حلا شيحة ليست أول فنانة تعود للفن بعد سنوات من الاعتزال، ولا الأولى التي خلعت الحجاب، لكنها الوحيدة التي تسببت في ثورة بين الجماعات الإسلامية، باختلاف انتماءاتهم، إخوان وسلفيين، بل وتكفيريين!
نرشح لك– تفاصيل ثورة السلفيين على حلا شيحة
بعد الظهور الأول لصورة حلا شيحة دون حجاب، في عيادة طبيب الأسنان محمد عماد، التي كانت قد التقطت عنده صورة سابقة بحجاب عصري دون نقاب منذ عدة أسابيع، مع شقيقتها الفنانة هنا شيحة، كخطوة أولى للتخلي عن الحجاب تمامًا، ظهرت العديد من الفيديوهات لبعض الدعاة المعروفين، أبرزهم فيديو بكاء محمد الصاوي، مستشار حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح السابق للرئاسة، وصديق زوجها الكندي يوسف هرسن، وبعدها الداعية الشهير حازم شومان الذي وجه لها رسالة استعطاف تضمنت على جملة تثير التساؤل وهي: “متشمتيش فينا الأشرار” من هم الأشرار؟ و”هيشمتوا ليه؟!”، وبعده كان الداعية الإسلامي خالد الحداد، هو أيضًا نشر فيديو على صفحته يخاطب “حلا” بالحسنى، مؤكدًا لها أنها ستعود، موضحًا أه تحدث مع “الصاوي” ليطمئن على زوجها وعلم أنه في حالة نفسية سيئة جدًا.
ياحلا انت هترجعى …
Posted by خالد الحداد on Wednesday, August 8, 2018
هذه الفيديوهات، كانت تغرد منفردة، مرت بسلام، لم يعلق عليها أحد من جموع المنتمين لجماعات إسلامية، فلم يكن لها تأثيرًا كبيرًا لا على حلا شيحة ولا على الأوساط الإسلامية، التي اشتعل فتيل الحرب بينهم بمجرد ظهور “بوست” المدعوة أميرة عزت، التي تعرف نفسها بأنها داعية إسلامية، وعرفها منتقدوها من أبناء الفكر السلفي والإخواني بأنها “تكفيرية”، تميل إلى أفكار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذلك قد ظهر على حسابها على “فيس بوك”، بهجومها على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسبب تسليمه “إيمان كنجو” إلى النمسا، السيدة الفلسطينية التي حاولت التسلل لمناطق داعش في سوريا والعراق، ووصفتها بـ”أمنا الكريمة”.
أميرة عزت التي اتخذت نهج التكفيرين في منشورها لحلا، تحدثت بغلظة شديدة عن الأخيرة، ونبشت في نواياها، واتهمتها بأنها لم تكن صادقة، فهي لم توافقها على تكفير “الطواغيت” تلك الكلمة التي يستخدمها الإرهابيون عادة لوصف أعدائهم سواء كانوا غير مسلمين، أو مسلمين مشككين في ملتهم، أو جيش وشرطة، بل وللحكام، بل وهاجمت من تحدثوا معها بمحبة ورفق مثل خديجة خيرت الشاطر! ولم يوافقها في أسلوبها إلا قلة ممن تتلمذوا على يدها، أو من ينتمون لنفس الفكر مثل ولاء رفاعي سرور، ابنة رفاعي سرور، الذي يلقبه البعض بـ”مفكر تنظيم الجهاد”، وآخرون بـ”شيخ المجموعات الجهادية المصرية”، وشقيقة عمر رفاعي سرور، الذي ذكر اسمه عبد الرحيم المسماري، الإرهابى الأجنبي الوحيد الناجي من حادث الواحات، في حواره مع الإعلامي عماد أديب، وقال إن بعض العناصر الإرهابية في تنظيمه كانت تفكر في الانشقاق عنهم والذهاب مع “داعش” لكن فتاوى الابن الأكبر لرفاعي سرور، هي من ثبتتهم، والجدير بالإشارة هنا إلى أن “عمر” هو شريك هشام عشماوي في تأسيس تنظيم “المرابطون” في ليبيا والموالي لتنظيم القاعدة.
منذ تلك اللحظة بدأت الحرب! فقبل ذلك كانت الثورة على حلا تترنح من الجماعات الإسلامية ما بين متشدد ومهاجم ومكفر، ومستعطف ومطالب بالاستتابة والدعاء، ولكن بعد انتشار “بوست” أميرة عزت، واستخدامه من معارضي تلك الجماعات كحجة عليهم، وعلى تشددهم وتطرف أفكارهم، بدأت مرحلة “كشف المستور”، والتبرأ من “عزت” وأفكارها، فالبعض كشف أنها ابنة محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، وذلك لم يتبين صدقه من كذبه، ولكن المؤكد والمفاجأة هو أنها طليقة الشيخ محمود المصري! الذي قال أحد من هاجموها من تلامذته وتلامذة “الحويني”، أنه طلقها بسبب “فساد معتقدها، وسوء مسلكها، وخوضها فيما هو أكبر منها، ويشهد على هذا جمعٌ كبيرٌ منهم، خاصة وأنها تُسقط جمعًا كبيرًا من أهل العلم الذين أجمعت الأمة على إمامتهم وديانتهم كابن بازٍ، والعثيمين، والألباني، وغيرهم رحمة الله عليهم أجمعين”، ونفسه “خالد المصري” الذي أوضح ذلك، كتب مبررًا لحلا انتكاستها على حد تعبيره، بأنها بسبب مثل أولئك الملتفين حولها.
في موضوع حلا شيحة خرجت إحداهنَّ من مدعيات العلم، ولها طالبات ومتابعات بالمئات، أو قل بالآلاف تُدرسهُنَّ العلوم الشرعية،…
Posted by خالد المصري on Thursday, August 9, 2018
من أعظم أسباب انتكاسة حلا شيحة -فيما أرى- أن من أحاطوا بها ممن ينتسبون إلى العلم والتدين؛ إما نساء تكفيريات يرون كفر…
Posted by خالد المصري on Thursday, August 9, 2018
الحرب على “عزت” شنت أيضًا من قبل وجوه دعوية معروفة على “السوشيال ميديا” منها أحمد الباز، وصفحة “قطوف من الـask”، الأكثر شهرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط من السلفيين، بل من الوسطيين، وحتى غير المتدينين، كونها وجهة “فقهية” يلجأون لها للرد على فتواهم، حيث خصص “أدمن” الصفحة منشورًا سرد في تعليقاته ردود أهل العلم، عليها واصفًا منشورها بـ”البلاء”.
أميرة عزت قررت الانسحاب دون رد على كل ذلك، أغلقت حسابها الشخصي على “فيس بوك”، ولكنها تركت مدافعين عنها أكثرهم من الفتيات اللاتي تتلمذن على يدها، أو ممن هم على نهجها، ممن وجدن في دفاع ولاء رفاعي سرور عن “عزت” نجدتهم، وبدلًا من الكتابة نشره بعضهن على صفحاتهن، والبعض بدأ في الدفاع بأسلوبه، وكلهن بالبحث في صفحاتهم، من أصحاب مبدأ “تكفير من ليس على ديننا”، حتى إن أحد المعلقين على “بوست” ابنة رفاعي سرور، كتب: “من بدل دينه فاقتلوه، هتطلع تقول كنت عايشة واتكتفت في النقاب”، أي أن ظهير التكفيرين يرى بأنها بخلع حجابها قد ارتدت!
تلك الحرب الدائرة “رايح جاي” على حسابات المنتمين للجماعات الإسلامية، لم تنتهي لليوم، فما زالت دائرة، ولكن الأغرب هو استعانتهم بـ”الشير” لـ”بوستات” ليست من المنتمين لأفكارهم، بل وممن يسمونهم “متبرجين” ما دامت تخدم أفكارهم، حيث ظهر على صفحاتهم منشور لسيدة غير محجبة تسمى نهى إمام، تخاطب حلا بالعودة عن قرارها، لترجع إلى حياتها وما دافعت عنه طيلة 12 عامًا عاشتها ملتزمة بعيدًا عن “اللي جابوا رجلها”، و”خلوا الروس اتساوت”، مؤكدة على فشلها في أن تفعل مثلها وتأخذ تلك الخطوة! والجدير بالذكر هنا أن ممن نشروا ذلك “البوست” إحدى المتفقات مع “بوستات” التكفيريات، وهي من أنصار حازم أبو إسماعيل حسبما تشير صورة “البروفايل” الخاص بها.
السلام عليكم يا حلا انا بكتب البوست ده واتمنى يوصلك انا اسمى نهى امام متبرجه زى مانتى شايفه الدنيا لهيانى وشيطانى…
Posted by Noha Emam on Thursday, August 9, 2018
وفي كل ذلك، حلا ظلت ملتزمة الصمت، ولم ترد على حقيقة علاقتها بأميرة عزت وولاء سرور وخديجة الشاطر، ما يضعها في خانة شك واشتباه من الكثيرين، الذين حللوا علاقتها بهن بأنها كانت إما أحد أذرع الإخوان، والدليل على ذلك أن زوجها يدير مركز الدعوة في كندا وهو تابع للجماعة المحظورة، إما أنها كانت وسط التكفيريين، والرد الوحيد على كل ذلك كان من والدها الفنان التشكيلي أحمد شيحة، الذي أكد أن لا علاقة لابنته بابنة “الشاطر” أو أيًا ممن ادعين عكس ذلك، مبررًا ادعائاتهن بأنها لـ”تدمير الظهير المصري الذي يحب ابنتي، ويلفقون لها تهمة هي بريئة منها كاملة، فحلا مصرية ابنة مصري حتى النخاع”، إلا أن خرجت أخيرًا في مداخلة هاتفية مع الإعلامي وائل الإبراشي، في حلقة مساء اليوم السبت، من برنامج “العاشرة مساءً” المذاع على فضائية “دريم” لتنفي علاقتها بخديجة خيرت الشاطر، حيث قالت إنها لم تقابلها سوى أثناء توصيل أبنائهما للمدرسة، أما أميرة عزت فلم تراها في حياتها سوى مرتين فقط، ولم يكونا صديقتان كما زعمت الأخيرة، أما عن محمد الصاوي، فقد كذب زوجها لها بعض ما قاله، لافتة إلى أن علاقتها بزوجها جيدة، ويتحدثان سويًا يوميًا، وعن سبب تواجدها في مصر قالت إنه من أجل مدارس بناتها، ولكنها تسافر لزوجها في كندا.