لم تكن تتوقع المواقع الإخبارية، أن تفقد سطوتها، وسط القراء، بهذه السرعة، نتيجة “ملل” المواطن من الأخبار السياسية، فالأحداث التي كان يقرأ عنها، أصبح يعيش بداخلها الآن، كما أن حالة الاستقطاب الشديدة حاليًا، ساهمت في بحث القارئ عن أخبار وموضوعات أخرى يكسر بها هذه الحالة، حتى أن بعض الأخبار السياسية الساخنة، والمهمة كموعد الانتخابات البرلمانية، لم تعد تلقى اهتمامًا، بالإضافة إلى تحول المواطن إلى مصدر متنقل للأخبار، وأصبح الحصول على أحدث الأخبار السياسية، أمر يسيرًا.
الصياغة المختلفة للخبر السياسي، أو اختيار عنوان مختلف ولافت للنظر، لم يمنع انخفاض نسبة متابعة الموضوعات السياسية، من قبل القارئ، بالإضافة إلى أن برامج “التوك شو”، حولت المواطن من “قارئ” إلى “مشاهد”، فالبرامج يمكنها أن تصبح أكثر إثارة وجذبًا، من خبر أو تحقيق مكتوب.
إعلام.أورج يستعرض بعض أنماط الموضوعات التي تحاول بها المواقع التغلب على عزوف القارئ عن الموضوعات السياسية:
1 تتجه المواقع إلى إعادة نشر الصور القديمة، للفنانين والمشاهير، واللعب على “الحنين إلى الماضي”، لزيادة نسبة القراء، كما أنها موضوعات سهلة في إعدادها ولا تحتاج إلا إلى بحث من المحرر، وتجميع بعض الصور غير المتداولة مع عنوان مثل “5 صور نادرة لـ .. “.
2 نمط آخر تتجه له المواقع، حيث تحاول إثارة الفضول، وطرح تساؤلات حول موضوعات “خفيفة”، والتي يُختار لها دائما عنوان يبدأ بـ”كيف تعرف”، فبعض المواقع تنشر تقاريرًا بعنوان “كيف تعرفي أن زوجك يخونك”، لتحاول جذب أكبر نسب قراءة.
3 إعادة تدوير المعلومات، أصبحت طريقة ناجحة للمواقع، للهرب من جمود الأخبار والتقارير السياسية، فمثلا “40 معلومة عن الفنان / الفنانة”، أو ” 40 معلومة عن عانس السينما المصري”، كفيلة بأن تحقق نسب قراءة أعلى من الموضوعات السياسية، التي أصبح القارئ ينفر من معظمها.
4 بعض المواقع تكسر حواجز الموضوعات الممنوعة “أخلاقيًا” من النشر “بعيدًا عن السياسة”، حتى أننا نجد عنوان مثل “شاهد حادث مروع … “، فما الفائدة التي تعود إلى القارئ من مشاهدة رجل يسحق تحت عجلات سيارة؟!، إلا أن بعض المواقع تلعب على “فضول”، وحب استطلاع المتصفح.
5 تُخصص العديد من المواقع الإخبارية، أقسام للتقارير “الخفيفة”، مثل موضوعات المرأة، والأخبار المنوعة، حيث تعتقد أن القارئ سيهتم بموضوع تحمل عناوين مثل “طريقة عمل ماسك النشا والليمون لتفتيح البشرة”.