هالة أبو شامة
صفاء الطوخي، على الرغم من أنها لم تحظ أبدًا بدور البطولة المُطلقة، إلا أنها تترك دائمًا بصمة مميزة للدور الذي تلعبه في السينما أو الدراما، من خلال تركيبة فريدة من الموهبة والبراعة والصدق في الأداء.
في عيد ميلاد الفنانة صفاء الطوخي، الذي تحل اليوم 22 أغسطس، يستعرض “إعلام دوت أورج” أبرز مراحل مشوارها الفني:
نتاجٌ أدبي
وُلدت “الطوخي” يوم 22 أغسطس عام 1964 في مدينة القاهرة، ونشأت في وسط مناخ فني ثقافي، فهي ابنة الكاتبة فتحية العسال والروائي عبدالله الطوخي، ولذلك فإنها صاحبة موهبة فنية بالوراثة، بجانب اكتسابها العديد من الخبرات الفنية منذ نعومة أظافرها.
قالت صفاء الطوخي، خلال لقائها في برنامج “كلام تاني” مع الإعلامية رشا نبيل على شاشة “دريم”، إنها كانت تسمع دائما موسيقى كلاسيك في كل أركان المنزل، الذي كان لا يخلو أبدًا من القراءات القصصية لكبار الكُتاب حينها، حيث كان تربطهم بوالديها علاقة صداقة قوية، لافتة إلى أنها كانت دائمًا ما تذهب للسينما والمسرح وإلى حفلات دار الأوبرا.
كاتبة بالفطرة
درست الفلسفة في كلية الآداب، بالإضافة إلى تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، عملت ككاتبة في بداية مشوارها الفني، إلا أنها لم تستمر كثيرًا، فقد اتجهت بعد ذلك للتمثيل في السينما والتلفزيون والمسرح.
أشارت “الطوخي” خلال لقائها في برنامج “السفيرة عزيزة” مع الإعلامية سناء منصور، إلى أنها لم تكن تعلم بأن اتجاهها للكتابة، كان بسبب موهبة فطرية، أم بسبب المناخ العام الذي نشأت فيه، لأن لغة التواصل بين أفراد أسرتها، كانت الورقة والقلم، وذلك من خلال كتابة الرسائل في كل المواقف الحياتية بينهم.
أمومة فنية مبكرة
شاركت في مسرحيات قليلة، منهم مسرحية “الأيام المخمورة”، التي تم عرضها عام 1999، لكنها في مقابل لها تاريخ طويل في السينما والدراما، من خلال الشخصيات التي جسدتها بكل براعة وتميز، وذلك بشهادة الجمهور، الذي ينبهر بأدائها ويتذكره جيدًا حتى بعد مرور فترة على مشاهدتهم لهذه الشخصية، على الرغم من مُشاركتها الدائمة في الأدوار المُساعدة.
ظهرت في العديد من الأعمال السينمائية مثل فيلم “الزمن الصعب، أرض الخوف، حكايات الغريب، المُهاجر، جاءنا البيان التالي، بوشكاش، اختفاء جعفر المصري، بخيت وعديلة” وغيرها من الأفلام، لكن تميزها الحقيقي الذي ترك بصمة قوية كان من خلال الأعمال الدرامية.
تنوعت أدوارها بشكل كبيرة، فهي لم تتقمص أدوار الشر أو الخير دائما، كما أنها لم تهتم بسن الشخصية التي تُجسدها، بجانب أن كل اختياراتها للأدوار تميزت بأنها خالية تمامًا من أي مشاهد قد يعتبرها البعض “مُبتذلة”.
أكدت “الطوخي” خلال لقائها مع “نبيل” على أن لديها تحفُظات على بعض الأدوار التي تُعرض عليها، لأنها تتذكر دائمًا دورها في الحياة كـ “أم”، بالإضافة إلى احترامها لعادات وأفكار مجتمعها الشرقي، لافتة إلى أنها لم تضطر إلى أن تقبل بأي دور قد يرفضه المجتمع في فترة انتشارها، لأنها دخلت التمثيل منذ أن كانت طالبة في المعهد من خلال دور “الأم”.
نجومية الأدوار المساعدة
قدمت “الطوخي” العديد من الأعمال الدرامية مثل مسلسل ليالي الحلمية، فوق مستوى الشبهات، محمود المصري، قضية رأي عام، ابن موت، بالشمع الأحمر، طوق نجاة، قانون المراغي، ريش نعام، يأتي النهار، لحظات حرجة، حارة اليهود، الداعية، وقد كان لها عدة بصمات فنية حققت منها نجومية من خلال الأدوار التالية:
صاحبة “القهوة البلدي”
من أبرز أدوار “الطوخي” شخصية “مريم الشامية”، في مسلسل “ريا وسكينة”، والتي كانت تمتلك وتدُير قهوة بلدي، وتربطها بـ “سكينة” علاقة صداقة قوية، تميزت فيه بأدائها البسيط المُتقن، الذي لا يخلو من بشاشة الوجه، فبرغم أن الشخصية لم تشارك في الكثير من الأحداث، إلا أنها كانت من الأدوار البارزة جدًا في المسلسل.
زوجة الأب القاسية
في “يونس ولد فضة” جسدت شخصية “حسيبة” الزوجة الأولى لوالد “يونس”، التي تتسم بالطباع القاسية وبالإصرار في الأخذ بالثأر، بالرغم من أنها هي القاتلة، علقت “الطوخي” على ذلك الدور قائلة خلال لقائها مع “نبيل” إن هذا المسلسل بالنسبة لها كان حالة خاصة جدًا، لأنها كانت تنتظر أي فرصة للوقوف أمام الفنانة سوسن بدر، حتى ولو كان دورها “مشهد صامت”.
الساحرة العجوز
في مسلسل “ساحرة الجنوب” ظهرت من خلال شخصية “بخيته” ساحرة كبيرة في السن وتعيش في المقابر، تتميز بالقسوة واللين في آن واحد، تربطها علاقة قوية ببطلة المسلسل “روح”، على الرغم من أنها غير اجتماعية في تعاملها مع باقي الشخصيات، التي تخشى التعامل معها.
الأم القاتلة
أما في مسلسل “كفر دلهاب” فجسدت في شخصية “نوال والدة هند”، التي اتسمت شخصيتها بالصرامة والهيبة التي كان يشوبها خوف الأم على ابنتها التي يتلبسها الجن، تلك الشخصية التي يراها كل من حولها أنها مثل أعلى لكونها من النبلاء، إلا أنها في الحقيقة هي التي قتلت زوجها الأول بالسم.
صراع الحموات
قدمت في “أبو العروسة” شخصية “الحماة” التي تختلق المشاكل دائمًا، حتى يتخلى ابنها عن خطيبته، وتدور أحداث المسلسل عن الصراعات بين الأسرتين “العريس والعروسة”، إلى أن هذه الصراعات قد انتهت نهاية سعيدة “بمشهد الزفاف”.
دور تنويري
وصفت “الطوخي” دورها في “سقوط حر” بأنه “دور تنويري” عن الأم المعقدة، التي تُمثل 90% من الأمهات المصرية المُعيلة لأسرتها، والتي تحاول الحفاظ عليهم حمايتهم بشتى الطرق، التي تنتهي دائمًا بنهايات مأساوية للأبناء، نتيجة الضغط عليهم.