كانت عودته في 2006 للزمالك عودة إنقاذ سمعة وتاريخ النادي، الذي كاد يذهب للهاوية من دونه، الزمالك الذي كان يعاني وقتها من كل شيء في تلك الفترة بين 2006 وحتى 2013، لا مجلس إدارة لا موارد مادية وأنصاف لاعبين، فيما عدا ثلاث لاعبين على الأكثر ومعهم شيكابالا!.
شيكا الذي كان يعيش غريبًا في الملاعب المصرية، فهناك مصطلح في الفسلفة يطلق على مثل حالة شيكابالا، وهو «غربة المواهب الخارقة» في مجتمع يهوى النمطية ويرفض كل ما هو غير عادي، والعادي فجأة يتحول لأسطورة تقاس فقط بمقاييس لا علاقة لها بالموهبة، فمتوسط الموهبة هذا متواضع للغاية ويمتلك أخلاق رفيعة، إذن هو أسطورة!.
الطفل القادم من أسوان وعاش غريبًا تحت مدرجات نادي الزمالك، لم يكن يتخيل أحد أنه وحده سينقذ الزمالك من مصير أندية مثل السكة الحديد والترام والبلاستيك والأوليمبي والمحلة!، فكل ما كان يحيط بالزمالك في تلك الفترة كان مصيره الحتمي أن النادي سينتهي في غضون عامين، إلا أن شيكابالا أبى!.
في موسمي 2009/2010 و2010/2011، سجل شيكابالا 20 هدفا وصنع 30 هدفا، وهو من جعل الزمالك ينافس على بطولة الدوري ويحصد كأس مصر.
لا يخفى على أحد أشباه اللاعبين الذين رافقوا شيكابالا مع الزمالك في تلك الفترة، قائمة بها 33 لاعبا، يوجد بها 4 لاعبين فقط هم من يستحقون ارتداء الفانلة «البيضا بخطين حمر»، وأنا هنا لست بصدد التجريح في أحد، فجمهور مصر يعلم جيدًا ماذا أقصد بكل لاعب في هذا الجيل.
كان شيكابالا هو الملاذ الأول والأخير لكل اللاعبين في الملعب، بل وللجمهور في الملعب وعبر الشاشات، بداية من عبد الواحد السيد وحتى أحمد جعفر، مرورًا بالصفتي وعاشور وغانم سلطان، بمعنى أدق «باصي لشيكا» واجعل الساحر يحول المستحيل لشيء عادي!.
«امسكوا شيكابالا وإحنا ناخد الدوري».. هكذا طلبها السيد مانويل چوزيه صريحة من الأندية المنافسة في الدوري، عندما استدعاه الأهلي في منتصف موسم 2010/2011 والزمالك متربع على العرش بفضل هذا الشيكابالا، ليحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه والدوري «يتسرسب» من بين أقدام لاعبي الأهلي.
هذا هو شيكابالا.. وهذا ما ينطبق على كينو لاعب نادي «بيراميدز»، الذي حوله امتيازات عظيمة لم يحظ بأي منها شيكابالا.
كينو الذي لم أر مثله منذ أفضل نسخة لـ«شيكابالا 2010»، لاعب يتمنى أي نادي في الشرق الأوسط الحصول على خدماته.. لاعب يتمناه أي رئيس نادي.. أي مدير فني.. أي فريق.. أي جمهور .. لاعب تطمئن له لأنك تثق أنه سيكون الملاذ الأول والأخير حال ما كان الفريق يعاني، أو هذا ليس يوم المدير الفني أو اللاعبين بأكملهم.. وحده من سيسعد يومك البائس هذا.
عاش صاحب الـ29 عامًا حياته متنقلًا بين خمس أندية في البرازيل، التي لم يخرج منها سوى مرة وحيدة إلى أطلس المكسيكي في 2015، ثم عاد مرة أخرى إلى البرازيل من بوابة نادي «بالميراس»، حتى جاء خروجه الأخير إلى القاهرة ليلعب لنادي «بيراميدز»، وأثبت منذ مباراته الأولى أمام «إنبي» أنه لاعب لم نر مثله منذ نسخة شيكابالا 2010، التي لم ولن تتكرر من لاعب مصري.
حسن الحظ الذي اصطحب كينو ولم يصطحب شيكابالا، أنه جاء في نادٍ يمتلك أعلى ميزانية في مصر بفارق كبير عما يليه، كل الإمكانات لم تكن 5% منها موجودة في زمالك شيكابالا، وحتى في الزمالك الحالي لم تتخط الإمكانات 25% من إمكانات «بيراميدز»، فيتمتع بمجلس إدارة على دراية كاملة بكل ما يخص اللعبة، وجهاز فني برازيلي في غاية الاحترافية، وأفضل لاعب في كل مركز من مراكز الملعب.
فكل شيء مسخر لكينو ليذهب بعيدا عن أي لاعب مصري.. وقد كان.. ففي كل المباريات المعقدة يستطيع أن يأخذ على عاتقه مهمة حصد الثلاث نقاط بشتى الطرق؛ تارة بالتسديدات الدقيقة وتارة أخرى بمراوغة خمس لاعبين داخل منطقة الجزاء.. وقد نجح كينو وحده في حصد 7 نقاط من 15 نقطة تربع بهم «بيراميدز» على قمة الدوري.
ما يميز كينو عن شيكابالا هو الدفاع، كينو يدافع مثلما يهاجم، وتلك ميزة يعشقها أي مدرب في العالم.
لماذا أنكر ميدو جراحة إنقاص الوزن؟