تستعد شبكة “نتفليكس” لإطلاق فيلمًا إسرائيليًا مبني على كتاب بنفس الاسم “الملاك – الجاسوس الذي أنقذ إسرائيل”، وهو من تأليف الكاتب الإسرائيلي يوري بار جوزيف، وإخراج المخرج الإسرائيلي “برضه” إرييل فرومين، ومنذ الإعلان عن شراء حقوق الفيلم وقامت الدنيا ولم تقعد في العالم العربي ما بين مصدق ومكذب وتزايد الجدل حول الموضوع (وهو هدف نتفليكس الأساسي عندما تعاقدوا عليه).
فمن يصدق أن زوج منى بنت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر -عدو الصهيونية الأول- ثم سكرتير الرئيس السادات للمعلومات، “بطل الحرب والسلام”، أيام حرب أكتوبر، يكون جاسوسًا للعدوة الكبرى؟ وهل الزعماء دول وأجهزة مخابراتهم سذج لدرجة تجعلهم ضحية نصاب عالمي أدخلوه غرف نومهم؟ ولماذا كرمه مبارك في أواخر أيامه بتقليده قلادة شرفية؟ هل مبارك لم يكن يعلم أيضًا؟ بعد الموضوع بـ ٣٠ سنة؟
ولكن في الجانب الآخر لا بد أن “الواحد يتسائل لماذا اختارت إسرائيل الموضوع ده لجعله من الأعمال البطولية الإسرائيلية لو كان غير حقيقي؟ ما عندهم أمثلة كثير!”، ومن أين أتت ثروة أشرف مروان المهولة (بالمليارات) والتي جمعها بعد خروجه على المعاش من وظيفته بمؤسسة الرئاسة؟ ولماذا تم قتله بإلقائه من شرفة مسكنه في العاصمة البريطانية؟
نرشح لك: عمرو قورة يكتب: صلاح ليس هو صلاح
أنا لا يمكن أبدي رأي معين لأني غير مطلع على ملفات المخابرات في مصر أو في إسرائيل، لكن “الحاجة اللي ممكن أقولها” إن أكبر عدد من قصص الخيانة الكبرى حدثت عبر التاريخ من أقرب الناس، ومن داخل القصر الملكي أو الرئاسي،.فلا يوجد أي شيء مستبعد في عالم السياسة والمخابرات.
وقد قررت أن أكتب قبل مشاهدة العمل لأني لست مهتم بتحليله، فبعد عرضه أنا متأكد من أن آلاف المحللين الموجودين على “الفيس بوك” “حايفصصوه” تحليلًا، وسيأخذ بعضهم الأسلوب الدفاعي الرافض، لأنهم يعشقون عبد الناصر، أو السادات، ولكن النسبة الأكثر ستصدق ما تشاهده وهم من الشباب الذين لم يعايشوا تلك الفترة ولن يحكموا على الأمور بعواطفهم مثل جيلنا، وبالتالي العقل الجمعي العربي وشبابه، تلقائيًا “حايتولد” عندهم تعاطف مع وجهة النظر الإسرائيلية عن هذا الجاسوس المزدوج الكيوت والذي أنقذ إسرائيل، ولا أفهم كيف لو كان أنقذ إسرائيل فلماذا لم يحذرهم من حرب أكتوبر، وتاريخ وساعة العبور؟
السؤال الأهم، أين نحن كصناع محتوى ورجال إعلام من كل هذا؟ هل قدمنا وجهة نظرنا؟ هل حاولنا أن نقوم بضربة مضادة تؤثر على العقل الجمعي الغربي كما هم يؤثرون على عقولنا؟ طبعا لا! وأعلى ما وصلنا اليه من فخر واعتزاز إن ملك البحرين استعرض حرس الشرف مع الرئيس السيسي على موسيقى رأفت الهجان، وكم استطاع العبقري عمار الشريعي أن يمتلك وجدان الشارع العربي بموسيقاه العبقرية الفذة، وما إلى ذلك من التمادي في خلق موضوع من شيء لا يستحق الذكر و نترك الأهم… الشارع غير العربي!
نرشح لك: مسلسلات غيرت وجه الدراما (٣).. بريكينج باد Breaking Bad (الجزء الأول)
لماذا لا نحول مثلا مسلسل “رأفت الهجان” إلى سيناريو فيلم عالمي وننتجه في هوليوود ونستخدم ممثلين عالميين، وأعظم الكتاب و كبار المخرجين؟ ماذا سيكلفنا؟ ٦٠ مليون دولار؟ ٧٠؟ ولا شيء بالمقارنة بالتأثير والوصول إلى قلوب وعقول الجماهير التي يهمنا التأثير عليهم، أنا لا يهمني أن الشعب المصري يفرح بإعادة مسلسل رأفت الهجان للمرة المليون، ونكتب بوستات ماسبيرو زمان “رأفت الهجان، وقلوب كتير على خلفية ملونة على صفحاتهم على الفيس بوك… دول مش مهمين المهم الرأي العام العالمي!”، وبصراحة لو حسبنا ما صرفناه على المحتوى التلفزيوني وبرامج النجوم التي تستسضيف نجوم لكنا وفرنا قيمة الفيلم بسهولة، واحتمالات إنه ينجح كبيرة وقد نربح أموالًا “كمان مش فلوس” تلقى في حفرة بلا قاع.
هنيئا لنتفليكس وإسرائيل الدوشة اللي حاتحصل والمشاهدات اللي حاتتم، وعقبالنا لما نكون عندنا أولويات في توجيه رسالتنا الإعلامية لمن هم فعلا أجدر بالتأثير عن مشاهدينا العاشقين للنوستالجيا، فمتى نتحرك يا قوم؟”.