رباب طلعت
في المؤتمر الصحفي للإعلان عن النسخة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، قال المهندس نجيب ساويرس مازحًا مع النخبة الصحفية الحاضرة: “في حاجات تانية كتير مستنياكم”، ممهدًا لما ستكشف عنه إدارة المهرجان، في العام الثاني له، من مفاجآت، تندرج تحت وصف “التطوير والاختلاف”، حسبما ذكرت الفنانة بشرى، خلال نفس المؤتمر، ومنها ما أعلنته اليوم، الإعلامية اللبنانية، ريا أبي راشد، مقدمة البرامج الفنية، وأيقونة الشرق الأوسط الأشهر إعلاميًا لدى نجوم هوليوود.
نرشح لك – تفاصيل تقديم ريا حفل افتتاح الجونة السينمائي
يعد اختيار “الجونة السينمائي”، لريا أبي راشد، التي تعتبر واحدة من أنجح مقدمي البرامج في الشرق الأوسط، والتي وصلت للعالمية، في سنٍ مبكرة، وحققت نجاحًا كبيرًا، خلال سنوات عملها كمقدمة برامج والتي بدأتها بـ”الصدفة” بحسب قولها في أحد الحوارات الصحفية، وهي في الثامنة عشر من عمرها، أحد خطوات المهرجان للوصول الحقيقي للمنافسة العالمية، لعدة أسباب يرصدها “إعلام دوت أورج” فيما يلي:
سفيرة العرب في هوليوود
في حوارها مع “سيدتي” قالت ريا أبي راشد، إن الجمهور العربي يصفها بأنها سفيرته في هوليوود، وذلك لأنها الوجه العربي الأبرز في إجراء الحوارات مع كبار نجوم السينما العالمية، حتى إن نجم السينما الأمريكية جورج كلوني قد طلبها بالاسم لإجراء حوارٍ معها أثناء حضوره وتغطيتها لفعاليات مهرجان فينيسيا، قبل زواجه من أمل علم الدين، وقد كان ذلك لقائه الوحيد، وفي نفس الحوار مع “سيدتي” أكدت أنها ليست المرة الأولى فالعديد من النجوم قد طلبوها من قبل، ما يعني أن اختيارها لتعلن هي عن صافرة انطلاق الجونة السينمائي في نسخته الثانية، سيكون له صدىً عالميًا، وسيعزز من الثقة التي اكتسبها في دورته الأولى.
لا صداقات.. فقط الاحترافية
على الصعيدين العربي والعالمي، كثيرًا ما تتحكم صداقة الإعلامي ببعض الفنانين في مجرى الحوار، وحتى في اختيار ضيوفه، إلا أن ريا أبي راشد ترفض مثل تلك الصداقات، فهي لا تحرص على توطيد علاقتها بالنجوم على المستوى الشخصي، حتى إنها في حديثها مع مجلة “لها” قالت إنها تلقت الكثير من الاتصالات الهاتفية، التي تسألها عن كواليس زفاف جورج كلوني وأمل علم الدين، ظنًا منهم أنها أحد المدعوين، لكنها نفت ذلك تمامًا مؤكدة أن ما يميز حوارتها مع نجوم هوليوود، وحتى العرب، هو الاحترافية والمصداقية، مؤكدة أنها تحافظ على “مسافة بينها وبينهم”، دائمًا، لافتة إلى أن ذلك سبب نجاحها، ولعل ذلك أيضًا سبب تقدير النجوم لها عالميًا، وبالتالي احترامهم لما تقدمه، ومنه الجونة السينمائي.
القناعة سر الاختيار
ريا أبي راشد أوضحت في حواراتٍ صحفية سابقة أن سبب رفضها لعدة عروض كبيرة و”مغرية جدًا” على حد تعبيرها لماركات عالمية، بأن تكون الوجه الإعلاني لها، هو أنها لا تناسبها، بعكس الماركات الثلاث الشهيرة -هواتفSony، وساعات وإكسسوارات IWC، وملابس Banana Republic- التي تشبهها، وتتناسب مع اختياراتها، وكذلك لأنها بالفعل تستخدمها في حياتها الشخصية، فهي المفضلة لها، لذلك لم تتعارض مع قناعاتها، فوافقت على الترويج لها، وكذلك فقد رفضت من قبل تقديم “ET بالعربي”، على “MBC”، لأنها لا يلائمها، لتمسكها بـ”scoop” برنامجها المفضل منذ سنوات، والذي نجحت من خلاله بإجراء العديد من الحوارات، واصفة أن عدم اختيارها للبرنامج الآخر، ليس لأنه لا يلائم طموحها، ولكنه ذو طابع مختلف عنها، وذلك يؤكد أنها دائمًا ترفض اختيار أي شيء لا يناسبها، ما ينعكس بالإيجاب على المهرجان، لموافقتها على تقديم حفل افتتاحه.
الكاميرا تبتسم لريا أبي راشد
“أحاور الممثلين ولا أجيد التمثيل”… هكذا أجابت في حوارها مع “لها” عن سبب عدم تفكيرها في التمثيل، مؤكدة على أنها حتى في طبيعتها اليومية لا تجيد التمثيل أمام الكاميرا، لافتة إلى أنها في أيامها العادية تفضل عدم وضع أية أنواع من المكياج، حتى لو كانت “ماسكارها” لأنها تحب أن تكون على طبيعتها و”Fresh”، مضيفة أنها تهتم بالنوم 8 ساعات، حتى إنها اضطرت قبل تقديم إحدى حلقات “Arabs Got Talent”، للنوم في الطائرة 4 ساعات لتستكمل الأربعة التي نامت فيها في المنزل، لأن ذلك يساعدها على التركيز بشكلٍ أكبر، سيظهرها بشكلٍ عفوي ومرح، ويمكنها من إتقان تقديمها للبرنامج فهي تحتاج لأن تكون في قمة تركيزها ووعيها، مؤكدة أن اهتمامها الأكبر بأسلوبها أمام الكاميرا، لا ما سترتديه أمامها لأنها “إعلامية وليست عارضة أزياء” والجمهور اعتاد أن يهتم بما تقدمه لا ما ترتديه، مردفة أنها تعتني بنفسها من الداخل، لأن سعادتها الذهنية هي مرآتها الصادقة على الشاشة، ولعل ذلك يفسر لم تحب الكاميرا ريا أبي راشد، وبالتالي لم هي من المفضلات عربيًا وعالميًا، وتنجح دائمًا في جذب الجمهور ببراعة شديدة، ولا يكاد يذكر لها يومًا أنها أخطأت أو ارتبكت وإن حدث فلم يلاحظه الجمهور أو يعلق عليه لما تضفيه على الشاشة من مرح وسعادة حقيقيين، غير مفتعلين، وبالتالي ينتظر الجمهور حفل افتتاح مختلف للجونة السينمائي.
ريا.. البسيطة الناعمة
دائمًا ما يلاحظ جمهور ريا، سواء كانوا من متابعي برامجها، أو أخبارها، أو حتى المهتمين بالمهرجانات، إطلالتها الساحرة على السجادة الحمراء، بالرغم من تأكيدها مسبقًا أنها لا تهتم كثيرًا بالموضة، فهي ليست خبيرة بها، على حد وصفها، فهي فقط تتابع إطلالات الفنانات على “الريد كاربت” لتنتقي منها ما يلائمها، ويناسب ذوقها الذي يميل للشكل البسيط الناعم البعيد عن المبالغة، حتى إنها اقتبست فكرة فستان زفافها من إحدى الممثلات في مهرجان “كان” السينمائي، حيث إنه لفت نظرها وفي اليوم التالي قصدت دار Valentino لتشتريه، ما يُنبئ بأن مهرجان الجونة سيتجنب أحد أبرز العيوب الشهيرة التي تقع فيها الكثير من المهرجانات العالمية، وتتحدث عنها الصحف وهي سوء اختيار مقدمات الحفل، أو الحضور لأزيائهن، خاصة تلك المبالغ فيها، والصادمة، وذلك ينطبق أيضًا على أسلوبها في التقديم.
السجادة الحمراء تليق بريا
من ضمن الانتقادات التي وجهت لمهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى هو ما حدث مما وصفته بعض الصحف بـ”عدم التوفيق” في تقديم الفنان أحمد فهمي لحفل الافتتاح العام الماضي، كون طريقته الكوميدية، كانت غريبة نوعًا ما على المهرجانات العربية، بعكس العالمية حيث إنه متعارف عليه بها خاصة الأوسكار، ولعل اختيار ريا خطوة ذكية وموفقة لتفادي مثل ذلك الانتقاد، لخبرتها الواسعة بالوقوف على السجادة الحمراء، في المهرجانات العالمية، وكذلك تقديم الحفلات الكبيرة والوقوف على المسرح وسط صخب الحضور الكبير، كما أنها سبق لها تقديم جوائز في مسابقات كبيرة، مثل “IWC Film Maker Award”، التي أطلقتها شركة الإكسسوارات الشهيرة، لاهتمامها بالسينما ودعمها لها، حيث إن “أبي راشد” هي وجهها الإعلاني، لذلك وقع اختيارهم عليها.
السينما وريا.. حب متبادل
كثيرًا ما تصرح محاورة النجوم الشهيرة بأنها “تحب السينما”، وتدعم كل من يقدم لها دعمًا، ويساند في صناعتها، حتى إنها أكدت أن من أسباب موافقتها لأن تكون وجه “IWC” الإعلاني هو أن الأخيرة أطلقت جائزة لدعم مخرجي الخليج، لإنتاج أفلامها، كما أن علاقة ريا بالسينما والتي بدأت بحوارها الأول مع ميج ريان، عام 1998، والتي ذكرت في حوارات صحفية من قبل بأنها من كثرة حماستها بذلك اللقاء قد اشترت لـ”ريان” عباءة عربية كهدية، علاقة جاوزت الـ20 عامًا، حتى إنها اختطفتها من حلمها الأول بأن تكون سياسية، فقد صرحت من قبل أنها أصبحت تكره السياسة مؤخرًا، لأنها السبب في كل الحروب الأخيرة، وما تخلفه من موت ودمار، بعكس السينما التي تعكس ملامح الإنسانية على شاشتها، لذلك أعطتها اهتمامًا كبيرًا، جعل صناع السينما في العالم يفضلون ريا أبي راشد، ويعتبرونها أحد أهم المحاورات لنجومها، أي أن علاقة الحب بينها وبين السينما متبادلة، ما يجعلها الاختيار الأنسب تمامًا لتقديم حفل الافتتاح الثاني للمهرجان السينمائي الوليد، والطامح في المنافسة العالمية.
بالعربي والإنجليزي
أحد أهم الأشياء التي يجب الإشارة لها في مميزات ريا أبي طالب، هو أنها بالرغم من براعتها في اللغة الإنجليزية، اللغة التي تحاور بها نجوم هوليوود، فهي تتكلم بلهجتها اللبنانية العربية تمامًا، أثناء الوقوف أمام الشاشات العربية، وتتحدث بكلاهما بإتقان تام، ومخارج حروف سليمة، وتعبيرات متقنة، وصوت ثابت واثق لا يهتز، أي أنها تستطيع دون مترجم الحديث مع كافة الحضور ومخاطبتهم، دون تكلف أو عناء.
لأننا نحب ريا أبي راشد
السبب الأخير، لا يحتاج للكثير من الكلمات للتعبير عنه، فقط يكفي القول بأن الجونة السينمائي يخطو بالعالمية، باختياره لريا أبي راشد، لأن الكثيرون سيهتمون بمتابعة فعالياته، والحديث عنه، فقط “لأننا نحب ريا أبي راشد”، ليس فقط على مستوى المتابعة لبرامجها الفنية، أو الاهتمام بالأحداث السينمائية، ولكن لأنها كما ألمح التقرير من قبل هي “سفيرة العرب لدى هوليوود”.