بالبيان الصادر اليوم من مؤسسة دويتشه فيله الألمانية عن واقعة التحرش، تخرج قضية اتهام الإعلامي يسري فوده بحسب التقارير الصحافية المنشورة قبل أيام وتحدثت عن تورطه في الواقعة، من حيز الشبهات إلى حيز الاتهام الذي يحتاج لدليل براءة قوي، حتى لا تلتصق التهمة بالإعلامي المصري المقيم في برلين مدى الحياة، علماً بأن مجريات الأمور منذ مساء الاثنين الماضي وحتى الآن، تطرح العديد من التساؤلات التي لم تجد لها إجابة، وتحول الشكوك إلى شبهات، بالرغم من عدم تضمين بيان دويتشه فيله لاسم يسري فوده بشكل صريح، ليبقى “آخر كلام” في المسألة بيد القضاء الالماني.
أزمة معلومات
رغم إعلان يسري فوده مغادرته قناة دويتشه فيله قبل نحو شهرين، إلا أن الأخبار حول اتهامه بالتحرش لم تخرج سوى منتصف الأسبوع الماضي، وتضمنت أسماء اثنين من الصحفيات قيل إنهن يعملن في دويتشه فيله، لكن في البداية التزمن الصمت تجاه الأخبار، التي ذكرت أسماءهن صراحة، لكن المفاجأة الأكبر في البداية كانت بتدوينة كتبتها فتاة مصرية مقيمة في أوروبا وحاصلة على اللجوء الجنسي، تحدثت فيها عن واقعة اتهمت فيها فوده بالتحرش بها مع بداية انتقاله إلى ألمانيا، بعدما حجز لها تذكرة طيران ذهاب وعودة، وطلب منها الحضور لبحث إمكانية انضمامها لفريق عمل برنامج “السلطة الخامسة”.
صحيح أن التدوينة حذفت بعد عدة ساعات دون توضيح عن أسباب الحذف، لكن يسري فوده استبق حذفها برسالة إلى متابعيه من حسابه الشخصي يشكرهم على ثقتهم فيه، ويطلب مراسلة دويتشه فيله من أجل معرفة مدى مصداقية هذه الأخبار، مع احتفاظه وشبكة أريج التي ورد اسمها في التقارير بشأن وجود مخالفات مالية في الاتفاقات التي جرت بشأن البرنامج، بحق الرد.
نرشح لك: توقف برنامج يسري فودة على “دويتشه فيله”
غموض الردود
إعلام دوت اورج تواصل مع المتحدث الرسمي باسم دويتشه فيله بعد تدوينة يسري فوده، والذي رد باقتضاب على تساؤلات عديدة عن الفساد المالي، وما إذ كان هناك مخالفات مالية أو تحقيقات داخلية في وقائع تحرش، مكتفياً بتأكيد خبر رحيله من دويتشه فيله من القناة وعدم التعليق على هذه الأخبار، مع الأخذ في الاعتبار أن طلب يسري فوده من متابعيه بالرجوع للمؤسسة الألمانية كان يفترض أن يكون بتنسيق بينهما، إذا كانت الأخبار كاذبة بشكل كامل، لا سيما وأن القناة الألمانية نظمت احتفالًا مع انتهاء حلقات برنامجه “السلطة الخامسة” الشهر الماضي، في وقت ذكرت فيه تقارير صحافية أن عقد يسري فوده كان يفترض أن يمتد لثلاث سنوات بحسب الاتفاق الموقع بينه وبين القناة، لكن تم إنهاؤه بسبب اتهامات التحرش.
دفاع عن النفس
في تدوينته الثانية عن الأزمة، كتب يسري فوده عبر حسابه أن هذه الحرب فرضت عليه، ودوَّن عنوان منزله في برلين، مؤكداً على أنه لم يتلق أي دعاوى قضائية، لكن تدوينتان جديداتان أثارتا جدلاً مختلفًا عمَّق الشكوك وقربها إلى اليقين في حدوث واقعة تحرش، أو على الأقل وجود اتهام لم يتحول لإدانة في الأمر.
زيادة الشبهات
التدوينة الأولى هي التي كتبتها الصحفية وفاء البدري، والتي لم تنف فيها الواقعة واعتبرت ان اسمها تم الزج به، ألمحت بشكل مباشر إلى أن هناك أمرا ما حدث بالفعل، دون أن يكون هناك توضيح أو حسم بشكل قاطع منها، سواء بالنفي أو الاثبات.
أما التدوينة الثانية فكتبتها ألما العنتبلي خطيبة يسري فوده السابقة والتي قالت فيها “وهيك فجأة الواحد بيفيق بيلاقي حاله ضحية كذبة كبيرة كتير .. فقاعة وهم هائلة.. وصورة مرسومة بالزيف انقفل عليه جواها وانسحب منه المفتاح.. بيتأكد إنه كان صح وما كان مجنون.. بينسبط أنه الله نجاه .. بيتطلع بالمراية ومن قلب الوجع بيمسح دموعه وبيقول ليه ما صدقت حالك؟ ليه لما كان كل شي قدام عيونك كنت مصر انه طيبتك وأصلك الطيب وقلبك .. قلبك الجحش .. هنن يلي يغلبوا؟ الحمد لله على سلامتي .. يوماً ما بترجع بكامل تمامها وألقها”، وهي التدوينة التي اعتبرت ضربة قاسمة لمصداقية الإعلامي المصري بعدما جاءت من الفتاة التي كانت اقرب الناس إليه يوماً ما وأعلن ارتباطهما في حفل بسيط”.
الضربة القاصمة
الضربة القاصمة لصاحب “آخر كلام” جاءت من مؤسسة دويتشه فيله التي كتب قبل أيام فقط طالباً سؤالها، حيث أصدرت بيانًا رسميًا بُث من المؤسسة الألمانية الشهيرة الممولة من أموال دافعي الضرائب الألمان، تتحدث عن واقعة تحرش منظورة أمام القضاء الالماني.
في البيان أكدت دويتشه فيله “أنها أحيطت علمًا مؤخرًا بواقعة تحرش جنسي محتملة، التحقيق الذي أطلق على الفور أظهر أن الاتهامات المقدمة يمكن تصنيفها على أنها ذات مصداقية، وأنها اتخذت بعد ذلك الإجراءات اللازمة، وأن الشخص المتهم لم يعد يعمل لدى دويتشه فيله”، مشيرة إلى أنه ليس بإمكانها الإدلاء ببيانات مفصلة عن الواقعة أو الأشخاص المعنيين بها لأسباب قضائية.
“آخر كلام”
المؤكد أن يسري فوده أصبح في موضع اتهام لا محالة؛ اتهام لا يعني بالضرورة أنه مدان فيه بشكل كامل، ولكن اتهام عليه أن يثبت منه براءته، أو على الأقل ينتزعه من دويتشه فيله التي قال عند بداية التعاقد معها “إنها منبر يتمتع بالمهنية والاحترام”، خاصة وأن بيان المؤسسة الألمانية وإن لم يذكر اسمه فإن جميع تفاصيله تأتي متشابهة مع يسري فوده والاتهامات التي تلاحقه.