أعلن الكاتب الصحفي سامح فايز، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” عن انتهاءه من كتاب جديد تحت عنوان “دولة أدباء الظل”، والذي يتناول حركة نشر الكتب بعد 2011.
أوضح “فايز” في تصريحات خاصة لـ “إعلام دوت أورج” أنه انتهى من الكتاب بعد فترة إعداد استمرت خمس سنوات لرصد حالة الكتابة، والنشر والنقد في مصر، مضيفا أنه لا يوجد ناشر للكتاب حتى الآن، ولكنه يتمنى إصداره خلال فترة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 في دورته الـ 50، اليوبيل الذهبي.
نرشح لك: جدول حفلات ساقية الصاوي خلال سبتمبر 2018
وعن ما يناقشه الكتاب، قال “فايز”: “الكتاب يرصد ظواهر غريبة على الوسط الثقافي والأدبي ظهرت بعد أحداث 2011، حيث أحدثت الأخيرة حالة من السيولة في الكلام عن السياسة، الاقتصاد، الفن، الظواهر الاجتماعية وبلا شك تأثر الوسط الثقافي والأدبي أيضا ولكن لم ينتبه أحد لهذه التغييرات، نظرا لعدم صدارتها في المشهد وعدم متابعة الكثيرون للوسط الثقافي بشكل عام”.
أضاف أنه قبل 2011 كانت دور النشر تتحقق مما تنشره وتصدر الدار الواحدة حوالي 6 أو 7 إصدارات فقط، نظرا لقلة نسبة القراء والمتابعون، كما كان هناك حركة نقدية تتبنى الكتاب، ولا يوجد سوشيال ميديا تتحكم في الجماهيرية، ولكن بعد 2011 لاحظت أرقام مهولة آلاف الشباب المقبلين على التأليف، وأصبحت دور النشر تصدر الكتب بالمئات وتنشر لكل الشباب بل أن هناك مؤلفين ينشرون كتبهم على حسابهم.
نرشح لك: شروط مشاركة دور النشر بمعرض الكتاب 2019
وأشار فايز إلى أن الكتابة والنشر كان لهم رهبة، ولكن الأمر تغير حيث اختفت الخطوط الحمراء، مما أعطى جرعات من الجرأة للكاتب ليس لكسر التابوهات ولكن للنشر في حد ذاته. وبالإضافة لتلك الأعداد، ظهرت أنواع جديدة على الوسط الثقافي الكلاسيكي، حيث انتشرت كتابات التيار الإسلامي وظهرت كاتبات منتقبات وكُتّاب سلفيين، كما ظهرت كتابات رديئة بمعايير الكتابة ولكنها كانت تحقق مبيعات كبيرة ولها آلاف القراء، وهذه حالة غير مفهومة في الوسط الثقافي والأدبي وجديدة عليه.
أكد أن كتابه غير نقدي لأنه ليس بناقد، ولكنه صحفي يرصد الواقع، فرص تلك الظواهر في محاولة منه لتحليلها وفهمها والتوصل لأبعادها وبدايتها وجذورها والنتائج التي ترتبت عليها. مشيرا إلى أن الكتاب يضم مجموعة من الفصول تتناول كل الظواهر سالفة الذكر، بالإضافة إلى ثلاث حوارات لأشهر ثلاث كتاب متصدرين الساحة الأدبية وهم أحمد خالد توفيق، أشرف العشماوي، وأحمد مراد.
لفت “فايز” إلى أن اسم الكتاب “دولة أدباء الظل” جاء لأن هؤلاء الكُتاب في ظل من الحركة النقدية في مصر، حيث هناك تجاهل شبه متعمد من النقاد لهؤلاء الشباب باعتبارهم ظهروا حديثا على الرغم من أن هناك كتاب كثر منهم على مستوى عالٍ من التميز واستطاعوا تحقيق انتشار على السوشيال ميديا ونجحوا في الظهور بعيدا عن الأطر المتعارف عليها.
نرشح لك: قائمة بأبرز مواقع وتطبيقات الكتب والروايات المسموعة
واختتم “فايز” كلامه قائلا: “الكتاب سيكون عبارة عن عالم متكامل من الكتابة الأدبية لجيل من المؤلفين الشباب الذين ظهروا بكثرة، وتنوعوا بين الكاتب الردئ جدا والجيد جدا، ولكن لسوء حظهم لم يحصلوا على صك اعتماد من الناقد المصري، ولذلك أتمنى من الحركة النقدية في مصر أن تنتبه إلى هذا العالم وتعطيه حقه في النقد فليس معنى أن يقرأ الناقد بضع روايات ركيكة أن كل الروايات كذلك، بل بالعكس ظهرت كتابات فارقة ومميزة لكتاب كثيرون، فهناك من حصلوا على جائزة ساويرس الثقافية، وهناك من ترشحت أعمالهم للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد وهناك من ترجمت أعمالهم إلى لغات أخرى.
سامح فايز هو كاتب وصحفي مصري تفرغ للصحافة الثقافية، ورأس تحرير موقعي “كُتب وكتَّاب”، و”الشباك” الثقافيين. وصدر له روايتي “رحلة يوسف”، و”جحر السبع”، وكتاب “جنة الإخوان.. رحلة الخروج من الجماعة”.