اهتمت وسائل الإعلام بتسليط الضوء على محنة اللاجئ السوري حسان القنطار، العالق في مطار كوالالمبور الدولي منذ 6 أشهر، معتبرين قصته تشبه قصص الأفلام السينمائية، حيث وجه “القنطار” مناشدات عدة لمساعدته في إجراءات الهجرة إلى كندا.
كان “القنطار” أكد في حوار في شهر مايو الماضي مع موقع “المهاجر نيوز”، على مواصلته الكفاح من أجل تحقيق ما يرغبه، وبالرغم من مُضي 3 أشهر على ذلك الحوار لم يتغير شيء في وضعه حسبما ذكر الموقع.
وفي تواصل جديد من قبل “المهاجر نيوز” مع “القنطار”، اشتكى حسان من قلة اهتمام مفوضية شؤون اللاجئين بحالته الصعبة، بل يتهم مكتب المنظمة الأممية في كوالالمبور بالمسؤولية بشكل أو بآخر عن وضعه الآن.
يقضي حسان معظم وقته في المطار تحت أحد الأدراج، بعيدًا عن الناس وأسئلتهم التي تعب من الإجابة عنها، ولكن مع مرور الأيام، تحولت شهرة هذا المهاجر، إلى إحدى أكثر القصص مشاركة وتفاعلا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
قال “القنطار” في حواره: “بعد يومين أتمم شهري السادس في المطار”، مضيفًا “تعبت ومللت ولكني لن أستكين، أريد أن أجد حلًا قانونيًا وشرعيًا لوضعي”، متابعًا “أريد أن أحظى بوضعية لجوء بشكل قانوني، لا أريد أن أعبر حدودًا وأركب سفنًا أو مراكب وألقى على شواطئ بلدان غريبة لتبدأ بعدها رحلة معاناة أخرى”.
تعود قصة “القنطار” إلى بداية الأحداث في سوريا عام 2011، حينها كان يعمل في الإمارات العربية المتحدة منذ 2006، وحين انتهت صلاحية جواز سفره لم يستطع العودة إلى بلاده ليجدده خوفًا من التجنيد الإجباري، فانتهت إقامته ولم يستطع تجديدها، حول ذلك قال “القنطار”: “رفضت لأنه ليس هناك عدو واضح المعالم في هذه الحرب، هدفي في الحياة ليس القتال، وأنا أرفض أن أشارك في آلة القتل التي أدت إلى هدم وطني ومنزلي، حالي في ذلك حال آلاف السوريين الآخرين”.
وافقت السلطات الإماراتية على ترحيله إلى ماليزيا بدلًا سوريا، ومن هناك بدأت رحلة معاناته مع الهجرة، وناشد “القنطار” كافة المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان للنظر في وضعه، يواصل حسان قائلًا: “بعد أن انتشرت قصتي، زارني وفد من المفوضية في المطار، عرضوا علي حينها أن يؤمنوا لي تأشيرة دخول لماليزيا لشهر واحد”، رفض حسان العرض كون ماليزيا غير موقعة على شرعية حقوق اللاجئين الخاصة بعام 1951، وبالتالي بعد مضي الشهر ستقوم السلطات بترحيله.
أضاف حسان “آخر مرة زاروني فيها كانت في 24 أبريل الماضي، أصدرت المفوضية هنا في ماليزيا بيانات أكدت فيها قيام طواقمها بمساعدتي، ولكن هذا الكلام غير صحيح”، مردفًا: “الدعم المعنوي أستمده من المتابعين لي على مواقع التواصل، أتلقى الكثير من الرسائل يومياً”، مضيفًا: “أحاول أن أحافظ على روح إيجابية في كل ما أمر به خلال يومياتي، الحفاظ على الأمل هو وسيلتي الوحيدة لمواجهة الوضع القائم”.
وحول كيفية قضائه حاجاته اليومية قال “لم يتغير الكثير من التفاصيل، مازلت أتلقى وجبات الطعام من شركات الطيران، أحيانا يقوم بعض عمال المطار بجلب أشياء خاصة لي إما من المطاعم أو من خارج حرم المطار”.
أردف “القنطار “رفضت الكثير من عروض الزواج من نساء من حول العالم، إحداهن عرضت المجيء فورًا للزواج بي”، لكنه رفض الفكرة تمامًا مشددًا على أنه يسعى “للجوء بطريقة شرعية لست من الأشخاص الذين يسعون لتحقيق مآربهم من خلال استخدام أشخاص آخرين، حتى ولو أن هؤلاء الأشخاص موافقون على ذلك”.
تابع: “المهتمين لا قوة لهم، لا يستطيعون تغيير شيء في وضعي الحالي، وأنا ممتن لهم كثيرًا. القادرون على ذلك هم المسؤولون، المنظمات الدولية، وهؤلاء لا يهتمون لما يحصل أو سيحصل معي”.
يُذكر أن حسان القنطار لاجئ السوري، كان يعمل منذ 2006 في الإمارات ولم يستطع العودة إلى بلاده بعد أن اندلعت الأزمة السورية.
انتقل القنطار في يناير 2016 إلى ماليزيا وهي واحدة من الدول القلّة التي تمنح السوريين التأشيرة عند وصولهم إلى المطار، بعد أن فقد عمله في الإمارات عام 2016، حيث منحته السلطات الماليزية تأشيرة سياحية لمدة 3 أشهر.
وتمكن اللاجئ السوري من توفير ما يكفي لشراء تذكرة سفر إلى الإكوادور، إلا أنه حين حاول ركوب الطائرة رفض من قبل الخطوط التركية.
وعقب ذلك سافر إلى كمبوديا التي رفضت استقباله ليعود إلى ماليزيا، وبما أن تأشيرته السياحية قد انتهت مدتها، عجز عن الحصول على تأشيرة الدخول إلى ماليزيا وعلق في قسم العبور في المطار.
نرشح لك – غرفة صناعة السينما تكشف الإيرادات الحقيقية لأفلام العيد