020؟
4 – “حكايات” وتشبيهات
لا بد أنه من الجيد أن يقوم الفنان بالتجديد في ألحانه وكلماته وأفكاره التي يقدم بها كل أغنية مختلفة، ليعيش المستمع حالة جديدة بصوت فنانه المفضل، إليسا رغم حرصها الدائم على التجديد إلا أن جديدها أحيانًا يشبه قديمها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر في الألبوم السابق تشبه أغنية “هتسيبني” في معناها أغنية “حكايات” من الألبوم الجديد والتي تطلب فيها إليسا من حبيبها الانتظار والبقاء معها مع اختلاف طريقة التوسل لكن المعنى واحد.
كذلك هناك تشابه بين أغنيتي “هتسيبني” و”نفسي أقوله” في فكرة التشبيهات ففي الأولى تقول (بعدك أنا طفلة وحيدة ماشية بتبكي في بلد فاضية بعد نهاية حرب) وفي الثانية تقول (حالي كان وانا مش معاه زي طفل في سكة تاه واتحرم من حضن أمه واتنسى ويا الحياة).. وبالتأكيد هناك العديد من التشابه في الكثير من أفكار الأغاني، لا سيما أنه أمر يتكرر مع العديد من المطربين بسبب كثرة إنتاج الأغاني.. لكن بالنسبة لجمهور إليسا هل يتقبّل التشابه أم يراه مملًا؟
5– “نفسي أقوله يا”.. هاجموا اللحن ونجحوني
إذا نظرنا إلى جميع أرقام ومشاهدات أغاني الألبوم الجديد بالكامل سنجد أن هناك فرقًا واضحًا بين مشاهدات أو عدد مرات الاستماع إلى “نفسي أقوله” وبين باقي أغاني الألبوم، حيث تزيد نسبة مشاهدة “نفسي أقوله” للضعف عن بعض الأغاني و 4 أضعاف عن البعض الآخر. من المؤكد أن اللحن والكلمات والحالة التي تخلقها الأغنية مع صوت إليسا لها عامل كبير في النجاح لكن العامل الأكبر كان في ألحان التركي “إبراهيم تاتلس” حيث أن لحن الأغنية هو ذاته لحن الأغنية التركية ” Haydi Söyle” وهو ما لم تنفيه النجمة إليسا لكنها لم توضحه من البداية للجمهور الذي بدأ باتهامها بسرقة اللحن التركي الأصل، حتى خرجت عن صمتها لتوضح أنها قامت بشراء حقوق اللحن من إبراهيم تاتلس وأن اسمه موجود ضمن أسماء الكاتب والملحن والموزع الخاص بالأغنية.. فلماذا لا يكون الوضوح من البداية؟ وهل كانت إليسا تقصد ترك الجمهور يهاجمها من البداية ليتحقق الانتشار للأغنية أم أنها لم تكن تعلم ردة الفعل؟
6 – “أنا وحيدة” تكرار النجاح لا يصنع بالضرورة نجاحًا مشابه
كلمات أمير طعيمة، ألحان وليد سعد، توزيع أحمد إبراهيم، الثلاثي نفسه الذي قدم الأغنية الأنجح في الألبوم السابق “عكس اللي شايفنها” أعادوا تجميع أنفسهم مرة أخرى ليصنعوا نجاحًا جديدًا بأغنية “أنا وحيدة” لكنه جاء مكررًا ففكرة الأغنية لا تختلف عن السابقة كثيرًا، حيث تدور كلتاهما حول المرأة الضعيفة المغلوبة على أمرها التي تأتي الدنيا عليها، لكن في عكس اللي شايفنها كانت الفكرة أجدد وهي تقديم الأغنية للجمهور بطريقة (ما لا تعرفوه عني) بينما في أنا وحيدة جاءت الرسالة مباشرة لذلك لم تحقق نفس النجاح المرجو من عكس اللي شايفنها التي تسببت طريقة تقديم الرسالة في نجاحها رغم تشابه الرسالة والمضمون في الأغنيتين.. فهل تلاحظ إليسا الرابط القوي بين التكرار وتأثيره على النجاح؟