فيما عدا أنه لا يوجد لدينا وزراء يتفاعلون عبر السوشيال ميديا عكس وزراء في الكويت والبحرين وباقي الدول العربية يمكن التأكيد على أن كل ما نشكو منه في سوشيال ميديا مصر يتكرر بحذافيره في السوشيال ميديا العربية خصوصا الخليجية واللبنانية كون هؤلاء كانوا الأكثر تمثيلا في فعاليات الدورة الثانية عشر من الملتقى الإعلامي العربي بالكويت (25 – 27 أبريل الجاري) ، في جلسات المؤتمر صعد إلى المنصة عيسى الحمادي وزير الإعلام البحريني ومحمد العبد الله الصباح وزير شئون مجلس الوزراء بالكويت، كلاهما لديه حسابات نشطة على تويتر وإنستغرام (لا يحب مشاهير الخليج فيس بوك) وكلاهما وغيرهم من شخصيات سياسية بالخليج يحاول التواصل مع جمهوره عبر تلك المواقع رغم صعوبة الفصل بين شخصية صاحب الحساب ومنصبه الرسمي، حتى أن الوزير الكويتي كان له دور كبير في التواصل خلال أزمة انقطاع الكهرباء بالكويت ( أيوا الكهرباء بتقطع عندهم زيينا) و إن كانت الأمر المعقد كما في مصر هو أن الشباب يرون أن التواصل ليس كافيا لأنه على الأرض الحكومات لا تفعل شيئا، الفجوة تبدو متكررة إذا في كل بلد كما أكدت مناقشات المؤتمر، مسئولون أكثر معاصرة يتواصلون عبر السوشيال ميديا، لكن الحكومات في أدائها المجمل لا تقدم ما يرضي الشارع خصوصا الشباب، فجوة أخرى شغلت معظم المشاركين بالطبع وهي تفسير كم الشتائم والبذاءات التي تخرج من المستخدمين العرب ضد المشاهير عبر مواقع التواصل، أو التغالظ كما سماها الممثل الكويتي طارق العلي الذي تساءل عن سبب امتداد نقد المتفرج للفنان لسيرة الأم والأخت وذكرهن بالسوء لدرجة أنه فكر في غلق حسابه على إنستغرام لكنه عاد واعترف بأنه تحول لألبوم متجدد للفنان لا يمكن الإستغناء عنه، هذه الظاهرة فسرها الإعلامي السعودي عبد الله المديفر بأنها نتائج طبيعي لسنوات طويلة من كبت الحريات، مؤكدا أن المرحلة الماضية كانت مرحلة الصدمة، الكل تعامل مع السوشيال ميديا بأسلوب خاطئ متوقعا أن تبدأ قريبا مرحلة الإفاقة من الصدمة والتي يحاول فيها المستخدمون ضبط أدائهم على أن يكون للمشاهير أيضا قواعد يسيرون عليها عددها الإعلامي اللبناني نيشان في أن يحترم المشهور على مواقع التواصل نفسه وأقرانه ومنافسيه ومتابعيه، ويحرص على عدم تعدد الهويات أي لا يتكلم في البرامج بفكر ويدشن أفكار أخرى على حسابه، كذلك الحرص على المصداقية والاعتراف بالخطأ ومراعاة الموائمة قبل نشر أي خبر أو رأي، هل تتجه دول الخليج لتقييد الحريات على مواقع التواصل، سؤال تكرر كثيرا في المناقشات كما يتكرر لدينا في مصر كل فترة، وزير الإعلام البحريني استبعد التقييد لكنه شدد على أهمية التنظيم، مستغربا من هؤلاء الذين يطالبون بتطبيق القانون بحزم على كل من يرتكب مخالفة مرورية أما من ينشر السب والقذف على مواقع التواصل ويشوه شخصيات عامة واعتبارية فتنطلق الأصوات تدافع عنه بدعوة حرية التعبير، تناقض يتكرر في كل المجتمعات العربية التي باتت بحاجة لأن تخرج من صدمة الإستقبال الأول للسوشيال ميديا وتنطلق نحو أفق يستفيد من الأخطاء ويبني على إيجابيات تلك المواقع.
لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا
لمتابعه الكاتب علي فيس بوكـ من هنا
محمد عبد الرحمن يكتب: حزب أعداء ياسمينا العلواني