محمد سقراط لسميرة سعيد: تعرفي تسكتي؟!

عزيزتي سميرة، تحية طيبة

وبعد..

أرجو أن تكوني في خير صحة وحال لحظة وصول هذا المقال بين يديك الكريمتين، كتبه من يمكن أن تعتبريه “Super fan” بعدما سمع أغنية “سوبر مان” كان يكتب بلا شك – ولا يزال بعد الكتابة – تحت تأثير الصدمة التي تلقاها هو وعدد غير قليل من بني جنسه من الرجال..

– نعم صدمة، هيأ لها الإعلان عن الأغنية، قبل إصدارها كاملة، فمن اسم الأغنية “سوبر مان” تصورت أنها ستكون في صالحنا، كرجال، ستتكلم عن محاسنهم وشقاوتهم وطعامتهم.. “شفتي واخداني الأماني لحد فين؟!”.

– بدأ التوتر مع اللحظات الأولى لسماع الأغنية بعد إصدارها كاملة على يوتيوب، ولم يكن هذا التوتر بسبب الموسيقى في بداية الأغنية، مع أنها قريبة للمارش العسكري، قد توحي بأن شيئا ما خطر سيحدث، ولكن بدأت أتوتر مع أول جملة من كلماتها “بقى ده اللي كان طيب وحنين ورومانسي كمان”..

– كان هذا التوتر بسبب كلمة “كان”، ولكن بصراحة كان أقصى ما توقعته أن تحمل الأغنية لوما بسيطًا، أو عتابًا رقيقًا يليق بأن يأتي من “ديفا”، ومن الوارد أن ينتهي الموضوع بعد هذا العتاب و” هنعرف غلطنا بس”.

– بعد مقدمة الأغنية التي انتهت بجملة: “كان سندي وضهري وليا أمان” بدأت وبكل صراحة – أو سذاجة على مايبدو – أتعاطف معكِ، متوعدًا هذا النذل الذي خذلك، ولم يحقق توقعاتك، ومنتظرًا في نفس الوقت أن تقولي بعدها ما هي الصفات، و ما الذي يجب على – الراجل مننا – أن يفعله لكي يكون “سوبر مان” حقيقي، بعيدًا عن كونه “عاشق – ولهان – بيحب الدنيا وكله جنان – وسند وضهر” فبالتأكيد هي صفات محببة ومفضلة، بل وأُجزم أنها مُفترضة أصلًا، ولكنها بالتأكيد ليست الصفات الكافية التي ستؤهل الرجل ليكون “سوبرمان”.

نرشح لك: الغناء لـ”الكرش” بين سميرة سعيد وأكرم حسني

– الصدمة الحقيقية جاءت بعد سماع تسعة عشر لفظًا في جمل سريعة الطلقات، أضعها وبضميرٍ مستريح تحت قائمة السب والقذف: “بارد.. لأ وبارد جدا كمان.. دمه تقيل.. ندل.. طماع.. بخيل.. مدروخ.. كسلان.. مأنتخ.. بكرش.. منكوش.. مبهدل.. كئيب.. حزين.. نكدي.. سلبي.. عصبي.. شكاك”.

– الصدمة كانت للدرجة التي أوقفتُ معها الأغنية، وبسرعة، كتبت في خانة البحث على “يوتيوب”: “تعرفي تسكتي مدحت صالح الله يسامحه”، فمنذ إصدار أغنيته منذ ما يزيد على العام، أذكر وقتها أنني توقعت ردًا على أغنيته، وتحديدًا توقعت أن يأتي الرد من أصالة أو شيرين أو سميرة سعيد، باعتبارهم من صناديد الطرب النسائي المعروفين بقوتهم وجبروتهم، وقبل الضغط على علامة البحث، انتبهت، ومسحت جملة “الله يسامحه” ثم ضغطت “بحث” وأنا أتوقع أن أجد في “تعرفي تسكتي” جملة أو لفظًا يمكن اعتباره مبررًا بجعل الـ “ديفا” تتصرف بهذا الشكل كردٍ على “تعرفي تسكتي”.

– لكن في الحقيقة وجدت الرجل متحفظًا في أغلب ألفاظه وتعبيراته وهو يغني، بل وإنه كان كتومًا جدًا عندما قال: “هاديكي الكلمة اللي تسكتك”، فعلى الأقل، لم نعرف حتى هذه اللحظة ما هي هذه الكلمة التي سـ”تسكتها”، وحافظ على الخصوصية في علاقتهما.. فيما عدا ذلك كان الرجل محترمًا، مكتفيًا بالتعبير عن استيائه بـ “إفيه” مختلف “تعرفي تسكتي”.

– عزيزتي سميرة، ترددت كثيرًا بعد أن أنهيت “تعرفي تسكتي” أن أكمل “سوبرمان”، ولكني فعلتها، متحاشيًا قدر الإمكان أن أركز مع فاصل “السب والقذف”، وسريعًا قمت بتجاوزه دون أستمع إليه أصلًا، منتقلًا إلى “الكوبليه” الثاني مباشرة، ولكنني لم أنخدع هذه المرة ببدايته “اللي مجنني مع كل ما فيه.. انا لسة بحبه وباقية عليه”، وأنا أحدث نفسي: “باقية عليه بعد إيه بقى!”، وكان ظني هذه المرة في محله، فاتضح في نهاية “الكوبليه” أنك تعتبرين أن شعورك هذا من “بلاوي الحب”.. تمكلني في لحظة “البلاوي” هذه شعورًا، واسمحي لي أن أستعير جملة: “شوفتوا المأساة؟ شوفتوا الإفيه؟” لوصفه ومع إضافة بسيطة، وهي: “آه شوفنا.. منه له.. منه له”.

– سميرة، مع أنكِ “زي أختي طبعًا”، ولكني أخشى أن اتدخل في خصوصياتك وصداقاتك لأحذرك أن مشكلتك قد تكون في أصدقائك، الذين فضحتهم جملة: “ياما لاموني وزنوا عليا كتير”، بحكمة: “طول ما الراجل عارف العصفورة مش هتطير هيفضل يعاملها بلا مبالاة”، فعلى ما يبدوا أنهم أصدقاء غير مخلصين، ولا يريدون لكم الخير، وقع نصيحتهم نفس وقع نصيحة: “اربطيه بالعيال” – مع الفارق طبعا – ولكن وجه الشبه في قصور نظرة من يسدي النصيحة لا أكثر؛ فبعيدًا عن عدم وجود “عصفورة” يُحتَمل أن “تغني” هذه الأغنية وتقول هذه الألفاظ، لا يفترض أن تطير العصفورة أصلا… “اخزي الشيطان وحاجي على عشك يا اختي”.

– وفي الختام، لن أقوم بالتنظير، أو أتحدث بتقعّر عن انحدار لغة الحوار حاليًا، وكيف قد تكون سببًا لا يمكن إغفاله لاستخدام لغة الحوار هذه في توصيل رسالة ما، وكذلك، لن أستحضر جملة: “حيري له باله.. وغيري له حاله.. خلي عقله دايما في حالة انبهار”، أقتطعها من رائعتك “احكي يا شهرزاد” لأضعها بجانب حكمة “طول ما الراجل عارف العصفورة مش هتطير”… لأصل لنتيجة أن هناك فارق مخيف في القيمة الفنية وفي الرقي في كل حالة..

أيضًا لن أتحدث عما مر به هذا الـ”سوبر مان” لكي يتحول من رومانسي وعاشق وسند وضهر إلى هذا المسخ.. ولكن سأكون أكثر عملية، وأوجه نصيحة بلغة “اليومين دول” والتي يبدو أنكِ أصبحتِ تجيدينها، و”اتعلمتي اللغة” لأرد بجملة من “مونولوج” رامي صبري “الراجل”: “واللي تحافظ على بيتها وأسرار بيتها دي تبقى تمام”.

تحياتي،،

محمد سقراط

خلص الكلام أما نشوف آخرتها معاكي إيه.. – بصوت رامي صبري