أن تولد فقيرًا، أمامك طريقان، إما أن يكون الفقر دافعًا إيجابيًا لك فتبدع وتنجح وتثبت ذاتك كشخص مؤثر في المجتمع، أو أن يكون الفقر دافعًا سلبيًا وعائقًا ويحولك إلى شخص مشبع بكل الأمراض النفسية والإنسانية والمجتمعية.
هذان النموذجان تتابعهما الآن علي أرض الواقع، أحدهما قتل الفقر وقضى عليه تمامًا وكان حافزاً له للنجاح والوصول إلي العالمية، واكتسب حب واحترام العالم أجمع كبيره وصغيره وهو “محمد صلاح”.
أما النموذج الآخر، قتله الفقر وحوله إلي شخصية مريضة مغرورة ونرجسية، شخص لا يرى سوى نجاحاته وفشل الآخرين. لم يغفر محمد رمضان للمجتمع ميلاده فقيرًاـ ولم يتقبل فكرة عدم إيمان البعض بموهبته الفنية في بداياته.. فكان انتقامه.
في كل لحظة يريد أن يقول أنا هذا الشخص الذي نظرتم إليه بتعال ودونية، أنا الشخص الذي لم تقبلوه وشككتم في موهبته، انظروا كيف أصبح وكيف أصبحتم، فأنا الأكثر شهرة ومالًا من الموهبة التي شككتم فيها وأنتم في مكانكم لا تغيير يذكر بل تراجع بعضكم. ربما كان من الممكن أن يعذره البعض ويقدم له التبرير المناسب لو لم يوصلها رمضان إلى هذا الحد من حب الذات .
ظهر وكأنه يريد أن ينتقم من ماضيه لذلك يقوم بأفعال تعويضية يمحو بها سنوات الحرمان التي عاشها والنقص الداخلي الذي يعيشه، ما يفعله رمضان هو هوس ناتج عن عدم توازنه النفسي والاجتماعي تأثراً بما عاشه سابقاً، فدوماً في مقابلاته التلفزيونية وفي حواراته يتحدث عن نجاحه الرقمي بالمقارنة بنجاحات الآخرين خاصة بعد نجاح مسلسله “الأسطورة” وتحقيقه الأعلي مشاهدة، في محاولة لإثبات الذات عن طريق تذكير الجميع بأفضليته.
يحاول رمضان أن يشبع رغبته الكامنة في أن يكون محور حديث الناس حتي لو بالإساءة، ولديه المبرر لذلك “بأنه لولا نجاحه الساحق لما انتقده أحد”.
بعد إخفاقه في الآونة الأخيرة اتخذ محمد رمضان طريقته في تذكير الجميع أنه صاحب المكانة الأولي وبأنه نمبر وان وأنه الملك، بتصريحه المباشر بذلك في أغانيه، رغم أنه ممكن أن يكون لدي كثيرين كذلك بالفعل ولكن لعدم ثقته بنفسه يريد أن يردد ذلك من وقت لآخر ليسمعه الجميع.
“أنا الأفضل، أنا الملك، أنا الأكثر شهرة ومال، أنا نمبر وان” كلمات تنم عن “الأنانية” التي بالتالي تؤدي إلي تنامي مشاعر العظمة والغرور بالنفس لدي الشخص وهذه مشاعر كفيلة بتدمير مسيرة صاحبها مهما كانت موهبته. ولا أحد فينا ينكر علي رمضان موهبته الفنية الكبيرة والتي يجب عليه لو أراد الاستمرار أن تكون اهتمامه الأكبر والأهم من التباهي بالممتلكات، وأن يعلم أنه الوحيد عدو نفسه ولا أحد آخر ممن يضعهم في مخيلته.
علي رمضان أن يتعلم من تجارب من سبقوه، ممن حققوا نجاحات رقمية أمثال “مكي وسعد وهنيدي” ويسأل نفسه أين نجاحاتهم الآن ويقارن بين ذلك وبين نجاح “أحمد زكي وعمر الشريف” كمثال واللذان لم يحققا نجاحات رقمية ولم يعلنا عن مكانتهما ومراكزهما بين النجوم بأي طريقة تذكر، بل اتصفوا بالتواضع الشديد ورغم ذلك أعمالهم ستظل خالدة للأبد.
نرشح لك – شاهد : اغنية “الملك” لمحمد رمضان