إذا كان القبح قد فرض نفسه علينا بقوة فى كل تفاصيل حياتنا.. هل لم يعد لدينا الرغبة لمحوه؟ هل باتت قوى القبح أكبر من طاقات الإبداع و الفن؟!
قطعا الإجابة لا، ولكنها الإرادة لمحوه وإزالته من كل مكان فرض نفسه عليه، هو ما ينقصنا حقًا، كيف لشعب تعلم الفنون بكل أشكالها أن ينتهي به الحال هكذا، كيف لأحفاد الفراعنة الذين روت جدران المعابد قصصهم، أن تصبح عاصمتهم بهذا الكم من القبح والعشوائية، أوليس الإبداع والفن عنوانًا للشعوب!
نرشح لك: مفاجأة في قضية سرقة قرنية مريض بالقصر العيني
“معا لنرتقى” مبادرة شارك فيها نحو 100 من الشباب من طلبة وخريجي كليات الفنون، هدفها الرئيسي هو الحفاظ على الذوق العام ومشاركة أفراد المجتمع في تجميل شوارع القاهرة، شباب التقيتهم، فحدثوني عن جداريتهم التى انتهوا من تزيينها في منطقة الوايلي، أكبر جدارية بالعاصمة، يبلغ طولها 265 مترًا وبارتفاع نحو 7 أمتار.
ألوان زاهية وصارخة ترسم المرأة المصرية وتحتفي بها على جدارية هي الأكبر، ولكنها لن تكون الأخيرة بالعاصمة، ليست نشوة المشاركة فيها وحدها ما أسعد الفنانين الشباب ولكن فرحة سكان المنطقة والمارة هي ما يؤكد أن الفن والجمال قادران على رسم البهجة وإضافة روح لشوارع مصر ومن ثَمَّ حياتنا.
صراع بين القبح والجمال ظل مؤشرًا على عمق التحولات التى شهدها المجتمع المصري، صراع هو محسوم لصالح الجمال، هكذا تقرأ الإجابة بمجرد النظر إلى وجوه هؤلاء الشباب المبدعين، فطاقة الفن لديهم تكفي لتزيين كل جدران القاهرة، ونظرة النجاح والفخر بأعمالهم كفيلة بتحفيز حتى من لم يرسم يومًا للمشاركة، وتحويل كل حائط شوهته يد العشوائية إلى لوحة فنية.
ألوان من الفنون تقطن وجدان فنانين شباب، فقط تحتاج لمن يخرجها ويجعلها تضفي رقيًا لحياتنا، لماذا لا تستغل مشروعات التخرج لكليات الفنون لتزين شوارع كافة محافظات مصر، لماذا تظل حبيسة المخازن وتترك لهيئة التجميل والنظافة بالمحافظات وحدها عبء لن تقوى على القيام به، وهو إضافة روح لكل شارع وميدان، وهو ما لن تفعله سوى طاقات الشباب وفنهم.
نحتاج لفكر راقي وواعي يستغل تلك المواهب والطاقات لترتقي شوارع مصر ونرتقى معها.. “يا اللى بدعتوا الفنون وفى ايدكوا أسرارها “.. انشروا فلسفة الجمال في شوارع مصر حتى نرتقي.