قال العقيد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن بيانات القوات المسلحة المصرية بخصوص العملية الشاملة سيناء 2018، توضح مدى نجاح القوات الجوية في ضرب الأهداف، وتعزيز العمق المصري من محاولات اختراقه من الجماعات الإرهابية، سواء بالسلاح أو المخدرات.
أوضح “صابر” خلال حواره مع الإعلامية أسماء مصطفى في برنامج “هذا الصباح” على قناة “إكسترا نيوز”، اليوم الثلاثاء، أن الكمية الكبيرة من مخدر البانجو التي تم تمكنت القوات المسلحة من ضبطها قبل دخولها لمصر، لها دلالات واضحة، فطبقًا للإدارة العامة لمكافحة المخدرات فإن مخدر البانجو كان قد تداعى ولم يعد موجودًا، بل قلّ بدرجة كبيرة، نتيجة انخفاض سعره للغاية، ولأن تأثيره كان خطيرًا جدًا، فتوقف السوق الخاص به.
تابع أنه منذ عام 2011 أصبح هذا المخدر شبه مختفٍ تمامًا من مصر، لكنه عاد مرة أخرى للظهور في عام 2018، من خلال هذه الجماعات، لأن الضخ المادي لهم لم يعد موجودًا، إذ أنه في السابق كانت الإمكانيات المادية التي توزع على التنظيمات الإرهابية المسلحة مفتوحة بشكل غير طبيعي، ولم يكن في الإمكان التحكم أو السيطرة فيه، لافتًا إلى أن المتحدث العسكري في البيان رقم 26 أشار إلى “فتحة نفق واحدة بأسلاك إنترنت بمواد رفع بسيطة”، عكس ما كان موجود في السابق من أنفاق مجهزة تجهيز هندسي عسكري، مما يعني أن ضعف ضخ الأموال لهذه التنظيمات أصابها بالشلل، فكان الحل الوحيد أمامهم هو زراعة البانجو ثم محاولة إدخاله للسوق مرة أخرى، نظرًا لرخص سعره.
أشار “صابر” إلى أن استعانتهم بمخدر البانجو بالتحديد، جاءت لأن كافة المخدرات الكيميائية المخلّقة مثل الترامادول والكبتاجون وغيرهم ارتفع سعرها بدرجة جنونية، فمثلا مخدر الترامادول كان سعره 20 جنيهًا في البداية لكنه أصبح الآن 400 جنيه، مما يعطي مؤشرًا بأن سعره الرخيص وقتها كان نظرًا لتوافره بكثرة في السوق، وبعد الضربات المتتالية لإدارة مكافحة المخدرات ارتفع سعره بشكل رهيب.
تابع أن هذه التنظيمات لا تجد أموالا لمنحها للمقاتلين، لذلك لجأوا لهذا المخدر، قائلاً: “دي ضربة مزدوجة أنا هبيع بانجو اخترق بيه العمق لأنه سعره رخص وفي نفس الوقت الفلوس دي هتروح لدعم المقاتلين في التسليح.. فهو كده ضرب العمقودخل مخدر وفي نفس الوقت استفاد ماديًا”.
في نفس السياق، أكد أن هناك أنواعًا أخرى موجودة الآن مثل مخدر الاكستاسي المهلك لخلايا المخ، والترامادول، ومخدر الكبتاجون الأكثر انتشارًا بين مناطق نفوذ تنظيم داعش في العراق وسوريا، لأنه يجعل الشخص الذي يتعاطاه لديه القدرة على الاستيقاظ لمدة 3 أيام متتالية بدون نوم على الإطلاق، بالإضافة إلى إحساسه بـ”بلادة” غير طبيعية وشراسه في ردود الأفعال.
أوضح أن هذا الأمر يفسر لماذا نرى في الفيديوهات التي بثتها التنظيمات الإرهابية من خارج مصر إجرائهم لعمليات الذبح بهدوء شديد “وبيخلي العملية بالنسبة له عادية جدًا كأنه بيدبح فرخة أو حيوان”، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن هذا المخدر تحديدًا حاولوا بكل السبل أن يغزوا به العمق المصري، لكنهم فشلوا في ذلك، لذلك بدأوا في غزو السوق بالترامادول.