أمنية الغنام
يَعْقد حالياً مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بالجامعة الأمريكية بالتحرير بالقاهرة، ندوته نصف السنوية تحت عنوان “الإعلام والشباب”، والتي يُحاضر فيها مجموعة من الأساتذة الخبراء والأكاديميين، هم د. هبة الله السمري، أستاذ ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة، حسام صالح، المدير التنفيذي لمجموعة إعلام المصريين، والصحفي والإعلامي إبراهيم الجارحي. كما يدير الندوة د. رشا علام، أستاذ مساعد بقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ويحضر الندوة د. حسين أمين.
بدأت الندوة بكلمة ترحيب من د. رشا علام، أوضحت خلالها أن سبب انعقاد هذه الندوة في ذلك التوقيت يرجع إلى التطور الهائل في التكنولوجيا المعلوماتية، وتعدد طرق التواصل مع الشباب، منها المؤتمرات الشبابية التي تعقد بصورة شهرية، بالإضافة لمنتدى شباب العالم، وكذلك وجود البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب. فكان لابد من إلقاء الضوء على الدور الذي تساهم به الوسائل التقليدية أو الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل وعي الشباب.
واستطردت قائلة: “بما أن نسبة الشباب في مصر٦٠٪، ووفقا لتقارير وزارة الاتصالات بأن نسبة مستخدمي النت في مصر يبلغ ٥٠٪ أي حوالي النصف ومع ارتفاع الإقبال على الهواتف الذكية وإتاحة المحتوى بشكل أوسع، ووجود المدونات الصوتية والقوالب الجديدة للمحتوى التفاعلي، كان من الضروري معرفة أثر ذلك على الجمهور خاصة الشباب. سواء كان هذا الأثر بالسلب أو الإيجاب ودور الشباب نفسه في وضع الخريطة الإعلامية الجديدة”.
أعقبها حديث د. هبة السمري عن علاقة الشباب والإعلام بين الواقع والرؤيا المستقبلية، وعن دور الإعلام في تشكيل الوعي على القطاع الأكبر من المجتمع، وهو الشباب، موضحةً أن هناك فجوة بين الإعلام والشباب هذه الفجوة لها عدة مظاهر، منها تراجع قراءة الصحف في مقابل الأعلام الإلكتروني البديل التي أصبحت مصدرًا أساسيًا للمعلومات. بالإضافة لتراجع نسب مشاهدة التليفزيون والقنوات الفضائية في ظل المنافسة الشرسة للهواتف الذكية.
تابعت أن الإحصائيات أثبتت أن عدد مستخدمي موقع فيسبوك بلغ حوالي نحو مليار شخص حول العالم، منهم ٦٠٪ في الشرق الأوسط، وجاء في المركز الثاني “تويتر” بواقع ٩٠ مليون مستخدم في العالم. وعلى المستوى العربي فيأتي فيسبوك في المركز الأول من حيث الاستخدام يليه اليوتيوب وأخيراً تويتر.
أضافت أنه لا يوجد أجندة معينة في وسائل الإعلام سواء التقليدية أو الحديثة، تهتم بإيجاد مضامين تخاطب الشباب وهناك شبه اختفاء للبرامج الموجهة لهم على الخريطة التليفزيونية. وأن هذا الأمر ينسحب أيضاً على الإذاعة المصرية التي يغيب عنها الدراسات الموثقة التي تقيس نسبة الاستماع إليها.
من جانبه، تحدث حسام صالح قائلاً: “سأتحدث بلسان شخص ينتمي للمنظومة الإعلامية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الشباب موجود في وسائل الإعلام راديو تلفزيون الإعلام الرقمي؟.. إذا كانت الإجابة أن الإعلام الرقمي هو الذي يقود فهذا يعني أن الشباب هو الذي يقود، لأن من يقوم على الإعلام الرقمي أو الديجيتال على أرض الواقع هم الشباب. وإذا كانت الإجابة عن المذيعين والمذيعات الشباب فإننا سنجد أنهم يشكلوا النسبة الأكبر في القنوات الفضائية الخاصة”.
أضاف: “وإذا كانت الإجابة تشمل المخرجين ومسئولي الإضاءة والمنتجين فإننا سنجدهم أيضاً النسبة الأكبر في مدينة الإنتاج الإعلامي. أي أن الشباب موجود في القطاع الخاص”.
وأضاف أنه من الضروري التنبيه إلى أن عمر الإعلام الخاص قصير، ومن الضروري أن نؤكد على أهمية الإعلانات المذاعة على شاشاته، مما يؤثر على الخريطة البرامجية عليها وبالتالي وضع البرامج التي تتناول الشباب وقضاياهم، “لأن الإعلان مهم وهو اللي بيأكل الناس” وتقوم عليه القناة.
تناول الصحفي إبراهيم الجارحي الحديث الذي بدأه بتحفظ على التصنيف المستهلك عن فئة الشباب الذي نتحدث عنه وطبيعة مفهومنا “عن من هم الشباب؟”، فالشباب موجود بالفعل مثلاً في القوات المسلحة، والإعلام، والمنظومة الاقتصادية، مؤكدًا على أهمية الفصل بين التطور الهائل الحادث في الوسيلة الإعلامية والإلكترونية نفسها وبين طبيعة المحتوى. في على سبيل المثال المنصة الإلكترونية نيتفلكس قد تجاوزت ١٠٠ مليار دولار، لأن طبيعة محتواها مختلف تماماً عما يقدم بالوسائل الأخرى. فالنمطية الموجودة في المسلسلات المصرية لا يصلح تقديمها إطلاقا على منصة رقمية كنتفليكس.
أوضح “الجارحي” أنه إذا كانت الوسائل التقليدية قد تأخرت في استيعاب الشكل الرقمي الجديد الذي يستهوي الشباب، فهي أيضاً لم تدرك أهمية تطوير المحتوى المنافس الذي يقبل عليه الشباب.
نرشح لك – صدور “بين البحرين” لـ يوسف زيدان