نقلًا عن الفصلة
أربع سنين في مصر عدوا هوا وآن الأوان إني أسلم الراية ومفتاح السفارة. بس أنا برضه مكنتش ناوي أمشي من غير ما أسلم عليكم… العشرة متهنش. الأربع سنين اللي فاتوا من عمري كانوا غير تقليديين. مصر فيها حاجه كده بتخليها تسيب علامة في كل اللي زاروها، وأنا مكنتش قاعد في السفارة وقافل عليا بابي، لأ أنا كنت لافف وداير وعملت ذكريات عمري ما هنساها. ف وأنا بسلم عليكم كده وقبل ما أسافر وأسيبكم، خلوني أحكي لكم عن 20 درس وتجربة، عمري ما هعرف أنساهم، حصلوا وأنا في مصر.
1- الفصحى في الكتب بس: ” أريد أن أذهب إلي وسط المدينة” جملة هتسيب أي سواق تاكسى في ذهول أو مصاب بكريزة ضحك. تعليم السنين بتاع الفصحى راح وبدّله كلام زي: “فكك مني” و”إيه الأي كلام ده” و”فرتكه فرتكه ع الطبله وع السكسكة”. دلوقتي لما أحب أروح وسط البلد بقول “باشا، وسط البلد.. العداد شغال؟”.
2- محدش فاهم حاجه: مفيش حاجه تسليك وأنت في الطريق زي الحكم اللي ملزوقة على التكاسي والميكروبصات. من أوائل التغريدات اللي عملتها كانت عن حكمة على تاكسي في إسكندرية. بالوقت عرفت إن “السواقة فن مش عن عن” وإن السواق “لمّا كان عصفوره أكلوه ولما عمل أسد صاحبوه”. هوايتي دلوقتي تصوير الحكم.
3- الفرق بين الحمام والحمام: فرق كبير جدًا بين الحمّام بشدة على الميم أو من غير شدة. اتعلمت الدرس القيم ده بعد تلت ساعة من البحث مع أحد المصريين الجدعان اللي كان فاكرني نفسي في حمام محشي، وأنا في حقيقة الأمر كنت بدورعلي حاجه تانية خالص. الراجل كان نفسه يساعدني بس العتب على اللهجة.
نرشح لك : “الديزل” أفضل أفلام رمضان.. لماذا فقد سرعته في سباق الإيرادات؟
4- الأكل: الأكل يا جماعة. البامية. الشكشوكة. الكشري بالدقة من أبو طارق. الفطيرة بالعسل والقشطة من فطاطري الحسين. سمك قدوره. وعلى فكره بقى لو مكلتش فول من على العربية يبقى مكلتش فول. حبيت كل حاجة تقريبا ماعدا الفسيخ. بلاش فسيخ.
5- القبطان جون كاسن في الخدمة: سقت أنا سفينة تحيا مصر ولا أجدعها بحار. الصراحة أنا مسقتهاش أوي. أنا كنت واقف جنب القبطان وهو مرضيش يخليني أسوق. بس أنا ولا يهمني. هعمل نفسي سقتها.
6- عمايل إيديا: أطعم طبق فتة تاكله من إيدي. عمري ما هنسى درس الشيف أحمد ليا وأنا بعمل فتة العيد.
7- رمضان جانا: لما تلاقي الكنافه طلعت والزينة ركبت، اعرف إن رمضان هل هلاله. شهر الخير في مصر والعيلة واللمة والسهرة للسحور. في إسكندرية، اشتركت في عمل شنط رمضان مع مجموعة شباب وفي القاهرة وزعت أحلى تمر على أجدع مصريين. تعب محستش بيه. لا وكمان جربت أصوم يوم مع زمايلي في السفارة وفطرنا مع بعض.
8- العيد فرحة: العيد في مصر فرحة بجد ميحسش بيها غير اللي عايش فيها. قبل العيد بكام يوم جبت خروف، زرت دار أيتام وقلت نقضي العيد مع بعض بدل ما كل واحد يقضي العيد لوحده. تاني عيد مسكتش ونزلت أشوف الصلاه بعد ما زميل ليا عرض عليا أروح معاه هو وابنه.
9- آخر شياكة: ألبس البدلة الرمادي ولا ألبس الكحلي ولا السوده. مش هنسى سؤال كل يوم. الحياة الدبلوماسية يعني بدل وكرافتات وقمصان واجتماعات مع كوادر كبيرة بنناقش فيها قضايا هامة. ماهو أكيد كنت هكرر نفسي أنا بقالي أربع سنين برضه.
10- العقل السليم في الجسم السليم: مين قال إنك لازم تروح الجيم علشان تعمل رياضة. كورنيش إسكندرية مفتوح على طول وبيطل على أحلى بحر. أعمل رياضة ونفسك مفتوحة. صدقني هتبقى جرية متتنسيش.
11- ينفع كده: بقى أبو الهول أكبر مني ب 15 سنه بس.
12- قدّف في نيلها: ملكش في الجري؟ اعمل الصح وقدّف في النيل.
13- الحياة ما بعد القاهرة: مصر مش القاهره بس. وانبهرت بمقابر بني حسن في المنيا .اخروجوا بره القاهرة وروحوا زوروهم.
14- أحلي سمكة دي ولا إيه: الغطسة في البحر الأحمر، تجربة متتنسيش خاصة بقى لما تقابل سمكة قدك مرتين تلاتة. غطساتي في الغردقة وفي مرسى علم وفي مرسى مطروح كانوا مغامرات العمر و أحب أوجه أحلى تحية لمدرب الغطس بتاعي.
15- وقفة الكوره: مهارتي مكنتش بس دبلوماسية. أنا كمان أتعلمت أقف على الكورة. ألف شكر للحريف رمضان صبحي. حبيبي يا راماضونا.
16- الله عليك يا حبيب والديك: سوبرهاترك الملك المصري مو صلاح في مرمي واتفورد ومقابلتنا بعد الماتش وبطرمان العسلية. التواضع والاجتهاد والالتزام على أصله في أبو مكّه.
17- مقابلة الأبطال: مبادرة مصر الملهمة أصلا معمولة لتشجيع المصريين الملهمين. أنا انتهزت الموضوع فرصة ومن خلالها أصحابي بقوا أبطال مصلا في الجري والسباحة لذوي الاعاقة وبطلة العالم في السكواش نور الشربيني. لا أنا كمان قابلت يسرا اللوزي و أحمد حاتم. لما أخلص الدبلوماسية هدخل علي الإخراج.
18- نمبر وان: أحب اللحظات لقلبي وأنا بسلم الشهادات لأوائل العالم في نظام التعليم البريطاني المصريين. أحب أقول إن المصريين مكتسحين في الحساب واللغات و كيمياء والفيزياء وكل المواد الصراحة.
19- الصوت العذب: ضربت عصفورين بحجر واستمتعت بحفل الفنانة أنغام وفي نفس الوقت افتتحنا واحد من أكبر مشاريع النفط والغاز لشركة بي بي. شكرا بي بي… كنت تايه على تذاكر.
20- 2 مليون سلام و تحية: الـ1.2 مصري ومصرية اللي متابع ليا على تويتر اللي رحبوا بيا والبريطانية. وجهتولي دعم ونقد (ب الدال مش ب الضاض) واستحملتوا العربي بتاعي لحد ما بقيت أستاذ زي ما أنتم شايفين. هتوحشوني.