دينا هاشم
المعادلة في الترويج لأي مُنتَج أو خدمة أي كانت معروفة وببساطة شديدة هي: (مستهلك + وسيلة + رسالة + محتوى)، وإذا حاولنا تحليل هذه المعادلة بشكل تفصيلي سنجدها كالآتي: المستهلك هو المشاهد، الوسيلة الأكثر انتشارًا هي التليفزيون، الرسالة هي اسم المُنْتَج ومعلومات هامة عنه، والمحتوى هو المسلسل أو البرنامج الذي يتم وضع إعلان المُنْتَج داخل فواصله الإعلانية ليشاهدها المستهلك، ثم قرار شراءه أو استهلاكه يأتي بعد ذلك.
نرشح لك: طارق الشناوي يكتب: لجان تحكيم المهرجانات.. كيف يتم التقييم؟!
هل يُمكن لمُنتَج أن يكون جزءًا من المحتوى ومن أحداثه وقصته وليس فقط في شكل إعلان في فاصل؟
بالتأكيد ممكن، ليس هذا فقط، بل قد يتم تفصيل فيلم كامل أو مسلسل تدور أهم أحداثه عن هذا المُنْتَج أو مجموعة من المنتجات والخدمات التجارية، والأمثلة في برامج ومسلسلات وأفلام عالمية كثيرة؛ أبرزها المسلسل الكوميدي “فريندز” الذي تخللت أحداثه ومشاهده العديد من المنتجات التي كان يستخدمها الممثلون كجزء طبيعي من حياتهم اليومية في المسلسل؛ القهوة، الكورن فليكس، كوكا كولا وسفن أب، وغيرهم.
وكان يتم استخدامهم في المسلسل بشكل ذكي للغاية، وغير مفروض على الأحداث، ولكن لاحظه جمهور المسلسل وأصبح أكثر ارتباطاً بالمنتجات مع زيادة ارتباطه بالمسلسل، وهذا أيضًا كان له عائد إيجابي على المسلسل لأنه أضاف له الكثير من الواقعية.
نفس الشيء تكرر في كثير من الأفلام؛ أشهرها فيلم the terminal لتوم هانكس، حيث كانت المنتجات والمطاعم ظاهرة بوضوح كجزء من أحداث الفيلم.
إذن.. ماذا يستفيد المُنْتَج من وجوده داخل قصة المسلسل أو البرنامج أو الفيلم؟!.. إليكم هذه الفوائد:
١– الربط بين المُنْتَج وشكل حياة أو عالم معين في ذهن المشاهد/ المستهلك.
٢– التعرف الإيجابي على المُنْتَج أو الخدمة وزيادة شهرته وبالتالي زيادة الإقبال عليه.
٣– أثبتت البحوث أن استخدام المُنْتَج الصحيح في القصة المناسبة، يساعد على زيادة المبيعات للمُنتَج.
٤– الوصول بالمُنتَج للمستهلك الذي لا يشاهد الفقرات الإعلانية، لأنه سوف يكون جزءًا من أحداث القصة للفيلم أو المسلسل الذي يتابعه المستهلك.
وماذا يستفيد المنتجون والقنوات؟
١– ربط العمل الفني أو البرنامج بأسماء منتجات معروفة ومشهورة، يكون له تأثير إيجابي على العمل ككل، ويزيد من مصداقية العمل مع المُشاهد.
٢– مصدر دخل زائد وخارجي للمنتجين وللقنوات.
٣– إضافة الواقعية للأحداث، وبالتالي سهولة ارتباط المشاهد بالعمل.
وإذا كان هذا الزواج بين المُنْتَج والمحتوى مهما وإيجابيا لجميع الأطراف، وله عوائد مادية وتسويقية لصناعة المحتوى والإعلان، لماذا يواجه صعوبة في إتمامه ونجاحه في مصر؟
الإجابة في المقالة القادمة…
كاتبة المقال الرئيس التنفيذي لشركة Green Production