يشهد الوسط الثقافي والأدبي في الكويت أزمة انفجرت في الأيام القليلة الماضية بسبب استمرار مسلسل حظر الكتب الأدبية ومنع تداولها في الدولة وهو ما يعد انتهاكا للحريات. واحتجاجا على قرارات وزارة الإعلام الكويتية، اعتصم بعض من النشطاء أمام مبنى الوزارة كنوع من الضغط للتراجع عن تلك القرارات.
الأزمة ليست جديدة ويعاد إثارتها كل عام باقتراب معرض الكويت الدولي للكتاب الذي يعقد بشهر نوفمبر، حيث يعد موسم “الحظر” ويُمنع فيه كثير من الكتب. فمنذ أيام تم منع ترجمة للرواية الشهيرة “مائة عام من العزلة” لجابرييل جارسيا ماركيز، الأمر الذي أشعل غضب القراء. فيما علق الإعلامي الكويتي حسين الفيلكاوي ببرنامج “تفاعلكم” الذي يبث عبر شاشة العربية، قائلا إن الطبعة الجديدة للرواية تضم جمل مخلة للآداب العامة ولا يصح نشرها لأنها أمور تمس العادات والتقاليد المحافظة.
واعتراضا على قرارات لجنة الرقابة الكويتية أطلق بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر، هاشتاج بعنوان #صور_كتاب_ممنوع_في_مكتبتك والذي أصبح “تريند” خلال ساعات قليلة من إطلاقه محتلا المركز الثاني في قائمة الأكثر تداولا بدولة الكويت، هذا فضلا عن هاشتاج بعنوان #ممنوع_في_الكويت والذي أطلق عندما بدأت سلسلة منع الكتب الأدبية منذ عدة سنوات.
الكاتبة بثينة العيسي، والتي اهتمت بالهاشتاج منذ إنطلاقه وتواصل نشر الكتب الممنوعة عليه، قالت عبر حسابها على “تويتر” إن هناك قائمة بأكثر من ٤٠٠٠ كتاب تم منعهم خلال السنوات الخمس الماضية، ووصفت الكاتبة التفاعل بـ “انتفاضة القرّاء”.
نرشح لك: شروط التقدم لأبرز 10 جوائز أدبية عربية
وأضافت “العيسي” في تغريدة أخرى قائلة “منع كتاب مائة عام من العزلة، ليس حالة فريدة، في معرض الكتاب الماضي، اكتشفت أن قرارات المنع صدرت لكل من زوربا، فاوست، دون كيخوته، رغم أنه تم توزيعه قبل سنوات في سلسلة الكتاب للجميع”.
شارك بالهاشتاج أيضا الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، والذي سبق وأن تم منع روايته “فئران أمي حصة” عام 2015 بعد صدورها بأيام قليلة. وقال السنعوسي “كان واحدنا يشعر بالخجل والغيرة على صورة بلاده، ويلتزم الصمت إزاء مجزرة الرقيب لئلا يساهم بنشر ما يخدش صورتها. الحقيقة؛ لا جدوى من الخجل إزاء قرارات وزارة لا تستحي! الصور في هذا الوسم تفصح عن مقدار العبث بإرث الكويت الثقافي”.
كما نشر تغريدة أخرى مدافعا عن كتاب “الكويت” بأجزائه الثلاثة لمحمد اليوسفي.
جدل كبير وغضب في الأوساط الأدبية والثقافية بالكويت للوقوف ضد قرارات حظر الكتب شارك فيها عدد كبير من الكتاب والروائيين العرب مثل الكاتبة الكويتية هبة مشاري حمادة والكاتبة والقاصة السعودية هالة القحطاني، والكاتب فهد العودة، وخالد حمد السعيد، المخرج المسرحي والكاتب بدر محارب، الكاتبة مني الشمري، وغيرهم. في محاولة للدفاع عن حرية الرأي والنشر، والتصدي لمحاولات منع الكتب.