أسماء شكري
عاشق للراديو منذ صغره، بدأ بالتعليق الصوتي على الأخبار عبر الإنترنت وله تجارب في تسجيل الكتب الصوتية، عمل كمذيع راديو لأول مرة بعد انضمامه إلى “راديو مصر” في يناير عام 2017، ويقدم من خلاله حاليًا برنامج “وردية ليل”، هو المذيع حسام كامل.
إعلام دوت أورج تحاور معه للحديث عن تجربته في الإذاعة وكانت هذه أبرز تصريحاته:
1- اسم “وردية ليل” جاء من توقيت إذاعة البرنامج وهو من الساعة 12 حتى الثانية صباحًا، فأغلب الأشخاص المستيقظين في هذا التوقيت يكونوا “سهرانين في شغلهم” ويُطلَق عليه “وردية شغل”، وبما أنها تكون أثناء الليل فـ أسميناه “وردية ليل”.
2- كان هناك عدد من الأسماء المقترحة للبرنامج مثل: “نبطشي” و “برة الكوكب” و “برة المجرة”، ولكن في النهاية تم الاستقرار على “وردية ليل”.
3- يتناول البرنامج الأفكار التي ترِد على ذهن الشخص الذي ما زال مستيقظًا في هذا التوقيت المتأخر من الليل، وهي في الغالب أفكار تدور في نطاق الـ overthinking أو التفكير المفرط.
4- اكتشفت وجود رواية تحمل اسم “وردية ليل” للروائي إبراهيم أصلان، ولكن هذا الأمر وليد الصدفة البحتة وليس هناك أي علاقة بين البرنامج والرواية.
5- لست من هواة الصورة خاصة ما يُقدَّم على الشاشة من برامج في مصر حاليًا مع احترامي لكل ما يتم تقديمه، نظرًا لضعف الإمكانيات المتاحة ونقص العديد من عناصر الإبهار.
6- المُشاهد اليوم لن يتابع برنامجًا بصورة ضعيفة ومحتوى ردىء ومتكرر، لأنه يبحث دائمًا عن كل ما هو مختلف، والبرامج التي تستخدم التقنيات الحديثة والإمكانيات الهائلة في مصر تُعد على أصابع اليد الواحدة.
7- لا أفضل تقديم برنامج تلفزيوني بسبب ضعف الإمكانيات وليس فقر المحتوى أو قلة الأفكار الجديدة، فلدينا في مصر “صنايعية كويسين يطلعوا محتوى كويس قوي”.
8- الراديو بالنسبة لي عشق، ولا أصنف نفسي على أني نجم راديو حتى الآن، ولكني مجرد مذيع “بيحب شغلانته وفيه ناس بتحبه”.
9- صعب جدًا أن أجد مَن يوافق على تطبيق الأفكار التي لدي لتقديم برنامج تلفزيوني.
10- أنا مدمن برامج حوارية، فإذا قررت خوض تجربة التقديم التلفزيوني فسوف أختار هذه النوعية، ولا أفضّل تقديم برامج “توك شو”.
11- برامج الهواء دائمًا مليئة بـ “المطبات”، وتتطلب قدرًا كبيرًا من هدوء الأعصاب وطول البال والصبر قدر المستطاع على المستمع، مع مراعاة عدم الخروج عن الآداب العامة.
12- شريحة مستمعي “راديو مصر” السابقة كانت في الغالب من كبار السن من مستمعي الراديو الرسمي الكلاسيكي، ولكن مع خطة تطوير المحطة أصبحنا نخاطب عددًا من الشرائح العمرية المختلفة خاصة الشباب، وهي الشريحة التي أخاطبها من خلال برنامجي.
13- أدى ذلك إلى أن طبيعة الموضوعات التي أقدمها قد تكون خفيفة ولكنها تحمل بعدًا وفكرة، وتتعرض للهجوم أحيانًا من المستمع القديم كبير السن ويعتبرها موضوعات تافهة.
14- مستمع الليل يختلف تمامًا عن مستمع النهار، فجمهور الليل يتصل بالبرنامج لتبادل الحديث مع المذيع، وليس لتمضية الوقت وتهوين زحمة الطريق كما يفعل جمهور النهار.
15- أحرص على الاستماع لحلقات برنامجي، بغرض رصد الملاحظات السلبية والإيجابية على ما قدمته خلال كل حلقة.
16- أهتم بمعرفة رأي زوجتي عقب كل حلقة نظرًا لكونها “مستمع برىء” وليست مستمعًا فنيًا، كذلك أسأل شخصًا أثق فيه و “يكون بيفهم فنيًا”، بالإضافة إلى آراء بعض أصدقائي، فهم ليسوا فنيين ولكنهم سيخبروني بملاحظاتهم بكل صراحة.
17- أسلوب “وردية ليل” الساخر والمرح نوعًا ما، جاء مزيجًا من شخصيتي في الحقيقة، بالإضافة إلى توجّه البرنامج وفلسفته القائمة على أنه لا يجب أخذ الأمور بجدية طوال الوقت، ولكن الأصح أن تكون الحياة خليطًا من الجد والهزل.
18- لست شخصًا يميل للجدية في حياتي الشخصية وفي الوقت ذاته لا استطع الادعاء أني شخصًا ساخرًا، فعندما يستدعي الأمر بعض الجد أفعل ذلك ونفس الشىء عندما يستدعي السخرية.
19- فكرة التمثيل ترِد على بالي في بعض الأحيان، ولكني لا أتخيل نفسي كوميديانًا على الشاشة، ولم أتلق عروضًا للتمثيل.
20- أنا عضو في ورشة كتابة، وكانت لدينا محاولة لكتابة نص كوميدي خلال الفترة الماضية، ويمكنني إلقاء نكتة ولكني لا أمتلك قدرات صنع محتوى كوميدي.
21- “راديو مصر” إذاعة حكومية تحمل اسم الدولة تحت مظلة قطاع الأخبار، فلا يستطع تخفيف المحتوى الخاص به كثيرًا ولكنه يستطيع تقديم محتوى عصريًا، وهو ما نحاول تقديمه خلال هذه الفترة بالتزامن مع الشكل الجديد للمحطة الذي تم إطلاقه مؤخرًا.
22- اقتربنا من تحقيق هذا التجديد ولكن ليس بالقدر المطلوب، فما زال ينقصنا تطبيقه بشكل أكبر، ويُنتظر تحقيق ذلك في المرحلة المقبلة من تطوير المحطة لأنه لا يمكن التحول ما بين يوم وليلة.
23- “راديو مصر” يختلف تمامًا الآن عن فترة ما قبل الانطلاقة الجديدة، من حيث نوعية الشرائح المستهدفة والموضوعات المقدمة خلال البرامج.
24- التوجه العام للمحطة حاليًا هو تقديم محتوى عصريًا يناسب الشباب في إطار خفيف وليس مسف، حتى لا تكون إذاعة الدولة موجهة فقط لكبار السن.
25- الراديو بالنسبة لي يتمثل في الإذاعية آمال فهمي والفنان فؤاد المهندس في برنامجه الإذاعي الشهير “كلمتين وبس” بالرغم من أنه ليس إذاعيًا.
26- نجاح أو فشل مذيعي الراديو في تجارب التقديم التلفزيوني ترجع للفروق الفردية بينهم وليست لها قواعد ثابتة، فلدينا أمثلة ناجحة جدًا من مذيعي راديو اتجهوا إلى التلفزيون، وعلى النقيض هناك أمثلة أخرى لمذيعين راديو فشلوا في تجاربهم التلفزيونية.
27- أطلقْت على مواقع السوشيال ميديا مصطلح “السرايا الزرقاء”، فأرى أن التعامل مع هذه المواقع بجدية يُعد دربًا من دروب الجنون، نظرًا لأن أغلب روادها تختلف طبيعة تعاملهم من خلالها عن طبيعتهم في الحياة.
28- أستخدم مواقع السوشيال ميديا في نطاق محدود يكون أغلبه في عملي، وأرُد على أي شخص يعلّق لدي حتى لو أبدى رأيًا مخالفًا لرأيي، طالما أنه عرَضه في حدود الأدب والاحترام وبعيدًا عن نوبات الجنان التي تصيب مستخدمي هذه المواقع.
29– السوشيال ميديا غيرَت شكل الميديا في العالم، لأنها جعلت كل شخص يعتقد أنه يصلح أن يصبح نجمًا في يوم واحد، فـ سهّلَت عليه صنع محتوى يتضمن كتابة وصور وفيديو، وفتحت الباب لتطرف فكري لعين في رأيي، سوف يعاني منه الناس في السنوات المقبلة.
30- أصبحت روشتة النجاح على السوشيال ميديا في الغالب، هي طرح محتوى مثيرًا للجدل لجذب عدد أكبر من المتابعين، سواء معجبين أو منتقدين.
31- الراديو من وجهة نظري لديه ميزة ليست موجودة لدى أي فرع من فروع الميديا، وهو أن قياس مستوى الاستجابة عند المتلقي يكون فوريًا وإيجابيًا جدًا، فـ مذيع الراديو الذي يقدم برامج الهواء يلمس رد فعل المستمع على الفور أثناء الحلقة، بعكس مذيع التلفزيون الذي يوجد بينه وبين المُشاهد حاجزًا كبيرًا.
32- الارتجال على الهواء في برامج التلفزيون مربك أكثر منه في البرامج الإذاعية.
33- فكرة البرامج الإذاعية التي يتقاسم تقديمها اثنان من المذيعين، تصبح عظيمة جدًا ومفيدة بشرط أن يُكوِّنا فريقًا واحدًا “Team player”، ويكون لكل منهما دوره المحدد، ولكني لا أفضّل تطبيق نفس الفكرة على البرامج الحوارية التلفزيونية لأنها تُصيب المُشاهد بالتشتت عند طرح الأسئلة على الضيف.
34- لي تجربة شخصية لطيفة في تقديم برنامج مشترك، من خلال برنامج “كلام وسط البلد” الذي قدمته لفترة على “راديو مصر” مع الزميلة نسرين أنور عكاشة.
35- أرحب بفكرة تقديم برنامج إذاعي بمشاركة مذيع آخر، وقد قُدمت من قبل ونجحت بشكل كبير، مثلما حدث في برنامج “للرجال فقط” الذي قدمه معًا الإعلاميان أكرم حسني وكريم الحميدي على إذاعة “نجوم إف إم”.
36- علم الميديا تراكمي ليس له قواعد فيزيائية، فعندما ينجح شخص ما داخله “بنفصّله نظرية نشوفه نجح ليه”.