هالة أبو شامة
يحل اليوم ٦ سبتمبر، عيد ميلاد ريهام عبد الغفور، الفنانة التي ظلت دائمًا في وجدان الجمهور أيقونة للرقة والبراءة والهدوء، بسبب ملامحها التي جعلتها تنحصر في هذه النوعية من الأدوار، إلا أنها تمكنت تدريجيًا في السنوات الأخيرة من كشف الستار عن جانب آخر من موهبتها من خلال تقديم عدة شخصيات متنوعة، شكلت فارقًا إيجابيًا في مسيرتها الفنية.
في عيد ميلادها الـ٤٠، يستعرض إعلام دوت أورج، أهم مراحل تطور ريهام عبد الغفور من “البنت الرقيقة” لـ”غول تمثيل”:
خطفت محمد فاضل من بين ٢٥٠ فتاة
قررت “عبد الغفور” خوض تجربة التمثيل، حينما كانت لا تزال طالبة في كلية التجارة جامعة القاهرة، إلا أن هذه الرغبة قد قوبلت بالرفض من والدها الفنان أشرف عبد الغفور، الذي أوضح في لقاء خلال حلقة برنامج “أنا وأنا” مع الإعلامية سمر يسري، على ON E، أن سبب رفضه، كان يرجع لخوفه من عدم نجاحها في دراستها وفي التمثيل، مؤكدًا على أنه اضطر للموافقة لكن بشرط استكمال دراستها.
تابع خلال نفس اللقاء، قائلاً إنها تقدمت لتجربة الأداء، التي كان يقيمها المخرج محمد فاضل، لاختيار فتاة مناسبة لمسلسل “العائلة والناس”، مُشيرًا إلى أنه تم اختيارها من بين 250 فتاة دون أن يعلم أحد أنه والدها.
قالب البراءة
توالت بعد ذلك عليها العديد من الأعمال السينمائية والدرامية، التي لم تخرج لفترة طويلة عن دور الفتاة اللطيفة الهادئة التي تتسم بجمال ملامحها وبرائتها، مثل دورها في مسلسل “حديث الصباح والمساء” في دور “صدرية”، و”ألفت” في مسلسل “زيزينيا”، و”ملك هانم حافظ” في مسلسل “فارس بلا جواد” مع الفنان محمد صبحي، ومسلسل “العمة نور” و”الحقيقة والسراب”.
كما قدمت العديد من الأفلام السينمائية التي لم تخرج عن نفس ذلك القالب مثل “صاحب صاحبة”، و”سحر العيون”، “جاي في السريع”، “جعلتني مجرمًا”، “عليا الطرب بالتلاتة”، “زي الهوا”، و”بالعربي سندريلا”، الذي ندمت بعد تقديمه، بحسب ما صرحت خلال لقائها في برنامج “أنا وأنا”.
أما عن المسرحية الوحيدة التي قدمتها، مسرحية” الملك لير”، فقالت خلال لقائها في حلقة برنامج “معكم منى الشاذلي”، إنها كانت تتعلم كل يوم التمثيل على يد الفنان يحيى الفخراني.
“التمثيل عالجني”
أكدت “عبد الغفور” خلال لقائها مع الإعلامية منى الشاذلي، على أن التمثيل أكسبها ثقة أكبر بالنفس، مُعلقة “التمثيل عالجني”، مشيرة إلى أنها كانت تعاني طوال فترة طفولتها وحتى بعد وصولها للمرحلة الجامعية من الخجل الزائد، بالإضافة إلى الإحساس بالضآلة بين زملائها، إلا أن التمثيل قد أتاح لها الفرصة لتعيش حياة أشخاص أخرين.
“الريان”.. نقطة التحول
في نفس الحوار أضافت قائلة إن افتقادها للخبرة في بداية مشوارها الفني، جعلها عُرضة لقبول بعض الأعمال التي كانت دون المستوى الذي طالما حلمت به، إلى أن نالت فرصة تمثيل دور “بدرية” في مسلسل “الريان” ، تلك الشخصية التي جسدت من خلالها المرأة المتسلطة الخائنة.
تابعت مؤكدة على أن ذلك الدور، كان له أثر بالغ في تغير فكرة المُخرجين والمُنتجين عن كونها لا تصلح إلا للأدوار الرقيقة.
ما قبل “الريان”
كما أكدت خلال لقائها في حلقة برنامج “عيش صباحك” عبر آثير إذاعة “نجوم إف إم” مع الإعلامي مروان قدري، والإعلامية يارا الجندي، على أنه كان هناك عدة محاولات قبل مسلسل “الريان” لتغيير فكرة الفتاة الرقيقة، إلا أنها لم تنل نفس الدهشة والضجة التي أثارتها شخصية “بدرية”، لافتة إلى أنها قامت بدور “راشيل” اليهودية في مسلسل “العميل 101″، وشخصية “نيفين” في مسلسل “شمس يوم جديد”، الإضافة إلى دور الفتاة “الروشة” في فيلم “حريم كريم” مع الفنان مصطفى قمر.
بداية التحول
مسلسل “الداعية”، قالت “عبد الغفور” إنها جسدت من خلاله شخصية “خديجة”، الفتاة التي كانت تعج بإحساس الأمومة لكل من حولها، لافتة إلى أنها كانت متعاطفة جدًا مع هذه الشخصية إنسانيًا، مُشيرة إلى أنها في الواقع تقوم بجمع مخزون من صفات الأشخاص الذين تقابلهم وتتعامل معهم، ولذلك فإنها شعرت بأن تنفيذ شخصية “خديجة” ستكون من الأفضل كانت تتسم بصفات مثل الأمومة الموجودة في الأم أو الخالة.
مسلسل “حارة اليهود”، جسدت من خلاله دور “ابتهال” الراقصة، ذلك الدور الذي أكدت أنه كان يمثل تحديًا بالنسبة لها، بسبب عدم إتقانها للرقص، إلا أنها تغلبت على ذلك بالتدريب مع ثلاثة مدربين من بينهم الفنانة “لوسي”.
تغيير جلدها
بدأت ريهام تدريجيًا بالتنقل بين الأدوار، تبحث عن التنوع فمثلًا في مسلسل “مريم” ، جسدت دور “الزوجة الخائنة المدمنة”.
وفي فيلم “الخلية”، جسدت من خلاله شخصية “زوجة مروان”، علقت “عبد الغفور” على ذلك الدور في برنامج “معكم منى الشاذلي” قائلة إنها لا تهتم أبدًا بحجم الدور الذي تؤديه، وإنما تبحث دائمًا عن تأثير الدور في العمل الفني مهما كانت مساحته، لافتة إلى أنه رغم صغر مساحة ذلك الدور، إلا أن مشهد الانفجار قد أحدث ضجة كبيرة، مُشيرة إلى أنها نالت عليه جائزة أفضل ممثلة دور ثاني في “مهرجان الإسكندرية الدولي”.
أما مسلسل “لا تطفئ الشمس”، جسدت من خلاله “شخصية “فيفي” الفتاة المعقدة التي تأخرت في الزواج، تلك الشخصية التي نالت تعاطف ريهام عبد الغفور، بسبب معاصرتها لمثل هذه الشخصية في الواقع.
كما أشارت إلى أنها اضطرت لقص شعرها، بعد انتهاء التصوير، معللة ذلك بأنها أرادت أن تظهر بشكل مختلف حينما كانت ذاهبة لقضاء أجازة الصيف في الساحل الشمالي، وكانت تخشى من أن تكون تسريحة شعرها سببًا في تذكير كل من يراها بشخصية “فيفي”.
وفي رمضان ٢٠١٨، ظهرت قي مسلسل “الرحلة” ، بشكل جديد تمامًا على المشاهد سواء كان من حيث المكياج أو الأداء، فقد جسدت شخصية “رانيا” التي تحولت إلى مريضة نفسية بسبب زوجها الذي كان يحبسها في المنزل لشهور ويُجبرها على تناول المهدئات.
أما فيلم “سوق الجمعة”، اختلف دورها أيضًا في ذلك الفيلم عن باقي أدوارها السابقة في الأفلام، فقد أدهشت الجميع بتجسيدها لشخصية “بائعة الكبدة” البعيدة كل البعد عن ريهام عبدالغفور “الرقيقة”.