طارق الشناوي
نقلا عن المصري اليوم
نعم عشت زمنا كنا ندرس فى حصة اللغة العربية قصيدة حافظ إبراهيم التى غنتها أم كلثوم (مصر تتحدث عن نفسها)، والتى تقول فى أحد أبياتها (أنا إن قدر الإله مماتى/ لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى)، ولا أدرى هل تغير المنهج الدراسى أم لا، ولكن ما أنا موقن منه أن الشارع من خلال متابعتى لـ(السوشيال ميديا) أصبح يعيش فى عالم (كيكى) مثل كليب محمد رمضان (أنا الملك)، وسميرة سعيد (سوبر مان).
رمضان يحرص بين الحين والآخر أن يُخرج لسانه لمنافسيه، نجحوا فى إثارته ليتباهى على الملأ بأسوأ صفة فى الإنسان.. الغرور.
أى نجم سوف يتابع الفيديو سيشعر أنه المقصود وأن البون شاسع جدا بينه وبين الملك، أقصد الذى نصب من نفسه على الرعية ملكا، بينما هم مجموعة من القطط، وهكذا يقول فى البداية (الزم مكانك ما اسمعش صوتك يا بروطة)، قبل أشهر قليلة قدم رمضان فيديو (نمبر وان) وبعد الهجوم الضارى الذى تعرض له، لم يتوان عن الإمعان فى الغرور، وقدم الفيديو الجديد بعربتيه الفارهتين والفيلا وحمام السباحة محاطا بأسد وشبل ونمر، وعدد من الجميلات فى حمام السباحة معلنا التحدى (همّ فين اللى قالوا مش ح يوصل)، ويواصل (خليك مكانك ما اسمعش صوتك التاج على راسى).
سيدفع قطعا رمضان الثمن فى أول معاركه القادمة، المفروض أنها ستبدأ فى غضون أيام مع عرض فيلمه (الديزل)، عليه ليس فقط الحصول على المركز الأول، ولكن الملك حتى يحتفظ باللقب يجب أن يحقق قفزات رقمية لم يأت بها أحد من قبل، بينما على أرض الواقع كلنا تابعنا تراجعه عن القمة الرقمية التى تحققت له سينمائيا قبل 6 سنوات بـ(عبده موتة) ثم تأكدت بعدها قبل عامين فى مسلسل (الأسطورة)، هذا العام لم يستطع (نسر الصعيد) تحقيق نفس المكانة.
نرشح لك : هند صبري ترشح هذه الرواية لمتابعيها
على الجانب الآخر سينمائيا ستجد أن إيرادات أحمد السقا (هروب اضطرارى) وأحمد عز (الخلية) وأمير كرارة (حرب كرموز) تجاوزت الـ50 مليون، وحتى يُصبح رمضان جديرا بلقب الملك عليه أن يصل لـ100 مليون، وهذا هو قطعا المستحيل. رمضان يمتزج بداخله إحساسه بالظلم بجنون العظمة، أغلب نجومنا واجهوا نفس المشكلة، إلا أنها لم تُصبح عُقدة، تستطيع أن ترى العقدة الأكبر عادل إمام لأن عادل رفضه أكثر من مرة أولها قبل 10 سنوات فى (حسن ومرقص) برغم أن عمر الشريف توسط له، والدور ذهب إلى محمد إمام، حاول فى دور أصغر فى نفس الفيلم ولكن عادل أسنده إلى إدوارد، توسط ليؤدى دور ضيف شرف فى أى مسلسل لعادل إمام، إلا أن طلبه رفض، وربما هذا يفسر لك لماذا أطلق على مسرحه بالهرم (الأسطورة الزعيم سابقا)!!.
لا يملك رمضان ثقافة الاعتذار عن الخطأ ولكنه كثيرا ما يُمعن فى تكراره، عندما رفضت الفضائيات عرض مشهد فج له مع وفاء عامر فى غرفة النوم فى (نسر الصعيد)، قرر أن يضعه كنوع من التحدى على صفحته، وعندما انتقدوا صوره مع عربتين فارهتين، صور نفسه وخلفه أسطول من العربات. سألونى هل توجد مؤامرة من البعض لاغتيال رمضان فنيا؟ إجابتى هى نعم، ولكنهم لم يمسكوا السكين، كانوا موقنين أنه سوف يتولى تنفيذ مراسم الذبح.
سألونى عن موهبته؟ قلت ولا أزال إنه ممثل موهوب وأيضا لديه (كاريزما) النجم، إلا أنه فى كل مرة يدمر جزءا من هذه المنحة الإلهية يحيلها إلى محنة، سألونى عن موقف الوسط الفنى وشركات الإنتاج؟ قلت سيواصلون الرهان عليه طالما يحقق لهم مكاسب، عندما تتراجع الأرقام سوف يتركونه يلقى مصيره وحيدا فى بحر الظلمات.
وتبقى سميرة سعيد فى (سوبر مان) مصيبة أن تستمر امرأة فى علاقة زوجية مع رجل دمه ثقيل وبخيل وأنانى وحشاش وخمورجى وكرشه أمامه شبرين، ولكن عندما يصل الأمر للندالة وظلالها، اسمحى لى لو استدعيت شرطة الآداب لإلقاء القبض على الزوجين!!.