أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، ومقره مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، تقريره الشهري “أغسطس 2018″، مقدِّمًا للقارئ عمومًا والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلال الفترة الزمنية محلّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة.
تناول القسم الأول من التقرير الشأن الداخلي الإيراني، بعد أن فكَّك الخطابات والشعارات الدينية تجاه أزمات الشعب المعيشية، التي تتهم روحاني وفريقه الوزاري بصناعة ما حدث من صعوبات اقتصادية، إضافةً إلى تفاعل تلك الخطابات مع الهجوم الذي شنَّه محتجُّون على إحدى الحوزات الشيعية بمدينة كرج.
في نفس السياق، ناقش التقرير في جزئه الداخلي أيضًا استجواب الرئيس الإيراني أمام البرلمان، والأسئلة التي طرحها عليه الأعضاء، والموقف من إجابات روحاني في تلك الجلسة، وصولًا إلى تراجع النواب عن إحالة هذا الملفّ إلى السطلة القضائية.
وفي الجانب الاقتصادي وقف التقرير على أهمّ التطوُّرات القطاعات الاقتصادية ومدلولاتها، مثل تراجع صادرات النِّفْط بسبب وقف عديد من شركات الشحن العالمية التعامل مع إيران خوفًا من تَعرُّضها للعقوبات الأمريكية نوفمبر المقبل.
كما حضرت تفاعلات القضية السورية في تقرير أغسطس، إذ تناول الشأن العربي مستجدات القضية السورية ومستقبل الدور الإيراني هناك، خصوصًا على ضوء تنامي الرغبة الإيرانية في تعزيز حضورها العسكري والاقتصادي في مرحلة ما بعد داعش وإدلب، انطلاقًا من زيارتي وزير الدفاع ومساعد وزير الطرق والتعمير الإيرانيين لدمشق خلال الفترة التي غطّاها التقرير، وتنامي الدعم المالي الإيراني للميليشيات الموالية على الأراضي السورية، دون إغفال الصفقة (الروسية – الإيرانية –الإسرائيلية)، والغارات الإسرائيلية ضدّ الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، مرورًا بالصراع الروسي – الإيراني على تقسيم مناطق النفوذ في سوريا، ومحاولة العودة إلى الطاولة السياسية والتفاوضيَّة ومباحثات أستانة.
وتزامن هذا التقرير مع دخول العقوبات الأمريكية في دفعتها الأولى حيِّز التنفيذ، تحديدًا في السابع من أغسطس، وما تَرتَّب على ذلك من ازدياد حِدَّة التوتر في العَلاقة بين الطرفين، وفي ظلّ تَمسُّك كل طرف بوجهة نظره من مسألة التفاوض، وعليه فقد عالج الجزء الأول من الشأن الدولي السياسات الأمريكية التي انتهجتها واشنطن للضغط على النظام الإيراني، من خلال شرح طبيعة العقوبات وانعكاساتها على النظام الإيراني، إضافة إلى تشكيل مجموعة عمل بوزارة الخارجية خاصَّة بإيران.
وشمل التقرير عدة موضوعات أخرى، أبرزها عن الصراع بسبب اتفاقية بحر قزوين ، والرهان الإيراني على بقاء الاتِّفاق النووي بدعم الحلفاء، ثم العوامل المؤثرة على الطموحات الإيرانية في سوريا، بالإضافة إلى تَطوُّرات الأزمة اليمنية على ضوء التصعيد الأمريكي ضدّ الحوثيين، و”العَلاقات الأمريكية – الإيرانية: سياسات التصعيد وأدوات المواجهة”.