هو قادر على توجيه الإهتمامات وخلق رأي عام وخلط الأولويات وجعل (الحبة قبة) وجعل الحمار بطلاً خبرياً ونجماً ناهقاً يخطف الأضواء إنه (ﻻمؤاخذة) الإعلام القادر على أن يخرج البيضة من أذن الكتكوت! وجعل المتلعثم العيي مفوهاً محاوراً موجهاً للجماهير المتعطشة لمتابعة قزم جاهل وكأنه عملاق موسوعي!
في ظروف ومشاكل وملمات تعيشها البلاد ما أهمية كل تلك التغطيات الصحفية والمتابعات التليفزيونية لتواجد حمار في مطار القاهرة؟!
هل فكر أحد في معرفة هوية الحمار؟ في عمره؟ في مشاكله الأسرية والمهنية؟ في انتماءاته الحزبية وأفكاره الإيدولوجية؟ في سلوكياته العقائدية وأنشطته الحقوقية والسياسية؟! كل هذه الأسئلة مازالت عالقة مفتوحة ﻻ تجد إجابة شافية وﻻ (ربطة برسيم كافية)!
هناك شخص مسئول لم يربط الحمار (مطرح مايحب صاحبه) ولم يمتثل وينفذ حكم وخبرات السابقين كما يقول المثل الشعبي!
و دعوني أفجر مفاجئة من العيار الثقيل وأخبر القارئ الهمام أن حمار مطار القاهرة ليس حماراً وإنما هو جحش حصاوي من عائلة عريقة لها تاريخ تليد!
معروف ومحفوظ أن الإعلام له جمهور مستهدف سواء قارئ أو مستمع أو مشاهد …وهذا تقليدي نحمله على ظهورنا ونضعه أحياناً في عقولنا… ولكن يبدو أن الجحش والحمار دخلا في سباق محموم ومنافسة شديدة الوطيس دامية الحوافر ولها ذيول على مقعدي القائم بالإتصال والمتابع! وهذا هو الجديد والمفيد على الأقل من وجهة نظر الجحش!
وفي تصوري أننا تنقصنا ثقافة الحمير فإذا أردت أن تقيم مجتمعاً ما وإذا مانويت أن تقيم وتحكم على شخصية ما فلتر (الياء محذوفة عشان فعل الأمر وعشان أنا مش حمار) مدى معرفته وفهمه لأنواع الحمير فالمعروف لكل قارئ متابع وجود صنوف وأنواع ولكن مايهمني هنا الإشارة إليه والتأكيد عليه هو الحمار الوحشي والحمار الأهلي (العائلي) وحمار الحكيم وحمار من الشرق وأخيراً حمار المطار الذي سيسجل نقلة نوعية في عالم وسوق الحمير بتألقه وذكائه الإجتماعي وتعمده في اختيار مكان وزمان الظهور متفوقاً على أقرانه من حمير عادية وحتى الحمير سابقة الذكر كالوحشي الذي يشبه في سلوكه القوى العظمى بجبروته وصلفه وشموخه وجموحه وقوته وإجرامه وعدم اكتراثه! والأهلي أو العائلي الذي يشبه الإنسان الروتيني الذي له دوام ومربوط على درجة مالية والناس درجات!
وأزعم أن حمار المطار تفوق كذلك على حماري الحكيم والسعدني (حمار من الشرق) ﻷن الأخيرين لم يشرفا بهذا الإهتمام ولم يحظيا بهذه النجومية وتلك المكانة!
بقى رفسة أخيرة أود أن أسددها للقائمين على المنظومة التعليمية مطالباً إياهم بضرورة إنشاء معهد متخصص في عالم الحمير لأن المستقبل الحقيقي وفرص العمل القادمة ستكون وثيقة الصلة بهذا العالم خاصة في عالم الإعلام الذي يرحب ويفتح الأبواب ويعطي الفرص ويسخر الإمكانيات لأصحاب الحدوات، أقصد القدرات!
طارق البرديسي : ماسبيرو ..القيمة والقامة وعزبة ماما….!!!