أكد الاعلامى الدكتور عمرو الليثى على الارتباط الوثيق الذى جمع والده رحمه الله، السيناريست والمنتج الكبير ممدوح الليثى، بالأديب الكبير إحسان عبدالقدوس منذ أن كان طالباً فى السنة الثانية بكلية البوليس، وكان يعمل محرراً بمجلة الكلية وكلفه مجلس التحرير برئاسة المرحوم الأميرالاى محمود عبدالرحيم، بعمل حوار مع كبار الكتاب والأدباء، وهم عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين والكاتب الكبير على أمين صاحب باب فكرة فى أخبار اليوم، والكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس صاحب باب همسة فى روز اليوسف، ومنذ همسة الأستاذ إحسان عبدالقدوس فى مجلة البوليس عام 1958 ارتبط به والدى ارتباطا وثيقا حتى يوم وفاة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس فى مستشفى مصر الدولى بالدقى.
نرشح لك: بروتوكول جديد لتأهيل العاملين بالمجال الإعلامي بشكل محترف
وأشار الليثى إلى أن السينارست الكبير ممدوج الليثى قام بكتابة السيناريو والحوار التليفزيونى والسينمائى والإعداد المسرحى لأكثر من قصة لاحسان عبد القدوس من أهمها: شرف المهنة- إمبراطورية ميم- استقالة عالمة ذرة- لا شىء يهم- أنا لا أكذب ولكنى أتجمل.
وكشف الليثى بعض الأسرار عن فيلم «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» والذى انتج فى بداية الثمانينيات وكان مأخوذاً من مجموعة قصصية للأديب الكبير إحسان عبدالقدوس «الهزيمة كان اسمها فاطمة» وكانت بها أكثر من قصة قصيرة اختار المخرج الكبير إبراهيم الشقنقيرى ووالدى السيناريست الكبير ممدوح الليثى قصة «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» من هذه المجموعة القصصية ليتم إنتاجها للتليفزيون المصرى الذى كان بدأ فى تلك الفترة إنتاج أفلام تليفزيونية تنافس الافلام السينمائية، ونجحت تلك الافلام فى تلك المنافسة بالفعل بسبب قيمتها الفنية العالية والاستعانة بكوادر فنية متميزة.
وأضاف الليثي أنّ الفيلم ناقش قضية لازالت إلى يومنا هذا موجودة وملموسة وهى الصراع الطبقى وخوف الفقير من تقبل المجتمع له، فكما هو معروف تدور أحداث القصة عن شاب متفوق من عائلة متواضعة مادياً يعمل والده «تربى» وتعمل والدته فى خدمة البيوت، وعلى الرغم من تفوقه وشخصيته التى كانت تؤهله للتغلب على تلك الظروف بعد ذلك إلا أنه لم يستطع أن يواجه المجتمع متمثلاً فى زملائه بالجامعة بحقيقة ظروفه، فاضطر للكذب على زملائه فى الجامعة بخصوص أصله، كى ينال احترامهم، ويتمكن من الزواج من زميلته ابنة الدكتور الكبير وعلى الرغم من نجاحه لبعض الوقت فى خداعهم إلا أن الظروف تعاكسه وتكشف حقيقته، فيصرخ مدافعا عن نفسه أنه لم يكن يكذب، وإنما يجمّل حقيقة وضع لم يختره، كى يقبله المجتمع ولكن حبيبته تتركه لأن الحقيقة عندها كانت أقوى من التجميل.
وفى الختام أشار الليثى إلى أنه على الرغم من مرور كل هذه السنوات على الفيلم والقصة إلا أننا نجد إلى الآن نموذجاً لكل من الطرفين، فالازدواجية فى المعايير يعانى منها البعض وخصوصاً عندما يبدأ التعامل الفعلى بين هذه الأطراف بعضها البعض.. ومثل جميع أفلام العملاق أحمد زكى رحمه الله تترك شخصية إبراهيم بصمتها بأدائه الصادق والمميز.