7 محطات في حياة "قيثارة الشرق" طلال مداح

أسماء شكري

يحتفل محرك البحث “جوجل” بذكرى ميلاد “فارس الأغنية السعودية” و”قيثارة الشرق” المطرب الراحل طلال مداح؛ حيث وُلد في مثل هذا اليوم 5 أغسطس عام 1940 بمدينة مكة المكرمة، ويُعتبر رائد الحداثة بالأغنية السعودية، ولُقّب بـ “صوت الأرض” و “فيلسوف النغم الأصيل” و “الحنجرة الذهبية”.

وفي ذكرى ميلاده الـ 78 يستعرض إعلام دوت أورج أهم المحطات في حياة طلال مداح كما يلي:

1- بدايته مع الموسيقى والغناء

ظهر شغف طلال مداح بالموسيقى والغناء؛ من خلال مرافقته لصديق طفولته محمد رجب؛ حيث كان من هواة ترديد الأغاني المشهورة في ذلك الحين للموسيقار محمد عبد الوهاب؛ فبدأ يلقن طلال تلك الأغاني ليشاركه ترديدها، كما كان والد طلال من المجيدين للعزف على آلتي المدروف والسمسمية؛ فساعدت هذه العوامل في زيادة حبه للفن شيئًا فشيئًا؛ حتى أصبحت هوايته العزف وترديد الأغاني لكبار المطربين.

عُرف طلال بحلاوة صوته وعذوبته فأصبح يشارك في حفلات مدرسته بشكل أساسي؛ وكان له زميل يُدعى عبد الرحمن خوندنه من هواة الموسيقى ويمتلك عودًا يعزف عليه؛ ومن هنا تعلم طلال العزف على العود وبدأ طريقه في التلحين والتأليف الموسيقي بجانب الغناء.

نرشح لك : صور: هل تنتظر شيرين طفلها الأول من حسام حبيب؟

2- من الهواية إلى الاحتراف

قدّم أول أغانيه بعنوان “وردك يا زارع الورد” في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، والتي لحّنها بنفسه وسجلها لإذاعة جدة؛ وشجعه في تسجيلها عباس غزاوي مسؤول الإذاعة آنذاك؛ وتعد أول أغنية عاطفية سعودية.

أصدر بعدها مجموعة من الأغاني مثل “سويعات الأصيل” و “أهل الهوى”؛ و أنشأ شركة أسطوانات “رياض فون”مع الفنان لطفي زيني؛ ليصبح بذلك أول من طبع أسطوانات داخل المملكة العربية السعودية، وتعاون مع كبار الشعراء السعوديين أمثال: عبد الله الفيصل، طاهر زمخشري، بدر بن عبد المحسن، محمد بن عبد الله الفيصل آل سعود، خالد الفيصل، كذلك كبار الملحنين السعوديين نذكر منهم: الموسيقار طارق عبد الحكيم، والموسيقار غازي علي، والموسيقار سراج عمر.

3- شهرته في السبعينيات داخل مصر

تألق طلال مداح على مسارح القاهرة في السبعينيات؛ رغم وجود أساطير الغناء في العالم العربي في تلك الفترة مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، حيث أدى على مسارح مصر أغانيه الجميلة في ذلك الوقت مثل “مقادير” و”أغراب” و”أنادي” و”لا تقول” و”وقفي” و”هلي الجدايل”؛ حتى عرفه المصريون وأحبوه وتعرّفوا من خلاله على اللون الخليجي في الغناء.

تعاون خلال تلك الفترة مع ملحنين مصريين كبار أبرزهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي وجمال سلامة؛ كما لحّن للعديد من مطربي الوطن العربي أمثال: وردة وفايزة أحمد وسميرة سعيد ورجاء بلمليح وعادل مأمون وذكرى وهيام يونس.

4- دوره في نجاح الأغنية السعودية

ساهم في شهرة الأغنية الخليجية والسعودية بوجه خاص؛ فهو صاحب أول أغنية عاطفية سعودية بعنوان “وردك يا زارع الورد” وتعد أول أغنية “مكبلهة” أي تعتمد على الكوبليهات في التلحين؛ حيث كان الملحنين السعوديين قبلها يلتزمون بأسلوب ما يسمى بأغنية اللحن الواحد.

كذلك قدّم ألحانًا لأغنياته تشبه الموسيقى الغربية مثل أغنية “وعد”، وأغنية “يا حلوة شيلي اللثام”، وهو أول فنان خليجي تترجم له أغنية على التليفزيون الفرنسي وهي أغنية “وعد”.

كان له دور بارز في ظهور أجيال من مطربي الخليج الذين شجعهم ولحّن لهم وأصبحوا الآن من كبار المطربين مثل: محمد عبده وراشد الماجد وعبادي الجوهر وعتاب وعبد المجيد عبد الله ورابح صقر.

5- التمثيل

خاض طلال مداح مجال التمثيل من خلال فيلم بعنوان “شارع الضباب” قدمه عام 1967 من إنتاجه وبذلك أصبح أول فنان سعودي يخوض ميدان الإنتاج السينمائي.

وقدّم بعدها في عام 1973مسلسل بعنوان “الأصيل” من تأليف لطفي زيني حوار فهيم القاضي؛ ومثّل معه حسن درديري ولطفي زيني ورجاء صادق، من إخراج نور الدمرداش وإنتاج التلفزيون السعودي.

6- قالوا عنه

اعترف العديد من الشعراء والملحنين من عدة دول عربية، بموهبة طلال مداح القوية وقدراته العالية في التلحين والغناء والعزف على العود، فيقول الموسيقار غازي علي: “طلال مداح عبقري في التلحين وعبقريته تكمن في بساطة ألحانه وعدم تكلفها بحيث أنها ترسخ في ذهن السامع”.

وقال عنه الموسيقار محمد عبد الوهاب: “إن من أجمل الأصوات التي استمع إليها في الوطن العربي هو صوت طلال مداح”، وذكره الموسيقار بليغ حمدي قائلًا: “أجمل صوتين في التاريخ الحديث للأغنية العربية هما محمد عبد الوهاب وطلال مداح” مضيفًا: “أنا مذهول بهذا الصوت العظيم الذي لا يتكرر.. فطلال مداح قمة عالية وإطلالة جميلة للفن العربي الخليجي بشكل عام والفن السعودي بصفة خاصة”.

7- وفاته على المسرح

توفي طلال مداح في 11 أغسطس عام 2000، أثناء غنائه على المسرح في حفل أقيم بمدينة أبها السعودية؛ إثر تعرضه لأزمة قلبية؛ حيث كان قد بدأ لتوه بالغناء والعزف على العود؛ وفوجىء الجمهور بوقوعه من على كرسيه وتم نقله في سيارة إسعاف، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخلها قبل أن يصل إلى المستشفى؛ ودُفن بمكة المكرمة.