بعد الاهتمام غير العادي الذي لاقته صورة الزميلة “لمياء حمدين” مراسلة أون تي في والتي حملت فيها طفلها أثناء تصويرها لتقرير تلفزيوني بالشارع، انتقل سكان مواقع التواصل الاجتماعي للاهتمام بصورة للزميلة “آلاء نبيل” مراسلة CBC Extra اثناء تغطيتها لاجتماع رؤساء الأركان العرب حين وقفت “بركبتها” على أحد صناديق معدات الإضاءة لتظهر في الكادر في طول مقارب لزميلها الذي شاركها في التغطية، “حاتم قناوي” !!
وتبع هذا الاهتمام، المبالغ فيه، اهتماماً مماثلاً بصورة ثالثة انتشرت للزميلة “سارة فؤاد” مراسلة CBC Extra هي الأخرى، أثناء وقوفها على “دلو” بلاستيكي اثناء قيامها برصد الحركة المرورية من أعلى احد الكباري نهاراً !!
إهتمام دفع الكثير من أصحاب الصفحات لإعادة نشر الصور مع التعليق اللذيذ إياه “هههههههه أو هي هي هي هي أو هع هع هع ” …. إهتمام دفع مواقع “إخبارية” لنشر الصور من جديد للتأكيد على احترام المرأة العاملة والجهد الذي تبذله المراسلات لإخراج الصورة في أحسن شكل ممكن !!! … واهتمام دفعني شخصياً لكتابة تلك السطور بعد متابعة لكثير مما كتبه الجميع….. ما هذا العبث ؟؟
نشرت هنا قبل أيام رأيي الخاص في موقف الزميلة لمياء حمدين الذي لم يكن في صالحها من الناحية المهنية فقط، والذي مازلت أتمسك به، لكنني هنا أجدني مدفوعاً للاندهش من التعليق على صور الزميلتين آلاء و سارة بهذا القدر من الاستخفاف والسخرية، فما هو الداعي أساساً لنشر الصور ؟؟ أهو السخرية فقط من قِصر قامتهن؟؟؟ …. يا اخي اتق الله .. يا أخي احترم نفسك … يا أخي مش كدة !!
أتعامل مع كيبوردي هنا في إعلام دوت أورج بما أتصور أنه “المهنية”… ولهذا فأنا أعتقد أن كلا من الزميلتين آلاء نبيل وسارة فؤاد لم تفعلن ما هو منافٍ لتلك المهنية… طلب منهن المصور أن يقفن على شئ مرتفع قليلا لتبدو الصورة النهائية اكثر تناسقاً في حالة آلاء أو أكثر شمولية في حالة سارة … فما العيب في ذلك طالما ان هذا ما يقتضيه إحترامهن للمشاهد وعينه ؟؟
أي مصور مبتدئ يعلم أن التكوين هو أهم أساسيات الكادر، وأن طول حاتم قناوي لا يتناسب مع طول آلاء نبيل (الذي لا يقع عند عاقل موقع سخرية) فكان ان وقفت بهذا الشكل الموجود في الصورة، وهي الوقفة التي يجب أن ننبه أن جمهور المحطة لم يعرف بها ، لكنها كانت ضرورية لكي يكون تكوين المشهد متناسباً ولكي لا تنزعج أعين المشاهدين.
كما أن أي مصور مبتدئ، لابد له من فهم طبيعة الخدمة التي يقوم بتصويرها، فإن كان يجب عليه نقل الحالة المرورية، فيجب عليه ببساطة ان يختار “زاوية” متسعة إلى حد كبير وارتفاع محدد للكاميرا، ليظهر بهما الطريق ، خاصة وإن كان لزاماً عليه أن يُظهر المراسل في الكارد.. وبهذه البساطة كانت صورة “سارة” ولهذه الأسباب سخر الكثيرين من المراسلة القصيرة ومراسلة الجردل!!!.
أنا هنا اتحدث عن مراسلات زاملتهن لشهور وربما سنوات، ولهذا فإن شهادتي ستكون مجروحة إن خرجت عن طور المهنية … ومن هذا المنظور فإن كلا من آلاء وسارة… براءة.
أما بالنسبة اللذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من خلق الله، أليس هناك ما هو أجدى بالسخرية من طريقة عمل مراسلة تلفزيونية ؟؟ …أليس من الأفضل أن تصوب سموم لسانك وعقلك المريض تجاه الأمور التي تفهم فيها؟ … ألم تتساءل سيادتك باعتبارك محاسب أو موظف خدمة عملاء أو أي وظيفة غير إعلامية عن الأهداف الخفية التي تدفع أمثال هؤلاء البنات للوقوف في مثل تلك المواقف التي تجعلهن عرضة للسان حضرتك وسخافتك وجهلك؟؟؟ …. ألم يكن من الأجدى أن تصمت وتتابعهن من على الشاشات وتحاول الاستفادة من المعلومات والخدمات التي يقدمنها إليك وأنت جالس في منزلك ؟
ومن جديد، المراسل التلفزيوني مهنة صعبة فعلاً، مليئة بالتفاصيل والجهد وساعات البهدلة وأحياناً “قلة القيمة”.. ولهذا فأنا أدعو زميلاتي وزملائي من المراسلات والمراسلين إلى نسيان مثل تلك التوافه والتركيز في عملهم المرهق والذي يؤدونه لخدمة المشاهد…. كما أدعو زملائي من العاملين بقطاع الإعلام للتعامل مع تلك التوافه من الأمور وكأنها لم تكن … فنحن باهتمامنا بكلمات الجهلة إنما نزيدهم شهرة وفخراً لا أساس له.
يا اخي اتق الله .. يا أخي احترم نفسك … يا أخي مش كدة !!