لا يكاد يمر أسبوع دون أن ينتشر فيديو ما على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مثيرا جدلا و لغطا كثيرا حوله، هذا الأسبوع كان الفيديو عبارة عن لقاء مع أطفال مراهقين على أعتاب الشباب يبدو أنهم وقعوا في يد السلطات نتيجة قيامهم بتهريب الملابس من الجمارك بمدينة بورسعيد ، و يقومون بهذه المهمة مقابل يومية قدرها 150 جنيه، وما أن انتشر الفيديو المذكور حتى تلقت المذيعة التي أجرت الحوار هجوما بالغا من جمهور السوشيال ميديا، ومن الناحية المهنية فقد ارتكبت المذيعة عدة أخطاء جملةً واحدة في هذا اللقاء القصير ونرصدها في هذا المقال:
نرشح لك: مذيعة بورسعيد عن الانتقادات: “يا ريت يشتموني بس الولاد يشتغلوا”
1.لا يجوز للمذيع أن يهين الضيف أو يسفه من كلامه أو يسخر منه إطلاقا.
2.على المحاور الذي يناقش قضية ما ألا يصدر أحكاما مسبقة، وإذا كان له حكم أو رأي شخصي يحتفظ به لنفسه ولا يفصح عنه، وإذا أراد ذلك فليكن في نهاية الحوار تماما وكتعليقٍ مختصر جدا، لكن الأصل هو أن تكون الأسئلة ونقاط الحوار هي وسيلة الوصول للهدف من الحوار والتأثير في المشاهد.
3.تحديد الهدف من إجراء الحوار قبل التسجيل (هل الهدف توضيح الصورة للمشاهد بأبعاد الموضوع، أم الهجوم على الضيف والتشهير به للظهور بمظهر حامي حمى القيم والأخلاق والفضيلة؟!) طبعا الاحتمال الثاني هو هدف غير “إعلامي” فالمذيع ليس خطيبا على المنبر أو واعظ في الكنيسة.
4.لهجة المذيعة ومفرداتها و نبرة صوتها تبدو وكأنها وكيل نيابة متنمر ومتحفز ضد مجرم عتيد الإجرام ولا تتناسب مع الموضوعية و الحرفية التي يجب أن يتمتع بها “المحاور” التليفزيوني.
5.عدم استيعاب كلام الضيوف، لم ترد على كلام الشباب الصغار في الفيديو بما يوحي بأنها تسمع و تفكر فيما يقولون بل كانت تكرر “جملتين حفظاهم”: (روح اشتغل في الاستثمار أو عامل نضافة) لا تفكير لا إبداع لا تجديد.
6.في هذه النوعية من اللقاءات يقع المذيع المصري تحديدا في فخ أنه يصبح “صوت السلطة” أو “صوت الحكومة” أو “صوت الدولة” سمها كيفما شئت، وهو خطأ مهني فاضح ومنتشر في الإعلام المصري والعربي على الخصوص، هذه الفكرة أو المدرسة الإعلامية مازالت موجودة وخاصة في الإعلام القومي ومازال كثير من كبار الإعلاميين القدامى يتمسكون بها بل ويعلمون من يأتي بعدهم بأن المذيع في المؤسسات الإعلامية القومية هو “صوت الدولة” وليس إعلام “الخدمة العامة” كما يسمى في العالم كله الآن، وأصبحت هذه المفاهيم بالية ولا تصلح للاستخدام في زمن السوشيال ميديا.