نقلاً عن المركز الإعلامي لمهرجان الجونة
مع قرب انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي الدولي، بات من الضروري طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالمهرجان، وتفاصيل دورته الثانية من تظاهرت وفعاليات وتكريمات وأفلام تم اختيارها للمشاركة، على مدير المهرجان انتشال التميمي.
هل يضع مهرجان الجونة نفسه في منافسة مع باقي المهرجانات المصرية والعربية؟
العلاقة بين مهرجان الجونة السينمائي وغيره من المهرجانات المصرية والعربية الأخرى تنافسية وتكاملية في الوقت ذاته، تجمعنا علاقة صداقة وزمالة مع القائمين على إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، نحن نرى أن لكل مهرجان عناصر نجاح وقوة تؤهله للمنافسة والاستمرارية . وهذا الأمر في النهاية يصب في صالح الدول التي تحتضن تلك المهرجانات، وفي صالح المشاهد المصري والعربي. ولو طلب من فريق عمل مهرجان الجونة دعم أي مهرجان آخر سنرحب بالطبع، لأن الأمر في النهاية يعود بالنفع على الجميع . ونجاح أي مهرجان يسعدنا ويحفزنا لتقديم الأفضل.
فالمهرجان لم يقم ليسحب البساط من أحد كما حاول أن يوحي البعض، ولكن من أجل تقديم محتوى فني وثقافي متميز، والمقارنة بين مهرجان وآخر أمر غير محبب، رغم أن التنافس ظاهرة صحية. على سبيل المثال تمت زيادة ميزانية مهرجان القاهرة العام الماضي ليستطيع المنافسة وتعود له الروح من جديد، بسبب الانتباه لنجاح الجونة كما قال الكثير، وهذا سينعكس ايجابياً على الجميع.
ما الذي يميز الدورة الثانية لمهرجان الجونة السينمائي؟
حرصنا في الدورة الأولى من المهرجان على الالتزام بالمواعيد المقررة لكل العروض والفعاليات المصاحبة للمهرجان يومياً وهو ما سنحرص عليه في دورتنا الثانية خاصة وأن هذا الأمر قوبل بالتزام من الجمهور، وهذا العام حرصنا على اختيار أفلام حديثة وقوية سواء كانت مرتبطة بشركات إنتاج كبيرة، أم أعمال مستقلة، لتكون على قدر نجاح الدورة الأولى وتفوقها في الجودة والقيمة الفنية. ونحن نحاول قدر الإمكان البعد عن اختلاق الأعذار والعمل بجد، خاصة وأننا نملك فريق عمل يسعى كي يكون على أعلي مستوى من الاحترافية والتفاني لتقديم فعاليات تندر فيها السلبيات خلال دورتنا الثانية المقرر انطلاقها يوم 20 سبتمبر(أيلول) المقبل، لتكون تتويجاً للنجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى، وتلافي أية ثغرات أو أخطاء. يشارك في هذه الدورة العديد من الكوادر الشابة التي تدربت وتعلمت في تجربتها الأولى خلال العمل معنا وأصبحت أكثر حرفية.
هل تعتقد أن ميزانية مهرجان الجونة هى السبب الرئيس في نجاحه؟
المال وحده لا يصنع مهرجاناً ناجحاً ولدينا أمثلة عديدة على مهرجانات فشلت وقت توفر أموال غير محدودة لها ونجحت لدى ترشيد تلك الامكانيات. المال ممكن أن يساعد في جذب المشاركات ولكنه ليس العامل الحاسم، ولكن بدون توفر امكانيات مناسبة أيضاً مشكلة كبيرة.
صناع الأفلام العربية دائما ما يفضلون عرض أفلامهم أول مرة في مهرجانات عالمية كبيرة مثل كان وفينيسيا وبرلين وتورنتو وغيرها من المهرجانات قبل عرضها في المنطقة العربية، رغم أن هذه المهرجانات بدون جوائز. اذاً السمعة والتأثير هما العاملان الأساسيان.
هل سيكون هناك فيلم مصري في المهرجان، وهل تعانون من مشكلة في هذا المجال؟
نحن في مهرجان الجونة لا توجد لدينا مشاكل في استقطاب الفيلم المصري والعربي ضمن فعاليات المهرجان وأعتقد أن صعوبة تواجد هذه الأفلام في العديد من المهرجانات في العديد من السنوات يرجع لعدة أسباب أبرزها ضعف الإنتاج السينمائي لنوعية الأفلام التي تصلح للعرض في المهرجانات والاهتمام بالصيغة التجارية أكثر من الفنية، وكذلك عدم قدرة البعض على إقناع صناع الأفلام على منحهم حق عرض أعمالهم كعرض أول. ويجب عدم توجيه الاتهامات الجزافية للمنتجين والمخرجين لتوجههم للبحث عن فرص قوية لعرض أعمالهم وتقديم أفضل دعاية لها والمساهمة في خلق فرص حقيقية لتوزيعها جيداً، وهو ما يمنحه لهم العرض العالمي.
هل ترى أن توقف مهرجان دبي السينمائي يصب في صالح مهرجان الجونة؟
لم نكن في منافسة مع مهرجان دبي السينمائي العام الماضي وتمنيت استمرار المهرجان، خاصة وأنه كان داعماً رئيسياً للسينما العربية وقدم العديد من الخدمات المباشرة لصناعها، فبرنامجي وتوجه المهرجانين لهما طبيعة مختلفة، حيث مسابقتنا دولية بينما مسابقات مهرجان دبي كانت عربية. وأرى أن مصر هي الدولة الأقدم والأكثر ثباتاً في المنطقة العربية في كل ما يتعلق بالعملية الفنية. رغم أن الجونة كمدينة ليست مركزية إلا أنها نجحت في توجيه الأنظار صوبها أثناء عقد دورة مهرجانها الأولى، مثلما هي المهرجانات التي تعقد في مدن مثل لوكارنو وكارلوفي فاري اللتان نجحتا في جذب الأنظار لهما وأصبحتا في مصاف المدن الكبرى من خلال النجاح التراكمي الذي خلقته المهرجانات السينمائية بهما.
لماذا يستعين مهرجان الجونة بخبراء أجانب؟
مشاركة خبراء أجانب في مهرجان الجونة السينمائي أمر ليس بمستحدث على المستوى الدولي والعربي، فهو أمر يحدث ومتعارف عليه في كل المهرجانات الكبرى منها والصغرى لجلب أفضل الإنتاجات العالمية، وفي دورتنا الأولى لم نستعن سوى بثلاثة خبراء أحدهم في آسيا والثاني في أوروبا والثالث في أمريكا وأعتقد أن ذلك ساهم استقطاب العديد من الأفلام في أماكن تواجد ونشاط تلك الخبرات، وهذا ينسحب على العديد من المهرجانات، وحتى «القاهرة» اقتنع بهذا التوجه واستعان بخبرات أجنبية هذا العام وفي الدورة التي أدارها الناقد الراحل سمير فريد، فالنشاط المهرجاني أصبح متلاحماً كونياً كما الأفلام . قليلة هي الأفلام في العالم التي تنتمي إلى بلد محدد فقط، فالخبراء يتبادلون الأماكن والأدوار والمهام.
ما دور الدولة المصرية في دعم المهرجان؟
يتمتع مهرجان الجونة باحتضان ودعم من الوزارات المختلفة حسب إمكانياتها وحسب حاجتنا. من خلال لجنة المهرجانات والمركز القومي للسينما والتسهيلات التي تقدمها لنا محافظة البحر الأحمر ووزارتي الثقافة والسياحة وغيرها من الجهات الحكومية التي تساعدنا في تذليل كافة العقبات الإدارية المرتبطة بالدولة.
كيف ترى مشاركة فيلم يوم الدين في مهرجان كان بعد دعمه خلال الدورة الأولى من مهرجان الجونة؟
بالطبع أشعر بالفخر لمشاركة فيلم (يوم الدين) في دورة مهرجان الجونة السينمائي الثانية خاصة وأن الفيلم كان الفيلم الوحيد في المسابقة الرسمية لمهرجان كان والذي يعود لمخرج في عمله الأول هذا العام، وهذا يعطيه خصوصية أكثر. و نحن فخورين بأن هذا الفيلم مر على الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي من خلال مشاركته في منصة الجونة السينمائية وحصوله على إحدى جوائزها، ومن المنتظر أن يكون العرض الأول في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا للفيلم ضمن فعالياتنا، أعتقد أن دعم المشاريع السينمائية فى مراحل التطوير المختلفة من أهم إنجازات الدورة الأولى من مهرجان الجونة.
ماذا تُقدم منصة الجونة السينمائية في دورة المهرجان الثانية؟
في الدورة الثانية لمنصة الجونة السينمائية تم التواصل مع عدد من أفضل وأهم الخبراء والمتخصصين في المشهد السينمائي الدولي والإقليمي ليشاركوا في مختلف فاعليات منصة الجونة السينمائية. وتقدم للمشاركة في «منطلق الجونة السينمائي» عدد كبير من المشاريع السينمائية المتميزة من جميع أنحاء الوطن العربي منها 101 مشروع في مرحلة التطوير، و44 فيلماً في مرحلة ما بعد الإنتاج، كما بلغ إجمالي عدد صُنَاع الأفلام من المخرجين والمنتجين المرتبطين بهذه المشروعات 304 فناني قامت لجنة من المختصين بمراجعة المشاريع، ووقع اختيارها على 12 مشروعاً في مرحلة التطوير، و6 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج، بناءً على المحتوى، والرؤية الفنية، وجدوى تنفيذ هذه المشروعات ماليًا بشكل عام. وفي جسر الجونة السينمائي، وهو ملتقى ومنتدى للحوار بين مختلف الأفكار السينمائية، يتبادل صناع الأفلام العرب ونظرائهم الدوليين وجهات نظرهم على نطاق واسع حول موضوعات تتعلق بنواحي اجتماعية وتجارية فى مجال السينما. هذه الأنشطة تشمل موائد مستديرة، وورش عمل ومحاضرات، وحلقات نقاش.
و تتم مناقشة بعض من القضايا المهمة والراهنة الحالية ودور السينما فى النهوض بالوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. كما يغطي جسر الجونة السينمائي أيضا بعض من الموضوعات المهمة للصناعة مثل مصادر و موارد تمويل الفيلم، وكيفية تطوير السينما الاحتيا جات اللازمة لهذا التطوير في زمن المحتوى الرقمي. كما تحتفي بتاريخ السينما.
ما الجديد الذي يقدمه المهرجان في برامج دورته الثانية؟
هذا العام لدينا 3 برامج احتفالية تتضمن أفلاماً ومعارض وفعاليات، بالإضافة إلى الندوات والدراسات، حيث تقام احتفالية بمناسبة مرور 10 أعوام على غياب المخرج المصري العالمي يوسف شاهين لا تقتصر على معرض أفيشات كل أفلامه وبعض مقتنياته، ولكنها تتعدى ذلك لحفل أوركسترالي يتضمن مواكبة مشهدية للقطات من أفلامه تصاحب عزفاً حياً لأكثر من 50 عازفاً من الفرقة السيمفونية بقيادة المايسترو هشام جبر، وهذا النوع من النشاط ندر حدوثه في المنطقة العربية ويرتبط بالمهرجانات الدولية الأكثر رفعة لما يتطلبه من تحضير واستعداد وإمكانيات.
هل هناك فعاليات أخرى ستقام على هامش المهرجان؟
يقام معرض خاص لأفيشات أفلام المخرج الفذ فيدريكو فيلليني بمناسبة 25 عاماً على رحيله، كما سيحتفي المهرجان بالذكرى المئوية لولادة المخرج الأسطوري إنجمار برجمان بعرض فيلمين من أهم أفلامه ومعرض «فوتوغرافيا» مميز بالتنسيق مع السفارة السويدية ومركز الفيلم السويدي، كما تستمر إدارة مهرجان الجونة في الشراكات الدولية للعام الثاني على التوالي ومنها الشراكة مع مؤسسة «فارايتي» والتي ستقدم جائزتها السنوية لأفضل موهبة عربية يتم اختيارها والتي ذهبت في العام الماضي للمخرج اللبناني زياد دويري، وكذلك الشراكة مع «فيستيفال سكوب» التي من خلالها يتمكن ضيوف المهرجان من مشاهدة الأفلام في مكتبة متاحة أثناء فترة المهرجان ولمدة 10 أيام بعد انتهائه، كما تستمر الشراكة للعام الثاني أيضا مع «آسيا باسيفك أوورد»، حيث قام المهرجان بترشيح 3 أفلام عربية لمنصتها.
هنالك أيضًا العديد من الندوات ودروس السينما والفعاليات السينمائية والثقافية المتنوعة.