أسماء شكري
من أشهر إعلاميات الشرق الأوسط، تتميز بالتلقائية وعدم التكلف والاجتهاد والشخصية القوية على الشاشة، جريئة في طرحها للأسئلة و”شاطرة” في اقتناص التصريحات المهمة من ضيوفها، لُقّبت بـ “ملكة الحوار”، إنها الإعلامية وفاء الكيلاني.
وبالتزامن مع عودتها الإثنين الماضي للساحة الإعلامية بأحدث برامجها “تخاريف” على قناة mbc بعد غياب ما يقرب من ثلاث سنوات، تحتفل “الكيلاني” اليوم 10 سبتمبر بعيد ميلادها.
نرشح لك: في 14 عامًا.. 9 صحفيين على كرسي رئيس تحرير “المصري اليوم”
21 عامًا هو عمر وفاء الكيلاني الإعلامي منذ بدايتها عام 1997 مع شبكة راديو وتلفزيون العرب “art”، قدمت خلال هذه السنوات العديد من البرامج التي نالت إعجاب المشاهدين وحققت نسب مشاهدة عالية وحفرت اسمها بين رموز الإعلام العربي المعاصر.
نقطة التحول
بدأت “الكيلاني” بتقديم برامج المنوعات الخفيفة المرتبطة بالأغاني والأفلام مثل: “كلاكيت” و “أفيش” على قنوات “art” وكذلك برامجها “غنيلي” و “فيها إيه” على قنوات “روتانا”، ونجحت بهذه النوعية من البرامج في الدخول إلى قلوب المشاهدين، بابتسامتها على الشاشة وملامحها البسيطة حتى عرَفها المشاهِد وحفظ طريقتها.
ثم جاءت نقطة التحول في مشوارها الإعلامي من خلال برنامجها “ضد التيار” عام 2007، والذي أعاد اكتشافها كإعلامية شاملة قادرة على مناقشة كل المجالات وليس الفن فقط، فناقشت فيه قضايا جدلية وظواهر شائكة في المجتمع مثل: تأجير الأرحام وبيع الأعضاء والتحول الجنسي.
بعد أن قدمت ثلاثة مواسم من برنامج “ضد التيار”، زادت وفاء الكيلاني من نجاحها وشهرتها كإعلامية تقدم برامج حوارية جريئة، عندما قدمت برنامجها “بدون رقابة” عام 2009 والذي رفعت فيه سقف الجرأة في طرح القضايا، حتى استطاعت باحترافية ومهارة عالية أن تحجز مقعدًا ثابتًا بين أفضل المحاورين العرب.
انتقلت بعد ذلك للعمل لدى قنوات “mbc” وكان أول برامجها لديهم برنامج “نوّرت” عام 2012 والذي كان بمثابة استراحة قصيرة من البرامج الحوارية الجريئة السابقة، من خلال برنامج منوعات هدفه التسلية في المقام الأول، وخرجت فيه من فكرة الضيف الواحد إلى استضافة أكثر من ضيف خلال الحلقة.
توالت برامجها على شاشة “mbc” فعادت لبرامج الضيف الواحد والحوارات الجريئة فقدمت برامجها “قُصر الكلام” ثم “الحُكم” ثم “المتاهة”، حتى عادت بآخر برامجها معهم “تخاريف”، والذي أثارت حلقته الأولى مع المطرب وائل كفوري جدلًا واسعًا بسبب تصريحاته الجريئة وغير المسبوقة.
شخصيات متنوعة
يخطىء من يرى أن ضيوف “الكيلاني” هم أشخاص مثيرون للجدل فقط، فهي بجانب شهرتها باستضافة هذه النوعية مثل الفنانة صباح أو المنتج محمد السبكي أو الفنانة فيفي عبده، تستضيف على الجانب الآخر وبنفس القدر شخصيات هادئة ليست جدلية مثل الفنانة السورية منى واصف أو المطربة أصالة.
تصريحات فريدة
ليس سهلًا على أي إعلامي أن ينفرد بتصريحات جديدة وحصرية من ضيوفه، خاصة إذا استضاف شخصية يتكرر ظهورها في الإعلام فأصبح حديثها معروفًا للمشاهدين ويمكن التنبؤ به، ولكن تتميز وفاء الكيلاني بقدرتها ومهارتها في الفوز بتصريحات فريدة لم يُدلِ بها ضيوفها من قبل، مثلما حدث في أولى حلقات برنامجها “تخاريف” مع المطرب وائل كفوري الذي بدا لجمهوره بشخصية جديدة تمامًا عليهم لم يألفوها، فقد أثارت تصريحاته خلال الحلقة جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة عندما قال إنه يعتبر الزواج أفشل مؤسسة في العالم، وكذلك عندما أجاب على سؤال: لو كنت مسلمًا هل ستتزوج 4 نساء؟ ليجيب: بل 40 أو 400! واستطاعت “الكيلاني” أن تُرينا “كفوري” غير الذي اعتدنا على مشاهدته، فلأول مرة نراه يرقص، عندما طلبت منه الرقص على أغنية “نمبر وان” للفنان محمد رمضان وكذلك رقصه على إحدى أغنيات المطرب الشعبي أحمد عدوية، أما المفاجأة الكبرى فكانت عندما قرأ إحدى آيات القرآن الكريم خلال البرنامج مما أثار دهشة الجميع نظرًا لكونه غير مسلم.
نفس الشيء تكرر مع الإعلامي نيشان عندما استضافته وفاء الكيلاني في برنامجها “ضد التيار”، فأوضح أنه مسيحيًا أرثوذوكسيًا ورغم ذلك يحفظ 28 سورة من القرآن الكريم، كذلك تصريحه الأغرب بأن والدته تودّعه عند باب المنزل قائلة له: لا إله إلا الله، فيرد عليها: محمد رسول الله!
تحدي النجاح والشهرة في مصر
نادرًا ما ينجح إعلامي في مصر ويحظى بشعبية داخلها وهو لم يعمل قط لدى إحدى قنواتها، ولكننا نجد أن وفاء الكيلاني قد حققت هذه المعادلة الصعبة بالعمل طوال مشوارها المهني في قنوات غير مصرية ورغم ذلك حققت هذه الشهرة والمكانة لدى المشاهدين داخل مصر، وهذا التحدي هو ما ساهم في فوزها بجائزة أفضل محاورة تلفزيونية لعام 2014 في استفتاء مجلة “دير جيست”.
البعد عن الشائعات
بعكس برامجها وتصريحات ضيوفها المثيرة للجدل في أحيان كثيرة، نجد أن “الكيلاني” من الإعلاميات غير المثيرات للجدل حول حياتهن الشخصية وبعيدة عن الشائعات فيما يخص حياتها الخاصة، فنلاحظ أن اسمها في الصحافة دائمًا ما يقترن بعملها وليس بقضايا شخصية، حتى بعد زواجها من الممثل السوري تيم حسن ما زالت علاقتهما بعيدة عن الصحافة والإعلام، فهي تؤمن بالخصوصية وضرورة الفصل ما بين حياة الإعلامي العائلية وعمله.
في النهاية يمكننا القول بأن وفاء الكيلاني نجحت في تكوين قاعدة جماهيرية ثابتة لا تهتز لدى متابعي برامجها، في الوقت الذي نجد فيه الكثير من الإعلاميين والإعلاميات بشكل خاص، يتأرجحون بين النجاح والاختفاء والهبوط والصعود، فهي حتى وإن غابت لعام أو عامين عن الشاشة، فيكون بسبب التحضير لبرنامج جديد بفكرة جديدة ومختلفة تعاود به تحقيق نجاح أكبر.