“مصري.. يعنى فراعنة “.. حين تُذكر مصر بين دول العالم، فمن البديهى أن تتبادر إلى الأذهان الأهرامات، أبو الهول، وآثار أجدادنا الفراعنة. ومن المعتاد أيضًا أن تلحظ الدهشة والانبهار في أعين الأجانب بمجرد الحديث عن حضارة مصر القديمة أو ذكر كلمة أهرامات فقط؛ حديث يملؤه الفخر، ونهايته إحساس بالمرارة “آه.. لو تعلم حال آثار أجدادنا”.
حين ترك أجدادنا اثارهم فى كل بقعة من أرض مصر، كان الهدف أن تبقى شاهدة على كل منطقة عمروها بعلومهم وفنونهم، التى لم ينجح الزمان أو حتى التقدم العلمي فى فك شفرات كثير منها، ولكن بمرور الوقت أصبحت تلك الأثار جزءً من العمران أو طبيعة المكان، ومع الإهمال انطفىء بريقها فى أعيننا نحن المصريون.
حين خطوت أول خطوة داخل المتحف المصري الكبير، لتغطية العمل المتواصل والدؤوب داخل هذا المشروع الكبير الذى يكبر يوما بعد يوم، شعرت برهبة المكان، وكأن أجدادنا الفراعنة عادوا ليستوطنوه من جديد، أخذت أتحدث مع العاملين بالمشروع و المشرف عليه، ليس فقط عن سير الانشاءات بل عن المتحف وتفاصيله ومراحله المختلفة ومحتوياته، والأهم شكلة النهائي.
مساحة تقدر بـ117 فدانا تقريبًا، صممت لتكون أعظم وأكبر متحف فى العالم وفى التاريخ أيضًا، يليق بآثار أقدم حضارات العالم.
“مرحبا.. أنت فى ضيافة الفراعنة وملوك مصر العظماء” قريبًا ستكون تحية كل زائر يدخل أرض الفراعنة، عبر البوابة المثلثة العملاقة للمتحف المصري الكبير، تحية يلقيها الملك رمسيس الثاني من البهو الرئيسي، ومن خلفة 68 ملكا من ملوك مصر القديمة الذين اصطفوا فى بهو المتحف لتحية زائريه، مشهد أسطورى يبدأ مع واجهة المتحف الكبير التى ترتفع بارتفاع الهرم الأكبر بإضاءت مبهرة ليلا لتحيته.
افتتاح كامل للمتحف المصري الكبير سيحظى به عام 2020 وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي، بدلا من الافتتاح الجزئي مطلع العام المقبل، رؤية توقفت عندها، رؤية قائد حكيم يرى فى هذا المتحف حدثا عالميا وليس مصريا فقط، يستحق أن يقدم للعالم فى أروع وأكمل وأبهى صورة، وليس عبر افتتاحات جزئية، فمصر منذ أولى عصورها ومنذ فجر التاريخ قلب العالم.
يتزامن افتتاح المتحف الكبير فى 2020 مع تطوير منطقة هضبة الأهرامات بالكامل وافتتاح المتحف القومي للحضارة، والقاهرة القديمة بعد تطويرها ومدينة العلمين الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة، رؤية بصرية متكاملة لمصر تتغير ملاحها تعيد للأجداد مكانتهم ورونقهم، فيضفون على مصر سحرا وبريقا.
فمن ليس له ماضٍ ليس له حاضر أو مستقبل، فما بال من كان ماضيه وأجداده هم بناه الحضارة وأصحاب أولى صفحات التاريخ.