محمد حسن الصيفي
أصبح خبر الكشف عن إصابة إليسا بالسرطان وشفاءها منه هو حديث الجميع على مواقع التواصل خلال اليومين السابقين.
كانت إليسا قد قامت بطرح أحدث ألبوماتها “إلى كُل اللي بيحبوني” في السادس والعشرين من الشهر الماضي، الألبوم كالعادة أحدث صدى كبيرًا لدى الجمهور خاصة أغنية الألبوم.
الألبوم شهد مختلف الآراء ما بين معجب ومنتقد ومختلف، وكذلك أغنية “إلى كل اللي بيحبوني” فبينما أُعجب بها البعض، انتقدها البعض الآخر على اعتبار إنها أغنية نرجسية وتدليل زائد.
نرشح لك : شاهد: أول تعليق لـ إليسا عقب إعلان إصابتها بالسرطان
وبعد أكثر من عشرة أيام، فجرت إليسا الخبر المدوي بإعلانها الإصابة بسرطان الثدي خلال الفترة السابقة وشفاءها منه، ومن ثم ظهور الكليب الجديد للأغنية الذي يكشف أزمتها للجمهور وللمتابعين، فتحولت الدفة وتغير كل شئ وظهرت موجة دعم ومساندة كبيرة لها من الجمهور ونجوم الفن، وكذلك اعتذارات من البعض الذي أعلن عن خطأه وتسرعه في الحكم عليها.
بينما ظهر على الجانب الآخر رأي يُشير بخبث إلى تعمد إليسا إعلان الخبر في هذا الوقت بالتحديد لجذب الانتباه وسحب البساط والأضواء نحو الألبوم ومنحه مزيد من المتابعة والنجاح، وإلا فلماذا لم تعلن إليسا هذا الخبر من فترة طويلة ؟ لماذا هذا التوقيت تحديدًا هو الذي طرحت فيه الكليب وأعلنت عن تفاصيل إصابتها بالمرض بعد أسبوعين من صدور الألبوم؟!
الحق أنه من الصعب التسليم بأن فنانة مثل إليسا تفكر بهذه الطريقة، وأنه من المستحيل أن تستغل إليسا هذه التفاصيل القاسية وهذا المرض البشع لكي تزيد من شعبيتها وزيادة غلة المشاهدات وتحريك التريند والرأي العام، فإذا نظرنا بديهيًا إلى وضع إليسا على الساحة وتاريخها الفني فهي أحد أهم الأصوات خلال ال 15 عامًا الأخيرة، أضف إلى ذلك أنها أحد أهم الأسماء من حيث النجاح على مواقع التواصل بأكثر من ثلاثة عشر مليون متابع على تويتر، وأكثر من عشرين مليون متابع على صفحتها الرسمية على فيسبوك وأكثر من 9 ملايين متابع على إنستجرام، وفي اليوتيوب اقتربت بعض أغنياتها من 100 مليون مشاهدة!
لذلك فوجهة النظر تلك غير واقعية، لكن يبدو أن إليسا تحملت ضغوط كبيرة في الفترات السابقة، ووجدت أنها فرصة مناسبة لتوضيح الأمر خاصة أنها الآن في انفراجه بعد الانتهاء من الألبوم وطرحه على الجمهور، وبالتالي توضيح كل شئ وإزاحة تلك الضغوط مرة واحدة عن طريق كليب نجحت فيه ببراعة أن توجه كل الرسائل المطلوبة من خلاله.
الألبوم حاز على ملايين المشاهدات منذ طرحه من أسبوعين على موقع يوتيوب بمتوسط مليون أو مليون ونصف مشاهد للأغنية، لكن لا أحد يُنكر أن الأمر تغير كثيرًا بعد إعلان إليسا عن مرضها الصعب.
فمن يشاهد النسخة الأولى من الأغنية “إلى كل اللي بيحبوني” كأغنية عادية معروضة بالكلمات قبل أسبوعين وحصدت مليون و 900 ألف مشاهدة.
غير الذي يشاهد “إلى كل اللي بيحبوني” التي تم تصويرها بطريقة الفيديو كليب وبوصف تفصيلي لكل ما حدث والتي تم طرحها أمس ووصلت إلى أربعة ملايين ونصف مشاهد خلال 24 ساعة.
الأمر من الناحية الإعلامية يُشبه “الكريزة” التي تُزين “التورتة”، فالمرض لن يخلق إليسا فنيَا من العدم، ولن يزيدها نجاحًا كما أنه بلا شك لن يقلل جماهيريتها العريضة ولن يعرقل مسيرة الألبوم كألبوم عادي يحمل السلبيات والإيجابيات والنقد، لكنه تتويج لهذا النجاح وتلك المسيرة، ولفتة ذكيّة نحو إليسا “الشخص” الذي يملك الإرادة والمقومات والعقلية التي تستطيع التغلب على المشكلات بالصبر والعمل المتواصل حتى تحقق النجاح المطلوب